18 ديسمبر، 2024 9:19 م

صرخة من جبل سنجار؛ لانريد ان نُقتل مرتين

صرخة من جبل سنجار؛ لانريد ان نُقتل مرتين

اتصل بي رجل في الخمسينات من العمر يوم أمس من جبل سنجار طالبا ان انقل صرخته للعالم والحكومات والمنظمات الدولية والامم المتحدة متسائلا أن اوضح له سبب عدم فتح الطريق بين سنجار ودهوك الى الان التي وصف الامر بأنها قتل هادىء لجميع السكان – هنا يقصد سنجار .

كان الرجل منزعجا وبدا عصيبا وحزينا في نفس الوقت قائلا : هل يعقل ان يصل الحال بنا الى هذا الواقع؟ – من الابادة الى سبي نسائنا – قتل رجالنا – الى العيش في واقع مزري حسرة الحصول على الدواء تبكينا ؟ مضيفا بنبرة تملؤها الحسرة والآهات: تحررت سنجار ولكن لم تكن لنا فرحة لان الالاف من نسائنا واطفالنا لايزالوا في قبضة التنظيم !!!.. توقف برهة ليقول هل تسمعني بصوت تعلوه الشدة : لم تكتمل الفرحة لان اية اجراءات لتحقيق العدالة لم تتحقق لم نرى مجرمين نعرفهم يقدموا للمحاكم ، لم نستلم تعويضات عما فقدناه،،، لكن لاشيء يقابل ما فقدناه من كرامة لاشيء يعوض ذلك، وآلام الامهات على فراق بناتهن وضياع اطفالهن ، ومقتل رجالهن في مجازر القتل الجماعي لاتنتهي بأموال الدنيا كللها …

الرجل قال بهدوء تشعر عبر هدوءه وهو يتحدث أنه يذرف الدموع، الحرب على داعش انتهت، والان تسرب الداعشيون صوب اصقاع الارض، وبدلا من انتظار اطفالنا ونسائنا لينعموا بالحرية ولقاء ذويهم تصلنا المكالمات بأن اطفالنا وفتياتنا صغيرات السن، الان في تركيا يسامون عليها ويطلبون الاموال ليتحرروا، اية عدالة هذه ؟؟؟؟.

اضاف الرجل الذي تعرض اثناء قتاله ومواجهته لهجمات داعش على سنجار الى جروح، بعصبية بينت تأثره بالوضع القائم قائلا: قبل ايام توفت سيدة حامل لأنها لم تحصل على العلاج في المركز الصحي، ولم يكن بأمكانها الوصول الى اقرب مستشفى ولايمكنها – او بالاحرى لايمكننا ان نثق بالعودة الى مستشفيات الموصل .
الرجل منذ الايام الاولى للابادة في صيف 2014 بقى من الرجال الصامدين في جبل سنجار واستعرض معاناة الناس الان في ظل الاوضاع الجديدة قائلا : اريد ان توصلوا صوتنا للعالم أجمع بأننا في وضع سيء جدا لاتوجد خدمات والامن منفلت والطرق مغلقة – اطلب منكم انتم تعرفون افضل مننا كيف تنقلون رسالتنا ومطالبنا، ان توصولوا صوتنا للعالم اجمع لا نريد ان نصبح ضحايا الصراع مجددا، في وقت لازلنا ضحايا صراع طويل منذ خمسين عاما .. اوصلوا صوتنا للمنظمات الدولية بأن الابادة مستمرة على الايزيدية، نحن هنا أناس بسطاء مساكين اذا لم تكن هناك حماية حقيقية لنا سيعود الاوباش مجددا لاستهدافنا ومهاجمتنا لأنه بفضل الوضع الحالي عادوا وكأن شيئا لم يكن !!! ؟؟؟ – الالاف منهم عادوا الى مناطق سكناهم – نحن لسنا ضد عودة اي شخص ولكن ان يعود الذين سبوا نسائنا وقتلوا رجالنا ولايزالوا يستبعدوا اطفالنا دون تحقيق او تدقيق امني، هذا يشكل خطرا مستمرا ولن يعود الالاف من النازحين الى مناطقهم بسبب هذه النقطة… اوصلوا صوتنا للحكومة في اربيل وبغداد والامم المتحدة أننا ننتظر تحقيق العدالة وبعدها لانمتنع العيش مع أي شخص بريء او عانى مثلنا من جرائم داعش … ولكن ان تسرب هؤلاء هكذا وعادوا دون التدقيق الامني وتحقيق العدالة – شدد على هذه العبارة أكثر من مرة – فأن ذلك لن يعيد الثقة ومعناه لن يكون هناك استقرار .. ارجوكم اوصلوا صوتنا اننا لانريد ان نصبح ضحايا مجددا ونقتل مرتين ..
– انقل هذا الكلام على لسان رجل قاتل داعش في سنجار غرب الموصل 120 كم وفقد العديد من اقرباءه ولاتزال العديد من النساء والاطفال من اقربائه في قبضة تنظيم داعش سبايا وعبيد – فقط رتبت الافكار دون رتوش ولو وافق على تسجيل صوته وهو يتحدث لكنا شعرنا بمأساته أكثر … بدون مجاملة بكيت كثيرا عندما انهيت المكالمة ..