صرخة مدوية أطلقها محافظ بغداد علي التميمي في مقر نقابة الصحفيين دعا فيها الأسرة الصحفية الى الوقوف الى جانب محنة النازحين في بغداد، لكونهم لم يستلموا حتى الان ولا دينارا واحدا من المنحة التي خصصها مجلس الوزراء لهم والبالغة مليون دينار، رغم المعاناة المريرة والأليمة التي عاناها أؤلئك النازحون في أطراف بغداد وداخل أحيائها الذين اضطروا بسبب ظروف الوضع الامني واتساع نطاق المعارك في أكثر من محافظة الى ترك محافظاتهم ومدنهم القريبة من بغداد واللجوء الى العاصمة، وفي أطرافها على وجه التحديد.
محافظ بغداد علي التميمي أشار لجمع من الصحفيين والاعلاميين الى ان عشرات الالاف من هؤلاء النازحين ، مازالوا يعانون الامرين ،وهم في حالة مرثية لوضعهم الانساني الصعب والمعقد ويتعرضون الى ضغوط نفسية واجتماعية غاية في التعقيد ، اذ لم يتوفر لدى الكثيرين منهم حتى مصرف جيب ، بالرغم من مرور أشهر طويلة على وجودهم خارج مدنهم وفي السكن في ظروف قاسية جدا في اطراف بغداد والكثير منها لايصلح للسكن الادمي فقد بادرت محافظة بغداد الى اقامة مجمع سكني لايواء هذه الالاف من العوائل في كرفانات ومخيمات اعدت لهم ، وبمبادرة من المحافظة دون اي دعم من اية جهة ، عدا بعض التجار والميسورين الذين قدموا المعونات المالية والعينية لمساعدة هؤلاء النازحين ، لكن المحافظة لم تجد من يقدم لها أي دعم لتشجيع هؤلاء النازحين على السكن فيها، ولا توجد لدى وزارة الهجرة والمهجرين حتى الان احصائيات دقيقة عن أعدادهم، ما تركهم عرضة لمشاق الحاجة والسكن في ظروف بائسة جدا وفي اجواء مشمسة وحارقة ويتعرضون لامراض مختلفة ويعيشون في بيئات لا تتوفر فيها ابسط مستويات الحياة ولو في حده الادنى.
وناشد محافظ بغداد الأسرة الصحفية وعموم المثقفين في العراق التجاوب مع صرخة محافظة بغداد بان توفر وزارة الهجرة والمهجرين مبلغ المليون دينار لهذه العوائل وتمدهم بالمؤن حالهم حال المهجرين والنازحين في كردستان العراق ومحافظات اخرى، وهم يتطلعون الى التفاتة إنسانية تسهم مع محافظة بغداد لانجاح مبادرتها في اسكان هذه العوائل وتوجيه الدعوات للجهات المسؤولة لتسهيل اقامة النازحين في اطراف بغداد في هذه المجمعات السكنية التي هي الان على شكل كرفانات جمعت بجهد المحافظة الشخصي، وهي تامل من كل الجهات الساندة ومنها مجلس الوزراء ووزارة الهجرة والمهجرين حل معاناة هؤلاء النازحين بأسرع ما يمكن، وبخاصة ان المدارس على أبواب فتح الدراسة فيها، ولا توجد اماكن للسكن متوفرة في بغداد الا من خلال هذه المجمعات التي تحفظ حياة النازحين في حدها الادنى.
والاسرة الصحفية مطالبة للاستجابة لمبادرة او لنقل صرخة محافظة بغداد لحل ازمة النازحين في عموم العراق وارقامهم قد تجاوزت الملايين، ومعاناة النازحين في بغداد ربما هي الاكثر ايلاما لانهم لم يستلموا اية منحة مادية او عينية حتى الان، وعلى كل الجهات الاعلامية ان تسند وتدعم هذه المبادرة وتشجع كل من يريد ان يقدم الدعم لابناء شعبه في هذه المحنة الاليمة التي لابد وان نوجه فيها الدعوات لرب السموات والارض جلت قدرته ان ينقذ العراقيين من ويلاتها وبلاويها ويخلصهم من المأزق العسير والصعب الذي هم فيه، والله قادر على ان يمن على عباده بما يرفع هذه الغمة عن العراقيين جميعا، انه نعم المولى ونعم النصير.