دراسة نقدية ذرائعية / برغماتيكية لقصيدة ،،،، هواجس اليأس ،،،، للدكتور عبدالرزاق عوده الغالبي
بقلم الناقد البرغماتي سعيد انعانع .
***************** نص القصيدة : ************
،،،،،،،،، هواجس اليأس ،،،،،،،،
سمّرت القلب بصدري
بمسامير من نار
و لبست الصبر عليه قرار
أن أنبش قبر اليأس
بعود ثقاب
وأموت وأحيا
و خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
أملي مسكوك
بقوالب من هجر
و رنين من ضحكات
يحتل النسيان
مسامع دهري
ويكتم أنفاسي
تغرق في أعماق السخط
كل معاناتي
يهجر مخبأه الفجر
وتئن حروف الكلمات
شوقاً وحنيناً لحكاياتي
المخبوء بين فكوك الهجر
في صحراء السنوات
تشيخ عيوني
و يذوب هزيع العمر
وتغرق طيات جفوني
في بحر لا يهدأ فيه قرار
سمّرت همومي
بباب الدار
وسأخرج من قبري
طلباً للثأر
1 / المقدمة
======
كان الشعر و لايزال القاطرة الأكثر نجاعة لتمرير الأفكار و المشاعر و الأكثر تأثيرا في النفوس مهما غلظت قلوب أصحابها ، إضافة الى أنه ديوان يحفظ اللغة و المثون و يوثقها و كذا سائر مقومات الحياة من علوم و أخلاق و قيم و سلوكيات و أديان و حكم و تاريخ و تراث و ثقافة .
و القصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، أنموذج لهذه المترابطات المقوماتية لهكذا توثيق ترصد في طياتها حالة توجسية لأفكار و مرام تطفح لبناتها الأدبية بهواجس و مرافعات بين الذات و الذات و بين الذات و النفس لترسم في مجملها سيرة لحظات مزدوجة التأويل و مدموغة بالإنفراد الأفقي و العمودي لشاعر طرح معاناته و معانات غيره بحرف يخرج من بين العقل و الأنامل ليؤسس لموروث تراكم في نص شعري موسوم بالحبكة المتقنة و الإحتراف التربوي و الأدبي و المعرفي . قصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، في حد ذاتها دعوة للأمل من خلال اليأس كما تنبثق العافية من خلال الألم و الفرح من خلال الحزن و الماء من خلال النار .
ليس من محض الصدف أن يتناول الدكتور الاديب و التربوي في هذه القصيدة هكذا موضوع / مضمون ، ذلك انه رجل تعليم ، هذه الصفة الأخيرة تحيل الى أن التناول استُشرف بدوغما كرزماتية و رومانسية ، في آن واحد ، صادمتان ، كيف لا و السيل بلغ الزبى و تداعى الواقع الى قطع الرؤوس و فضاعات مرعبة ،
إنه واجب المثقف الملزم في النضال ضد مسببات الفتن النائمة .
و الناقد عموما و الناقد البراغماتيكي ايضا يعمد الى تقييم النص مسبقا بقراءات أولية يستشف خلالها وجاهة المنتوج الادبي و وجاهة تناوله بالنقد و التحليل أو عدمها .
و هذا التحليل النقدي ليس سوى تطبيق مبدئي لهذه المنهجية .
و سأعتمد في تحليلي النقدي هذا على المنهجية الذرائعية التي هي من تنظير الدكتور الشاعر نفسه و هي نظرية تحليلية نقدية علمية تعتمد على مداخل و علوم نفسية ونظريات فلسفية في تحليل النصوص الأدبية .
2 / سيرة الشاعر
==========
ولد الشاعر في مدينة الناصرية العراقية ، بيئية حظارية بامتياز عريقة في التاريخ أصيلة في المكان : جغرافية أُسست على متنها حضارات ضاربة في عمق الحضارات الإنسانية شرقا و غربا ، امتداد و لا يزال يسري شاهدا بهذا العمق الوجداني و الثقافي دامغة كل أنحاء المعمور ببصمتها العراقية العريقة علما و أدبا و فكرا و دينا .
إنه الشاعر عبدالرزاق عوده الغالبي الجبوري أكاديمي و تربوي و أديب و مترجم و ناقد ، منظر لمنهجية الذرائعية للنقد الأدبي الحديث على أسس علمية و نفسية و فلسفية ، أديب امتزجت فيه كل معالم الأسس الدالة على عمق تجربته التربوية و الأدبية و الفكرية و العلمية الناضجة على مهل ليغدو مرجعا قل له النظير في التربية و الأدب المعاصر البديع من مؤلفاته التي أثرى بها المكتبات العربية و الدولية :
***** الكتب الصادرة
1- أهمية التواصل في عملية تعلم اللغة الإنكليزية : كتاب في طرق تدريس مادة اللغة الإنكليزية.
2- العبور إلى الضفة الأخرى : أدب عالمي مترجم
3- هواجس اليأس : مجموعة شعرية
4- سنوات العمر الهاربة : مجموعة قصص قصيرة
5- أجنحة المعاني : مجموعة قصص قصيرة
6- ترانيم سومرية : مجموعة شعرية
7- الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الادبي العربي
***** الكتب تحت الطبع أربع مجموعات وهي:
1- أحاسيس مبعثرة : مجموعة شعرية
2- انتحار قلب : مجموعة شعرية
3- تيه في مجاهل الغربة : رواية
4- جمهورية الصفيح : رواية
***** الكتب قيد الإنجاز:
1- كتاب نقد أدبي
2- مجموعة قصص قصيرة
هواجس اليأس قصيدة من ديوانه بنفس العنوان << هواجس اليأس >> ، قصيدة رامت تبني الهم الوطني و العربي و الإنساني بأسلوب متجدد و شاعرية نافذة إلى أعماق الوجدان الإنساني المشترك .
3 / البؤرة الثابتة في النص
===================
في هذا الباب يعمد الناقد بمنهجية التحليل البرغماتيكي / الذرائعي للنصوص الادبية الى البحث عن المكون الثابت في أي منتوج ادبي ، و إعتمادا على ديناميكية التنصيص ، لرصد النص بمنظار شمولي لهيكلته البنائية و الجمالية و الفكرية للوقوف على المغزى العام لتوابث الشاعر الفكرية و الأدبية و قناعاته الشخصية و اتجاهاته الأيديولوجية تجاه مجتمعه خاصة و تجاه الانسانية عموما ، و للوقوف أيضا على الرسالة التي يتبناها كأساس يكرس لها طاقاته و جهوده ، تلك الرسالة التي تميز كتاباته و تميزه عن غيره من الأدباء و الشعراء و الكتاب . نجد أن الشاعر يتبنى هدفا و رسالة محددة المعالم و مؤطرة المفاهيم وطنية ترمي لمّ الشمل و المصالحة و القيم الإنسانية الفاضلة تنبذ العنف و التمييز و تنشد العدل و الإنصاف .
و هو في هذه القصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، يعتمد الصبر كقرار و التأني و ظبط النفس كوسيلة لمعالجة الأمور و يسلك مسلك الزاهد المستبصر لحقيقة الوضع الذي آلت اليه مجريات الأحداث في وطنه ، و يحن الى تعايش بقطع دابر الجهل و الطائفية ، لينتهي بالخروج من القبر للثأر ، و لست أغالي القول أن الشاعر ليس ممن ينحى منحى الثأر بل هو مجاز يريد به الأمل ، أمل الثأر من براثين الجهل و القبلية و الملية المقنعة بالقناع ديمقراطي المسمى بالمحاصصة او الخوصصة أو . . . فلكل قطر عربي مفاهيمه الخاصة ، و ما الى ذلك من المفاهيم / الأقنعة في تدبير الشأن العام و السياسي . ليتبنى غاية مفادها الوطن الواحد الموحد و العيش الكريم و التعايش الحظاري السلمي . فلطالما نجد كتاب عراقيين ينهجون نفس الخطاب الأدبي لنفس المقصود ، قاصدين بذلك كما الشاعر عبدالرزاق الغالبي رأب الصدع و العودة إلى الوئام الوطني و السلم الإنساني العالمي .
4 / الإحتمالات المتحركة في النص شكلا و مضمونا
===================================
و هي الإحتمالات الوقائعية / السياسية / الاجتماعية و الفكرية / الثقافية الواردة في النص يدأب الناقد بالمنهجية البرغماتية الى رصدها و توثيقها شكلا كانت او مضمونا :
شكلا : إعتمد الشاعر شعرا منثورا حرا متعدد التفعيلات متعدد القوافي و هي دلالة على تعدد المفارقات التي خاضت دواخله بين مدود و جزور متعددة ، معتمدا ايضا على الجمل الفعلية التي تنبئ بمخاض و بحركية و انفعالات دالة على إرتجاج و اهتزاز كيانه الوجداني و القيّمي ، و ورد في النص جملتان اسميتان لا ثالثة لهما : العنوان و هو عنصر غاية في الأهمية : فهو لبنة النص لواجهته الأمامية و الجمالية و أخرى داخل النص ( أملي مسكوك ، بقوالب من هجر ، و رنين من ضحكات ) تسطر معنى الأمل رغم أنه من هجر و اليقين في غد سعيد بدلالة الضحكات ، و العنوان ( هواجس اليأس ) ، الهواجس تحيل على التفكير المضنى لتفادي اليأس و ليس لتكريسه .
و مضمونا : أستهل الشاعر النص بعنوان من جملة اسمية ، بخبر ، من مضاف و مضاف اليه ، لمبتدإ محذوف ، إحالة الى معان مؤجلة تطبع الباحة المقصودة بزخم من المعاني لسياقات الوضع المراد تدليله و هي دلالة على قوة الخطاب الصادم القوي لينبه على عمق النازلة و تملكها لوجدانه و تفكيره ليجعل منها الهم و الشغل الشاغل لمدى الخطورة في إقرار هواجس ذات صبغة استطرادية ، و في نفس السياق يستطرد في الغور لمضامين خطاب تباينت مقاصده بين همه الشخصي منتدبا الهم الجماعي إسقاطا و تعليلا فهو اذ يوجه الخطاب بصيغة المتكلم المفرد ( أنا ) فهو يقصد المتكلم بصيغة الجمع ( نحن ) ذلك أنه الجزء الذي لا يتجزأ من المجتمع الذي هو بصدده كفرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الكل مع تبديل ( عن ) ب ( على ) .
سمرت القلب بصدري
بمسامير من نار
و لبست الصبر قرار
مضمون غاية في البلاغة الدال على حرقته المتأججة و الصبر الذي لا يطاق لما يعانيه من ضيم و ابتذال لما آلت اليه الأوضاع في وطنه العربي و وطنه العراق و التشردم الحاصل بين فئات شعبه الذي عانى و يعاني مآسي الدكتاتوريات التي جثمت على صدره لعقود مضت و الغزو الأجنبي المتمثل في الأطماع الغربية في ثرواته الوافرة و خيانات بني جلدته تجار الحروب و الفتن المذهبية .
أن أنبش قبر اليأس
بعود ثقاب
جملة فعلية في محل مبدأ مؤخر لخبر مقدم و هو : سمرت القلب بصدري ، و لبست الصبر عليه قرار ، تفتح على عدة احتمالات مؤجلة المعاني تفضي الى تؤيلات لانهائية الحصر و منها أن النبش بعود ثقاب انما هي عبارة على تأجيج نار الفتنة باشعال هشيمها بعدما كان مطفأ و لَبْس الصبر إختيارا كموقف مبدئي كما سيتجلى ذلك خلال البحث ، ويمضي الشاعر في تناول هواجسه و أحلامه التي باتت كوابيس احلام يقضة لمناظر حرب لم يرى لها مثيل في التاريخ حيث الرؤوس تقطع و البطون تبقر و النساء تسبى و الأطفال تباع في سوق النخاسة و ما الى ذك من الفضاعات اللاإنسانية .
أملي مسكوك
بقوالب من هجر
و رنين من ضحكات
يحتل النسيان
مسامع دهري
ويكتم أنفاسي
تغرق في أعماق السخط
كل معاناتي
يهجر مخبأه الفجر
وتئن حروف الكلمات
شوقاً وحنيناً لحكاياتي
المخبوء بين فكوك الهجر
في صحراء السنوات
يصور لنا الشاعر في هذه الأشطر كوابيس حلم اليقضة و مدى عمق الجرح الغائر حيث المأساة بلغت ذورتها و اصبح الياس مستشري و الحياة كصحراء رمضاء خالية من كل معالم العيش و التعايش و السلام و مشحونة بالسخط المدمر و القاتل لكل فطرة حنيفة و غياب الأمل في أفق واعد و حد أدنى من الكرامة الانسانية و اصبح الأنين و المعاناة سمة كل كلام و ذات .
تشيخ عيوني
و يذوب هزيع العمر
وتغرق طيات جفوني
في بحر لا يهدأ فيه قرار
اشطر تغذي المضمون نسقا و سياقا لما سطره الشاعر من هول و فاجعة مصورا لنا همه و غمه العميق الشديد الالم حيث تغرق هذه الهموم كما يغرق غريق في بحر لائج ليس له قرار يضيع العمر سدى بل أسى و حسرة و تيها في متاهات ليس لها نهايات من بؤس و يأس و ضيم و ضلال
سمّرت همومي
بباب الدار
وسأخرج من قبري
طلباً للثأر
و ينتهى الشاعر في هذه الأشطر الأخيرة بنبرة تخالف الانساق السابقة ليبدي رغبة عارمة في العزم على التغيير ، تغير هذا الواقع المزري الشائن و الوحشي و اللاإنساني فيسمر همومه بباب الدار منطلقا من رفاته و أشلائه عازما على أخذ الثأر من اعداء الحياة و اعداء الانسانية و اعداء الله من غزاة و خونة و تجار الدم و هي دعوة الى استنهاض الهمم للتصدى لهذا اللامعقول من افعال و سلوكات و ضلم ، دعوة الى استنهاض الأمل و بعث روح التضحية و الصبر لتأثيث مستقبل كريم و حياة طبيعية الحياة .
و هي قفلة غاية في نجيع الخطابة اذ تضم لُب رسالته المتوخاة بثها .
5 / التكوين البصري والشكلي للنص الشعري
==============================
و اعتمادا على المنهجية الذرائعية لنقد النصوص الأدبية فإن رصد التكوين البصري و الشكلي لأي نص هو رصد المشهد الظاهري والشكلي للقصيدة من وزن و قافية و تفعيلة و جمل و طريقة ترتيب جملها الشعرية و أعمدتها و تنسيقاتها البصرية و كذا ملائمة الألفاظ و السياقات الشعرية ثم الإنتباه لأدوات التنقيط الفاصلة بين الجمل الشعرية و بالتالي يصنف النص حسب شكله و تكوينه البصري الى جنسه الأدبي و هويته اللغوية و يحدد موقعه من الشعر و يصار الى التجنيس الذي يميز نوعه الدقيق ، حينها يعمد الناقد الذرائعي الى تصنيف النص من حيث البناء و الشكل والاسلوب اللغوي ، كأن يكون شعرا قريضا موزونا أو حرا بتفعيلة , أو قصيدة نثرية . ذلك أن كل نوع شعري خصوصا أو أي جنس أدبي عموما له تكوين بصري و شكلي خاص يميزه عن باقي الأجناس الأدبية الأخرى .
،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة تتكون من عنوان و ثلاثين شطرا توزعت على أربعة عشر جملة فعلية و جملة اسمية واحدة عدا العنوان ، تنوعت فيها التفعيلات و القوافي و انعدمت فيها علامات الترقيم ، و هو شكل يحيل الى قصيدة من الشعر الحر أو ما يسمى بشعر التفعيلة و ذلك لما توفر فيها من مقومات خاصة بهذا النوع من انواع الشعر الحديث العهد الذي كان من رواده الأوائل الشاعرة نازك الملائكة و بدر شاكر السياب و محمود درويش و نزار قباني و فدوى طوقان و مي زيادة و غيرهم من شعراء جيل الخمسينات من القرن الماضي و تابعيهم الكثر من الجيل المعاصر .
6 / البيئة الشعرية في النص
=================
يأثث الناقد الذرائعي البرغماتيكي تحليله النقدي بالبحث فيما يسمى بالبيئة الشعرية للنص مستندا في ذلك على جملة من الاعتبارات ذات الصلة
بالمحيط الإنساني و الطبيعي المؤثر في وجدان الشاعر والتي تستفز لديه الملكة الشعرية في الاعراب عن هواجسه و مشاعره ، فالبيئة الشعرية للنص لها دورها لمعرفة الحالة النفسية و السوسيولوجية / الإجتماعية للشاعر , فما يوثقه الناقد عن بيئة النص ترتبط أساسا بالبيئة المحيطة بالناص , والتي تعتبر نافذة تتناسل فيها ابداعات وإرهاصات الشاعر و يستشف الناقد من خلالها مدی التأثير علی إخراج العمل الممزوج بأحوال نفسية/ سلوكية و اجتماعية/ معاشية , تعكس بالتالي ابداعه اللغوي و البلاغي و الجمالي من خلال ملكة الشاعر الفذ و قريحته كمفكر مجدد باعتباره إنسانا جسورا على التكلم بصدق و شفافية عن بيئته ومجتمعه دون تحفظ أو مماراة .
،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة توثق في طياتها لبيئة متأثرة بها طبعا و طباعا ، بيئة تشهد مخاضات جدا عسيرة توالدت عنها أحداث درامية مهولة و مفصلية بالغة الخطورة هذه البيئة هي العراق و الأمة العربية بكاملها و الأمة الاسلامية جمعاء و ما تشهده من احداث و تقلبات باتت نموذجا لتقاطع مصالح خسيسة و صراعات كينونية عديدة ، إختلافية مقيتة و خلافية عنيدة ، صراعات بلغت مبلغ الوحشية في تناول الأمور السياسة الحمقاء و المذهبية المخبولة و الدينة العرجاء و الطائفية العمياء . ،،،، هواجس اليأس ،،، وثيقة تاريخية عن هذه الأحداث من شاعر عاش هذه الأحداث خضمها و ابعادها الحاضرة و المستقبلية و ما سيترتب عنها من ملاحق لا تبشر بخير و لأجيال ، عاشها الشاعر جسدا و روحا و فكرا فهو شاعر و اديب و تربوي و منظر و صاحب أفق معرفي موسوعي فكانت ،،، هواجس اليأس ،،، زبدة تفكيره بهذا كله فلا عجب ان يكون عاش المرارة المقرفة المريرة و الآسى الطافح و الآلم المبرح و هو بهذا العمق الثقافي الذي يتمتع به و هذا الإحساس العرم كونه شاعر و الشاعر مرآة محيطه و شغافه الرهفة .
7 / الموضوع أوالتيمة مقاييس الدقة والابداع الشعري
===================================
تعتمد المنهجية الذرائعية في تحليلها للنص الادبي على تقييم الموضوع / الثيمة / المضمون الذي يتناوله الاديب او الشاعر ، و كل شاعر فهو اديب و ليس كل اديب شاعر و كما نعلم ان الخليل بن احمد الفراهيدي ، صاحب البحور الشعرية الخمسة عشر لم يكتب يوما شاعرا ذا وجاهة بل كان كاتبا ذا أذن
موسيقية رهيفة .
يعمل الناقد البرغماتيكي على استقصاء المضمون و درجة وجاهته و الرسالة المبتغاة ترسيخها و تكريسها عند المتلقي / القاريء / الناقد . ان اي نص ادبي او شعري لا يحمل هدفا قيميا او ثقافيا او تربويا او رسالة يعتبر عملا جزافيا غير ذي حمولة وازنة و بالتالي ينصرف الناقد عنه او اي متلقي عموما عند اول قراءة له بل بالأحرى عند اول سطر ،
،،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة تشدك من اول شطر بل منذ العنوان فلا تفلتها الا و انت تقرؤها عدة مرارٍ و لا تشبع منها لما تنطوي عليه من مضمون انساني بالدرجة الاولى و وطني و اممي من درجة ثانية ، فهي تتناول موضوعا يشغل العام و الخاص ، موضوع يرقى الى درجة الاهتمام الأقصى في الهم الإنساني و الوطني ، يباشر فيه الشاعر افراغ همومه بصيغة شعرية شاعرية لما الت اليه الانسانية من وحشية و نكران للقيم الإنسانية المثلى .
مقاييس نقد المعنى :
~~~~~~~~~~~~~
1- مقياس الصحة والخطأ
——————————
هو مقياس يعتمده الناقد الذرائعي للوقوف على مصداقية النص لغة و معنى و سريرة مستعينا في ذلك بثقافته العامة في رصد مستجدات المعرفة الانسانية من علوم و مهارات و فكر و فلسفة .
و إخضاعا للنص / القصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، لهذه المنطق/ المقياس ( و حتى المنطق الصوري الأرسطي و منطق المناطقة المعاصرين ) يتبين لنا أن النص سليم لغة تركيبا و اسلوبا و مفاهيما و من حيث المعنى جاء النص موافقا للمعايير القيمية صادقا في تبنيه الهم المشترك الوطني و الإنساني صادق السريرة صادق المواثيق الفطرية و المكتسبة :
وأموت وأحيا
و خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
2- مقياس الجدة والابتكار
———————–
و هو مقياس يرصد من خلاله الناقد البرغماتيكي ما بالنص من تجديد وابداع و ابتكار و سبق من الجهة الادبية البلاغية و البديعية و ما استأثر به الاديب او الشاعر من خلق للمعاني و الدلالات ذات الصبغة الفنية الشادة لانتباه المتلقي و ما انفرد به من بيان و استشراف لافكار ذات جدة و ابتكار .
نص ،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة تمكن فيها الشاعر من تحقيق هذا المبتغى بأسلوب توفرت فيه كل هذه المقاييس ، فجاءت قصيدته عبارة عن تشكيل امتزجت فيه الصور البلاغية و البديعية و البيان ما جعلها تنفرد عن نصوص غيره جدة و إبداعا و شاعرية ، تسري بدواخل الناقد قبل القاريء العادي غامرة مشاعره وجدانا و حنينا و تخلخل إحساسه العاطفي و الفكري بهالة شاحنة تهز مكوناته الذاتيه الروحية و الوجودية . و الأشطر التالية تجسيد صارخ لهذا المقياس :
وتئن حروف الكلمات
شوقاً وحنيناً لحكاياتي
المخبوء بين فكوك الهجر
في صحراء السنوات
و القصيدة مشحونة بزخم هائل من المقاصد بَيِّنة و مؤجلة تجلت فيها ملكة الشاعر الإبداعية و السبق و لانفراد .
3- مقياس العمق والسطحية :
———————————–
مقياس العمق و السطحية أدات نقدية يستعملها الناقد الذرائعي لسبر افاق النص و غور أعماقه الدلالية رمزية كانت او سيمانتيكية و أعماقه الفكرية و القيمية و الثقافية للشاعر او الاديب و بها يقيس و يقيم مدى عمقه الفكري و الادبي أو سطحيته مستنطقا مكونات النص المضمرة و الجلية و المعاني البديهية و المؤجلة و يقيس بها أيضا مدارك الشاعر و معارفه و آرائه و مدى توظيفه لمستجدات العلوم الانسانية و العلمية و الأفكار المنطقية و الفلسفية و قدراته الذاتية ادبية و فكرية و فنية .
و إستقراءا للنص افقيا و عموديا ،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة حوت في مخبوئها و ظاهرها و في عاجلها و آجلها عمق هذه التجربة الادبية . فالشاعر رغم قلة الأشطر المكونة للقصيد نسبيا استطاع ان يرسم بدهاء و فطنة عمق أفقه المعرفي و موسوعية مكتسباته الفكرية و العلمية و الادبية عبر توظيفه للغة بليغة بالغة نافذة تستند الى تجربة طويلة المدد و حنكة راجحة السند من خلال توظيفه لأسلوب مرن مبتكر في الشعر المنثور او النثر الشعري او شعر التفعيلة او الشعر المخزوم او الشعر الحر حسب التسميات الجديدة لمدارس الشعر الحر المتعددة . فكان النص ذا عمق ادبي و فكري و عاطفي بحق لا يشق له غبار .
مقاييس نقد العاطفة :
~~~~~~~~~~~~~~~
١ / مقياس الصدق و الكذب
——————————–
يعمد الناقد الذرائعي الى هذه المقاييس ليتمكن من تعيير عاطفة الاديب عموما و الشاعر على وجه الخصوص بوضعها في ميزان خاص و هو ميزان يشبه الى حد كبير آلة كشف الكذب حيث يضع كما الآلة عدة مجسات تقرأ مؤشرات الصدق و الكذب في التجربة الادبية لتقييمها و الوقوف عند الصادق منها و الزائف . و بالتالي اصدار حكم قيمة على النص في مجمله عاطفيا و وجدانيا .
و رصدا لهذه المقومات . ف ،،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة خلت من كل مشاعر كاذبة انطلاقا من العنوان المشحون بحمولة عاطفية جياشة لشاعر ذو وجدان وطني و انساني بامتياز و المشحون بشجى يتملك الناقد قبل القاريء بعاصفة هوجاء من المشاعر و الهواجس الموغلة في هوس الذات . و خوضا للقصيدة نزولا و صعودا كمن يحمل صخرة سيزيف تقهره كلمات النص بثقل هذه الحمولة العاطفية المستنفرة للوجدان و المخلخلة له خلخلة عنيفة لا يستفيق منها الا عند تركها كما التماس الكهربائي .
و اختبارا ،،، هواجس اليأس ،،، تجتاز آلة كشف الكذب بمؤشر عال من الصدق فكرا و وجدانا .
٢ / مقياس القوة و الضعف
——————————-
مقياس يستشف من خلاله الناقد مواطن قوة و ضعف العاطفة في المنتوج الادبي تحت الدرس ، و ما تضمنه من عواطف و أحاسيس و مشاعر وجدانية تجعل المتلقي يتفاعل معها و تضرب دواخله و عواطفه .
و ،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة تميزت بعاطفة قوية لما جاءت به من لواعج جياشة صادمة و مؤثرة ، فالقصيدة حافلة بمواقف و انفعالات عاطفية عنيفة صدرت عن الشاعر مستوحاة من الواقع الصادم الاليم الذي يعيشه شعبه و أمته و الأحداث المهولة التي عرفتها من حرب و تناحر و اقتتال و اغتيالات و قطع للرؤوس و تدخلات الأجنبي بالقصف و الإبادة الجماعية و سرقة ثروات الأمة .
8 / المدخل الجمالي او البناء الفني
=======================
المدخل الجمالي و البناء الفني باب يدخل من خلاله الناقد البراغماتيكي ليوثق البنية الجمالية للقصيدة ، و يتحسس البناء الفني الذي اعتمده الشاعر ، مستعينا بعلم العروض و بملكته الفنية و أذنه الموسيقية و حسه الموضوعي لقيمة الجمال التي تطبع القصيدة تركيبية كانت أم لغوية ، مبينا فيها مدى توفر النص الشعري على معالم الجمال و التراكيب الفنية التي استأثرت بذوقه و انطبعت في حسه من موسيقى و صور .
أ / الموسيقى الشعرية
~~~~~~~~~~~~~~~
في خمسينيات القرن الماضي ظهر نوع جديد من الشعر العربي لم يكن موجوداً سابقا ولم يُعرف من قبل في التايخ ، وهو شِعر التفعيلة أو ما يسمى بالشعر الحر . وهو شعر قائم على تفعيلة وليس على وزن بحر كامل فالبحور الشعرية تعتمد في نظمها على عدد من التفعيلات مثل فعولن، مفاعيلن، فاعلاتن، مستفعلن، فعلن فاعلن مفاعيلن مفاعلتن متفاعلن مفعولات تصل في مجملها إلى عشرة تفعيلات اصلية و اخرى متفرعة ، فالشعر الحر أو شعر التفعيلة يعتمد على تفعيلة واحدة في نظم قصيدة الشعر الحر او اكثر ، مع عدم الإلتزام بطول محدَّد للسطر، فهي لا تعتمد على قسمين كالشعر العامودي ، ولا طول محدد كذلك ، فيمكن للشاعر أن يكتب في السطر الواحد ما يشاء من كلمات ، حتى في بعض الأحيان يكون السطر ذا كلمة واحدة فقط . لا يخرج شعر التفعيلة في قوانينه عن الشعر العامودي كثيراً ، فالقوانين التي تحكم التفعيلات ما تزال قائمة ، فلا يجوز أن يقوم شاعرٌ بتصريف أي تفعيلة حسب مزاجه الخاص ، ولا أن يخترع تفعيلة ليست موجودة أصلاً ، فهو مُلزم بالتقيُّد بالتفعيلات وقوانينها . ولكن ما لا يلزم الشاعر هو الإلتزام بالقافية ، فشعر التفعيلة ليس بالضرورة أن يكون محكوماً بقافية واحدة كالشعر العامودي ، بل يمكن ألا يكون ذا قافية على الإطلاق ، ولكن هذا الأمر سينفي الصبغة الموسيقية من القصيدة وتتحول إلى نوعٍ من كتابة الخواطر بالنسبة للقاريء . وكذلك يمكنه أن يختار أكثر من قافية حسب الحاجة أو حسب نظم القصيدة ، فيختار جزءاً من القصيدة ذا قافية معينة ، ويكون للجزء الذي يليه قافية مُغايرة تماماً ، وهذا لا يعيب على القصيدة في شيء ، بل هي من ضمن مجال الحرية المتروك في هذا النوع من الشعر .
،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة من الشعر الحر تعدد فيها التفعيلات و القوافي :
جاءت القوافي لتؤثث شعرية موسيقية تستحسنها المسامع و تتذوقها الاذهان كالتالي
صدري / دهري / الفجر / الهجر / العمر / قبري
نار / قرار / قرار / الدار / الدار
ثقاب / رقاب
ضحكات / الكلمات / السنوات
أنفاسي / معاناتي / حكاياتي
عيوني / جفوني / همومي
قواف صادمة للمخيال مؤثرة في الوجدان عاصفة بالمشاعر و الإحساسات . و
و جاءت التفعيلات أصلية و مكسورة كما في الأنموذجات التالية
سمّرت القلب بصدري
* ٥/٥// /٥/٥ /٥/٥/
مفعولاتن متفاعل
بمسامير من نار
* ٥/٥/ ٥/ ٥/٥/٥///
متفاعلين مستفعل
و لبست الصبر عليه قرار
*/٥// /٥// /٥/٥ /٥///
متفاعلين متفاعل فعل
أن أنبش قبر اليأس
* /٥/٥ /٥/ //٥/ ٥/
فعلن متفاعل فعل
بعود ثقاب
* ٥/٥// /٥//
فعول فعولن
وأموت وأحيا
* ٥/٥// /٥///
متفاعل فعلن
و خيالي محتل
* ٥/٥/٥/ ٥/٥///
متفاعل مستفعل
برؤوس مقطوعة ظلماً
* ٥/٥/ ٥//٥/٥/ ٥/٥///
متفاعل مستفعلن فعلن
و رقاب
*٥/٥///
متفاعل
أملي مسكوك
*٥/٥/٥/ ٥///
متفاعل فعلن
بقوالب من هجر
*٥/٥/ ٥/ ٥//٥///
متفاعلاتن فعلن
و رنين من ضحكات
*٥/٥/// ٥/ ٥/٥///
متفاعل لن متفاعل
يحتل النسيان
*/٥/٥/٥ /٥/٥/
مفعولاتن فعل
مسامع دهري
*٥/٥/ ٥/٥//
مفاعلن فعلن
ويكتم أنفاسي
*٥/٥/٥/ //٥//
مفاعلتن فعلن
تغرق في أعماق السخط
*/٥/٥ /٥/٥/ ٥/ //٥/
فعل مفاعيلن مفعول
كل معاناتي
*٥/٥/٥// /٥/
فعل مفاعيلن
فسطرت موسيقى متفاوتة النوتات لتفضى الى توزيع موسيقي سمفوني يتسم الرومانسية و الغول في الشجى و الاسى و الحنين تارة و بالجد و الحزم و الأمل تارة اخرى . بذلك تكون قصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، قد توفرت فيها معالم موسيقى شعرية متفاوتة النبرات و ذلك راجع لالتفات الشاعر المركز الى المضمون ، موسيقى نستشفها من خلال تكرار القراءات و التركيز و المشافهة . و متوفرة على الانساق الجمالية و المقومات الفنية رائقة المستوى .
ج / الصورة الشعرية
~~~~~~~~~~~~
الصورة الشعرية هي تلك الصورة التي رسمها الشاعر في قصيدته ليبنى من خلالها لوحات تثري الخيال بجملة من التصورات تخدم القصيدة معنى و إيحاءا و شكلا و دلالات ، يستشفها الناقد الذرائعي و يؤطرها كأثاث فعال لجمالية النص الشعري أو الادبي عموما ، فهي بالأساس مؤشر لغنى آفاق الشاعر الجمالية و الفنية .
،،،، هواجس اليأس ،،، تضمنت صورا شعرية جديرة بالتأمل و الدرس اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
١ / سمّرت القلب بصدري
بمسامير من نار
٢ / و لبست الصبر عليه قرار
٣ / أن أنبش قبر اليأس
بعود ثقاب
٤ / خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
٥ / أملي مسكوك
بقوالب من هجر
و رنين من ضحكات
٦ / يحتل النسيان
مسامع دهري
٨ / تغرق في أعماق السخط
في صحراء السنوات
تضمنت القصيدة أربعة عشرة صورة شعرية جعلت من القصيدة لوحة فنية رسم فيها الشاعر صورا نلمسها بوضوح و نستشفها بجلاء و بداهة أطرها بدرجة كبيرة من الدقة و الحرفية ، فجاءت القصيدة في مجملها عملا أدبيا و
فنيا لا يختلف عنه شاعران .
د / درجة العمق و الانزياح نحو الخيال و الرمز
——————————————————
يتطرق الناقد البرغماتيكي من خلال هذا المدخل إلى تأشير و تقييم النص و ما يحويه من إنزياحات ويستشف من خلاله ايضا ما تضمنه من روح شعرية منطوية في ثناياه ، فكل نص خال من الروح الأدبية و الشعرية خصوصا يعتبر نصا هجينا لا تهتز فيه مشاعر و لا تستطيب فيه رغبة ممتعة في قراءته و استقصاءه . فالخيال أو الرمز هو الملكة الفنية و قدرة المخيال التي تصنع الصورة الأدبية و الشعرية البديعة و هو عنصر أصيل في الأدب كله وفي الشعر بوجه خاص حيث يندر في شعر الحكمة و المواعض والعبر ويكثر في الموضوعات الأخری للشعر ، كالشعر الوجداني و الفخر و استنفار العزائم و شحد الهمم ، و تتجلی أهمية الخيال في مدى إبداع الشاعر و قدرته على تحويل صور و مشاهد عادية روتينية في الحياة اليومية ، ليبث فيها روحا و نفسا وحياة وحركية ، يؤسس لها الاديب و الشاعر على حد سواء بشكل ذي إثارة و طرافة و خيال مشوق ، فكل شعر يخلو من الخيال و الصور الخيالية الدالة المحفزة على التخيل و الاستشراف ، يعتبر شعرا مخفق التأثير في النفوس و الوجدانات ، فيجب على الناقد باديء ذي بدء تصنيف النص الأدبي والنص الإخباري : فالنص الادبي يعتمد أسلوبا تعبيريا فنيا غنيا بالجمال اللغوي والبلاغي و البياني ، يرصده الناقد بالتدقيق العميق ، ويضع مؤشرات الدالة علی درجة
توضيف الشاعر أو الاديب للخيال و الرمزية و مدى خصبة قريحته المخيالية . و من خصائص الأسلوب الأدبي :المزج بين الإخبار والعمق الأدبي لمنح النص
حيوية و آنية و كذلك وفرة الصور والأخيلة من عواطف ومشاعر والأحاسيس ورؤى ونظرة الشاعر الخاصة للعالم و فلسفته و فكره . و القصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، استأثرت بكم جدا معتبرا من صور الخيال و الرمزية ، حيث تم رصد عشر صور انزياحية نحو الخيال و الرمز كالتالي :
*****الصورة الاولى
سمّرت القلب بصدري
بمسامير من نار
*****الصورة الثانية
و لبست الصبر عليه قرار
*****الصورة الثالثة
أن أنبش قبر اليأس
بعود ثقاب
****الصورة الرابعة
وأموت وأحيا
و خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
*****الصورة خامسة
أملي مسكوك
بقوالب من هجر
و رنين من ضحكات
*****الصورة السادسة
يحتل النسيان
مسامع دهري
ويكتم أنفاسي
*****الصورةالسابعة
تغرق في أعماق السخط
كل معاناتي
يهجر مخبأه الفجر
*****الصورة الثامنة
وتئن حروف الكلمات
شوقاً وحنيناً لحكاياتي
المخبوء بين فكوك الهجر
في صحراء السنوات
*****الصورة التاسعة
تشيخ عيوني
و يذوب هزيع العمر
وتغرق طيات جفوني
في بحر لا يهدأ فيه قرار
*****الصورة العاشرة
سمّرت همومي
بباب الدار
و هي صور إبداعية غاية في العمق الفني و الخيال و الرمز ، أثثت القصيدة بدلالات مادية و معنوية و روحية و فكرية جعلتها ترقى الى مصاف القصائد المتميزة بالتجديد و الابتكار وغير مسبوقة الإصدار صادمة المشاهد .
ه / التجربة الإبداعية في القصيدة:
—————————–
تميزت قصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، كونها قصيدة من الشعر الحر بتفعيلات منثورة قوية المضامين فنية الشكل صادقة العواطف ، ترقى الى مصاف القصائد الرائدة في هذا المجال مجال الشعر الحر ، و هي قصيدة تصطف نديا مع قصائد رواد هذا الشعر من أمثال محمود درويش و سميح القاسم و عبد المجيد مضفر النواب و نازك الملائكة غيرهم للجرأة الادبية البادية في النص ، و لست أغالي اذا رتبتها ضمن القصائد عالية الجدة و الجودة . قصيدة اضافت الى المخزون الادبي العربي كيفا متميزا ، و هي بحق دون محاباة من القصائد ذات البعد الاخلاقي الرفيع و البعد الإنساني الراقي سلوكا و حظارة . جاءت القصيدة تجربة ابداعية تجلت فيها معالم الشاعرية و التناغم شكلا و مضمونا و موسيقى اعتمد فيها الشاعر اسلوبا متميزا في ابداء هواجسه الشخصية و هواجس أمته العربية و هواجس الانسانية جمعاء مخلصا فيها الى مبادئه القيمية السامية و مستخلصا في آخرها الى إلزامية الثأر من الجهل و الجهلة و اتباع الطوائف العمياء بالعلم و الانسانية و المواطنة ، داعيا ضمنيا الأحرار الى تبنى العلم و المعرفة و الاستبصار في كشف الحقائق و رؤية الحياة بمنضور تفاؤلي و داعيا الى الأمل و التعايش بين الشعوب و الحظارات الانسانية مهما كانت مختلفة دون خلاف و لا كيدية .
سمّرت همومي
بباب الدار
وسأخرج من قبري
طلباً للثأر
دعوة الى نبذ الهموم و ترك الهواجس القاتلة للنفس و الأمل و الخروج الى الجهاد ، جهاد ضد الجهل و الجهلة و اعداء الحياة اعداء الانسانية اعداء التعايش اعداء السلام اعداء الاسلام اعداء الفطرة الإلهية السليمة . هواجس اليأئس تجربة ادبية توفرت فيها كل مقاييس الابداع الرصين و الابتكار المكرس للقيم المثلى .
9 / المدخل اللساني
=============
هو مدخل يوثق فيه الناقد البرغماتي ما تضمنته المداخل المقررة في منهجية الذرائعية لنقد النص الادبي حيث يعتبر مدخل المداخل من خلاله ترصد مضامين و دلالات و تمحورات المداخل الاخرى بصفة عامة و مقتضبة و كذا الإسهاب في التركيز على الجانب اللساني اللغوي و اللفضي في النص الادبي تحت الدرس .
،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة تبنت شكلا الشعر الحر او ما يسمى بشعر التفعيلة و هو نموذج يعطي للشاعر حرية اكبر في تناول المضمون و التعبير عن آرائه و أفكاره بإسهاب و حرية اكبر من تلك التي يتبنى فيها شعرا قريضا و تناول في قصيدته هذه قوافي ذات حروف قوية الرمزية قوية الرنة و هي حرف الراء و حرف الباء و حرف التاء و هي حروف ذات مخارج مختلفة و أصوات قوية زادت من قوة القصيدة معنى و خطابا .
اما مضمونا فالقصيدة تناولت مضمونا آنيا واقعيا بجرئة فيلسوف و رقة اديب و حنكة أكاديمي و كفاءة تربوي و منظر . فكانت القصيدة بصريا و شكليا تتوفر على المقومات الادبية و المقومات الفنية مترادفة مع البيئة الحاضنة و متناغمة معها . حيث اشرت مقاييس نقد المعني المؤشرات التالية :
_ فمقياس الصحة و الخطأ أشر صحة ما ورد في القصيدة من مشاعر و وقائع ،
اما مقياس العمق و السطحية إبان على عمق التجربة الإبداعية للقصيدة معنى و دلالات آنية و مؤجلة ، و افاد مقياس نقد العاطفة بتوفر النص بجملة مشاعر و عواطف جياشة رقيقة و نافذة الى النفوس و القلوب
و رصد مقياس الصدق و الكذب مؤشرا بدرجة عالية صدق الشاعر في طرحه و هواجسه ،
و اما مقياس الضعف و القوة في هذه التجربة الإبداعية فقد بين القوة العاطفية و الوجدانية لشاعر الذي تبنى الفطرة النقية و التراكم الوازن .
كما ان المدخل الجمالي و البناء الفني للنص الشعري فقد رصد من خلاله موسيقى شعرية تجلت في تبنيه شعرا حرا و قوافي رنانة قوية و صورا شعرية مستفزة للمخيال الفردي و الجماعي منبثقة من الواقع المعاش بحبكة و تبصر و كانت درجة الانزياح عالية النسبة و تجربة شعرية ابداعية ادبية ذات مصداق عال من الرصانة و بعد النظر و بناء فني رفيع المستوى ، ممتع للقارئ و الناقد على حد سواء ، فكانت القصيدة متكاملة جمالية و بناءا .
فقد اختار الشاعر مفرداته و معجمه اللغوي بدقة عالية جنح بها الى انزياحات و مخيال غني بالدلات و المعاني ليقف بنا على حقائق ذات الهم المشترك و الهواجس الشاغلة للذات و التفكير :
وأموت وأحيا
و خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
انتقى الشاعر في هذا الشطر كلماته كما ينتقي الطبيب الجراح أدواته التشريحة و خلص بنا الى انزياح مخيالي قمة في البناء الفني و الادبي فهو يموت و يحيى ، و الحياة بعد الموت ليست سوى الانبعاث و البعث من جديد و هو دلالة على أمل عارم منتظر أكيد التحقيق ،،، و خيالي محتل ،،، معنى يحيل الى الهاجس الذي استولى على مشاعره و انشغلت به مخيلته لا تكاد تبرحه لفضاعته و وحشيته : ،،، ورؤوس مقطوعة و رقاب ،،، و تطرق الشاعر عبدالرزاق الغالبي في وصفه الشعري لهذه النوازل الصادمة بقوله :
أملي مسكوك
بقوالب من هجر
و رنين من ضحكات
و هو عبارة على انزياح نحو الرمز مفاده سياقا من عدة سياقات أن الأمل مقولب من هجر و هو تعبير يفيد النوى و البعد عن الاحباء و الاهل و ذكريات للحظات جميلات و ضحكات اصبحت في طَي النسيان . القصيدة رغم قصرها نسبيا فهي تحمل زخما هائلا من المعاني المؤجلة و دلالات عميقة القاع رحبة الآفاق . و تناولت القصيدة من الناحية اللسانية معجما و لسانا بسيط الكلمات و كثيف السياقات كما في الشطر التالي :
وتئن حروف الكلمات
شوقاً وحنيناً لحكاياتي
المخبوء بين فكوك الهجر
في صحراء السنوات
وظف الشاعر ههنا استعارات تمثيلية ( تئن حروف الكلمات ) و تصريحيّة ( شوقا و حنينا لحكاياتي ) و مكنية ( صحراء السنوات ) تخدم المعنى بشكل بديع ، حيث جعل الحروف و كأنها كائن بشري و قصد بصحراء السنوات السنوات العجاف من كل رفاه و إنسانية و حظارة و حب ممزوجة بحنين رومانسي و شوق و انين لحكاياته الوجدانية و الوجودية .
تشيخ عيوني
و يذوب هزيع العمر
وتغرق طيات جفوني
في بحر لا يهدأ فيه قرار
بنفس الأسلوب في توظيف علم البديع و علم البيان من استعارات ( سمرت القلب بصدري ) جناس ( قرار / قرار ) و سجع ( عمر بحر دهر هجر، رنين انين ، عيوني جفوني ) و خلت من اي تشبيه الا ما كان ضمني تمثيلي في عدة مواقع من النص اذكر منها هزيع العمر الذي يفضي الى عدة تشبيهات منها : الحمق العمر او طيش الشباب او أوائل العمر من طفولة و شباب ، سمرت القلب بصدري ، بمسايرة من نار ، تشبيه بالحرقة و الأسف ، و لبست الصبر عليه قرار ، شبه فيه الصبر بلباس يلبس و قرار و عادة ، و كان استعمال الفعل المضارع تكريسا للحركية و والحضورية و التسلسل المنطقي .
القصيدة كما سبق الذكر زاخرة بهكذا أساليب و تراكيب ادبية و اخبارية ، تجعل منها قصيدة تندرج تحت القولة القائلة : السهل الممتنع ، دلالة على ان الشاعر اصطفى مفرداته من معجم بسيط لكنه ركبها بشكل يمتنع عن الإتيان بالمثل .
و حوت القصيدة لسانا عربيا فصيحا مبينا يجعل القارئ العربي يستشف حلاوة و مرارة و موسيقى ضاربة على الطبول ، جعلت القصيدة ممتعة القراءة بليغة المرامي سلسة مسترسلة في سرد مضمونها شعرا تعددت فيه القوافي و تعددت فيه المعاني و تعددت فيه المحسنات البلاغية و تعددت فيها المخلخلات الوجدانية ، مما جعلها قصيدة تتوفر على امتياز مستحق و كذلك الديوان الذي يحتويها يستحق مكانة رفيعة بين كتب المكتبات العربية كإضافة نوعية ابداعية غير مسبوقة في الادب العربي المعاصر .
10 / المدخل السلوكي
==============
مدخل يدرس وفقه الناقد البرغماتي التساؤلات و الاطروحات و الهواجس التي تنتاب الاديب و الشاعر ههنا ذاتيا و اجتماعيا ، ليؤسس من خلالها جملة و تفصيلا فلسفته و توجهاته فكرية و سياسية و اجتماعية وجدانية و القناعات التي يؤمن بها و الرسالة المتوخى نفوذها و تبليغها ، ضامنا ذلك بمفاهيم سلوكية عملية و نظرية مستشرفا افق سريانها و انتشارها . و القصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، تنطوي بين مفاهيمها على تساؤلات اعتبارية بنى عليها طرحه الادبي الداعي ضمنا و مباشرة الى استبصار الواقع المرير الذي يعيشه وطنه و الأمة العربية قاطبة مستنفرا في خطابه الى توخى الحكمة و التريث و الصبر في معالجة الشأن القومي و الوطني سياسيا و تربويا :
سمّرت القلب بصدري
بمسامير من نار
و لبست الصبر عليه قرار
وهي دعوة كما سبق الذكر الى تقدير الامور بروية و طول نظر و صبر جميل و رباطة جأش و الامساك بدواخل المهج و القلوب ، ومن خلال تتبع النص و ما تخللته من عبارات و مقاصد نستشف ان الشاعر مال الى إغواء المشاعر بإظهار وقائع الواقع المؤلمة و المهولة ليسير بالمتلقي الى محطات تجعله يستفيق من غفلته و الوعي بواقع الحال الذي تفشت فيه معالم الجهل و التخلف و الطائفية و الفرقة و ضياع السلم و السلام و الامن و العيش الكريم فاضحا ذوو العقول الضالمة المضلمة :
أن أنبش قبر اليأس
بعود ثقاب
وأموت وأحيا
و خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
رسالة مفادها تساؤل سلوكي أنه من العبث إطفاء النار بالنار، و أعطى علاجا نفسيا يستعمله المعالج النفسي بإقحام المريض في خضم عقده النفسية لا لتكريسها بل للتخلص منها ، و اعتمد متوخيا العلاج اخر الدواء الكي في استشفاء النفوس و الأمراض الاجتماعية . و استمر الشاعر في وصف هول المأساة و خلص الى رسالة تربوية :
سمّرت همومي
بباب الدار
وسأخرج من قبري
طلباً للثأر
رسالة تقتضي التخلص من الهموم و آثارها و تعليقها ناشدا البعث من جديد الى حياة طبيعية سليمة سالمة و طالبا للثأر معلنا الحرب على من يوقظ الفتن المذهبية و السياسة و القطرية.
،،، هواجس اليأس ،،، قصيدة رامت رأب الصدع الوطني العربي في رسالة جامعة و سلوك يقظ و فكر متنور و فلسفة جريئة تتوخى في شموليتها استقراء الوقائع و استبصار الحكمة في معالجة الداء و استئصال الأورام بأسلوب سلوكي نجيع و فكر معتدل و فلسفة تقويمية و رسالة حكيمة وازنة المقاييس .
11 / المدخل العقلاني
==============
مدخل يرصد الناقد البرغماتي من بوتقته ، العقلانية و الرجاحة في تبني خطابه الفكري الايديولوجي المعتمد نظريا و تطبيقيا و الكشف عن معقولية رسالته الصريحة و المرموزة و المتوخاة بلوغها الى بني جلدته خاصة و الانسانية بصفة أعم . و تمعنا في القصيدة ذات الشكل الحر رائع البلاغية و المحفزة على التفاعل الإيجابي ، و استقصاءا لما حوته من مضامين فكرية و وجدانية و سياسية مضمرة و ظاهرة ، فقد تبنى الشاعر خطابا عاطفيا عميق الغور بليغ الدلالات فالشاعر عبدالرزاق الغالبي عايش و يعيش المحنة من بابها الواسع لكونه اديب و شاعر و مثقف و تربوي ، هذه الحمولات جعلته يستوسط خضم الوقائع و ينغمس في الواقع الالم المؤلم بدلالاته الحاضرة و المؤجلة و البعيد المدى . فجاءت رسالته ذات الحمولات فكرية و شاعرية و تربوية و اجتماعية و سياسية تؤشر على عقلانية في الطرح و الوطأ . و لم يكن الشاعر سطحي المنظور و لا سطحي الفراسة و لا سطحي الاستشراف فجاءة القصيدة مؤصلة المبادئ اصيلة المشاعر اصيلة الغايات ، فهو ابن البيئة ملما بتفاصيلها الجغرافية و التاريخية و الثقافية مما جعل خطابه خطابا أصيلا يستمد قوته من ذاته ذات الشاعر نفسه .
الجزء الثاني : 12 / المنظور الاستنباطي
=================
من خلال هذا المدخل يعمد الناقد الذرائعي الى جملة الحكم و المواعض و العبر المستقات من المنثور في القصيدة دلالية مضمونا و معنى و التي كرس الشاعر جهده في بلورتها و إجلائها ، و تمعنا في القصيدة تجلى مبينا بطرق استقرائية و إسقاطية الى عدة عبر و مواعض و حكم دالة على تبني الحكمة و التريت و اخذ العبرة و الموعضة من الواقائع المعاشة هذه الواقائع ليس الا حصادا للجهل و الغفلة و استشراء الضلم و الحيف لعقود مضت و تهميش التعليم الصحيح الجيد و التثقيف الخلاق ، و كان السبب الرئيس فيها غفلة المجتمع و المجتمع المدني بالخصوص و النخبة المثقفة بالأخص ، و الركون و الاستسلام الى واقع محيف ( الحيف ) و استبعاد اي تضحية تذكر للوقوف ضد هذ الفساد المستشري و صده سواء وطنيا أو أمميا و الاكتاف بالتواكل و خلق الاعذار و الدعاء غير المستجاب لعدم الأخد بالاسباب المعقولة و الوازنة .
13 / التحليل الرقمي الساند .
==================
و هومدخل يؤشر لقياسات رقمية يتجلى من حصيلتها مدى نسبة المصداقية الشاعر في جل الأبواب المبتوتة الوجيهة التقدير في القصيدة بستعمال النسب المئوية كمؤشر من المؤشرات المنطقية للوقوف على عدة حقائق تميز الشاعر عاطفيا و فكريا و تؤشر النص بمقاربات تقويمية :
قد يكون تحليلي هذا متسم بشيء من العاطفية ، لكن التحليل الرقمي مجرد ، و بعيد عن اية عاطفة .
مؤشرات الانزياح نحو الخيال و الدلالات البلاغية
——————————————————-
هواجس اليأس: مضاف ، مضاف اليه / لغة معيارية +٢
سمّرت القلب بصدري: انزياح نحو الخيال/ استعارة تمثيلية +٤
بمسامير من نار :انزياح نحو الرمز / استعارة تمثيلية تصريحية +٤
و لبست الصبر عليه قرار : انزياح خيال / استعارة تصريحية +٥
أن أنبش قبر اليأس : انزياح خيال / استعارة تصريحية+٤
بعود ثقاب : جار و مجرور ، تعريف بالاضافة / اُسلوب إخباري. +٣
وأموت وأحيا : بلاغة / طباق +٤
و خيالي محتل : انزياح خيال / استعارة تمثيلية+٣
برؤوس مقطوعة ظلماً : منعوت / نعت / مفع لاجله/ اُسلوب اخباري +٤
و رقاب : واو عطف ، معطوف / +٢
أملي مسكوك : انزياح نحو الرمز / استعارة تمثيلية+٢
بقوالب من هجر: انزياح نحو الخيال / استعارة تمثيلية+٤
و رنين من ضحكات : انزياح نحو الرمز / استعارة تصريحية+٤
يحتل النسيان : انزياح نحو الرمز / استعارة تصريحية+٢
مسامع دهري : انزياح نحو الخيال / استعارة تمثيلية+٢
ويكتم أنفاسي: وعطف،مضارع،مفع به ( الفاعل : النسيان ) / إخباري +٣
تغرق في أعماق السخط
كل معاناتي : انزياح مزدوج /استعارة مزدوجة +٦
يهجر مخبأه الفجر : انزياح خيال / استعارة تصريحية +٣
وتئن حروف الكلمات : انزياح خيال / استعارة تمثيلية +٤
شوقاً وحنيناً لحكاياتي:مفعول لاج،واوالعط،م لاج،جارومج/ اخباري +٥
المخبوء بين فكوك الهجر : انزياح خيال / استعارة تمثيلية+٤
في صحراء السنوات : انزياح رمز /استعارة تصريحية+٣
تشيخ عيوني : فعل، فاعل / إخباري+٢
و يذوب هزيع العمر : انزياح رمز / استعارة تمثيلية+٤
وتغرق طيات جفوني
في بحر لا يهدأ فيه قرار : انزياح خيال / استعارة مزدوجة +١٠
سمّرت همومي : انزياح مزدوج / استعارة تمثيلية+٢
بباب الدار : جار،مضاف،مضاف اليه / إخباري +٣
وسأخرج من قبري : انزياح خيال / التعليل +٤
طلباً للثأر : مف لاج ، جار و مجرور / إخباري +٢
———————————————————————————–
المجموع = ٦٩ المجموع = ٢٦
—————– —————–
المجموعان = ٩٥
——————————–
مؤشر الانزياح و البلاغة. مؤشر الأسلوب الإنشائي الاخباري
٦٩ * ١٠٠ = ٦٩٠٠ ٢٦ * ١٠٠ = ٢٦٠٠
٦٩٠٠ / ٩٥ = ٧٢،٦٣ ٪. ٢٦٠٠ / ٩٥ = ٢٧،٣٦ ٪
———————————————————————————–
المؤشران يعنيان ان القصيدة ادبية بامتياز و ان الشاعر ذا حس ادبي و شاعرية عالية و صاحب اطلاع واسع بالمجال الادبي ، و بالاحداث و الأخبار الآنية باهتمام متوازي باهتمامات فكرية الأخرى .
———————————————————————————–
الدلالات العاطفية الإيجابية : الدالات العاطفية السلبية
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~
هواجس +١
اليأس +٢
القلب +١
بصدري +٢
الصبر +١
وأحيا +١
أملي +١
ضحكات +١
تئن +١
السخط +١
معاناتي +١
انين +١
شوقا + ١
حنينا + ١
همومي +٢
للثأر + ٢
————————————————————
المجموع = ٦ المجموع : ١٤
المجموعان = ٢٠
مؤشر العاطفة. مؤشر العاطفة
الإيجابية السلبية
٦ * ١٠٠= ٦٠٠ ١٣ * ١٠٠=١٣٠٠
٦٠٠ / ٢٠ = ٣٠٪ ١٣٠٠ \٢٠ =٧٠٪
————————————————————
المؤشران يدلان على ان الشاعر غلبت عليه
——– المشاعر الحزينة السلبية ——-
و هذا جدا طبيعي لانه تناول موضوع وطن تحت الحرب و غزو الطغاة و أمة تحت رزية الجهل و التشظي و المذهبية . انعكاس منطقي لما عاشه و يعايشه الشاعر من تجاذبات وجدانية عنيفة .
————————————————————-
الدلالات الاجتماعية / النفسية. دلالات فكرية / فلسفية / علوم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هواجس. هواجس
هموم. قرار
صبر. خيال
أمل
قبر. كلمات
موت. حكايات
هجر. قرار
ضحك. هموم
نسيان. موت
سخط. حياة
معاناة. دهر
انين
شوق
حنين
حكايات
شيخوخة
عمر
قبر
دار
ثأر
————————————————————-
المجموع= ٢٠ المجموع : ١٠
المؤشر. المؤشر
٢٠ * ١٠٠=٢٠ ١٠ * ١٠٠= ١٠٠٠
٢٠٠٠ / ٣٠ = ٦٦،٦٦٪ ١٠٠٠/ ٣٠ = ٣٣،٣٣٪
————————————————————-
المؤشران يؤشران ان الشاعر تناول في قصيدته مضمونا اجتماعيا و سياسيا بصفة أساسية و تناول فيه المفاهيم الفكرية الفلسفية بدرجة ثانوية بنسبة الثلث
——————————————————————
مؤشر الواقعية مؤشر السريالية / التجريدية
————— —————-
٩٥- ٧= ٨٨ يحتل النسيان
مسامع دهري
ويكتم أنفاسي
———————————————————————————-
المجموع = ٨٨ المجموع = ٧
المجاميع= ٩٥
المؤشر المؤشر
٨٨ * ١٠٠= ٨٨٠٠ ٧ * ١٠٠= ٧٠٠
٨٨٠٠ / ٩٥= ٩٢،٦٣٪ ٧٠٠ / ٩٥ = ٧،٣٦٪
———————————————————————————-
المؤشران يوضحان ان الشاعر تناول النص بصدق و واقعية عالية ، و كان فيها الجانب السريالي التجريدي دون اثر بين .
———————————————————————————-
14/ الخلفية الاخلاقية
============
القصيدة من ديون << هواجس اليأس >>للشاعر و الاديب و التربوي عبدالرزاق عوده الغالبي Razak Elghalibi ، و هي معنونة بنفس عنوان الديوان ،،، هواجس اليأس ،،، ديوان احتوى على قصائد عديدة تناولت مجالات مختلفة شاعرية وجدانية و وجودية و مواضيع تهتم بالشان الوطني و العالمي ، تبنى فيها الشاعر جملة من مشاعره و افكاره و فلسفته في حياة ، قاصدا القارئ العادي و المثقف ليبث رسالة إنسانية تتوخى الإصلاح و المصالحة على الصعيدين الوطني و العالمي منشدا السلام و التعايش ، لا يضره اختلاف و لا يضيرها خلاف . فكانت قصيدة ،،، هواجس اليأس ،،، تجربة ادبية تؤرخ لحقبة مفصلية في تاريخ الانسانية و الأمة الاسلامية جمعاء . اعتمد فيها على خلفية اخلاقية عربية إسلامية إنسانية .
15/ الخاتمة
مجملا ،،، هواجس اليأس ،،، تجربة ادبية ابداعية شعرية و رسالة اجتماعية حققت الغاية المتوخاة ، و كانت صادقة الطرح واقعية المثون ، تميزت بجدة و موسيقى تصلح نشيدا لأحرار العقول و محبي السلام بطفيف التعديلات .
تناولت في مضامينها أسسا إنسانية و وطنية و قيم تنشد السلام و المحبة و العدل .
ترى هل كانت صرخة في واد ؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، هواجس اليأس ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سمّرت القلب بصدري
بمسامير من نار
و لبست الصبر عليه قرار
أن أنبش قبر اليأس
بعود ثقاب
وأموت وأحيا
و خيالي محتل
برؤوس مقطوعة ظلماً
و رقاب
أملي مسكوك
بقوالب من هجر
و رنين من ضحكات
يحتل النسيان
مسامع دهري
ويكتم أنفاسي
غرق في أعماق السخط
كل معاناتي
يهجر مخبأه الفجر
وتئن حروف الكلمات
شوقاً وحنيناً لحكاياتي
المخبوء بين فكوك الهجر
في صحراء السنوات
تشيخ عيوني
و يذوب هزيع العمر
وتغرق طيات جفوني
في بحر لا يهدأ فيه قرار
سمّرت همومي
بباب الدار
وسأخرج من قبري
طلباً للثأر
،،،،،،،،،،،، عبدالرزاق عوده الغالبي ،،،،،،،،،،،،،،،،
المشرفون على البحث :
الدكتور عبدالرزاق الغالبي
الدكتور حسين على عوفي ( ابو ليث )
الدكتورة عبير خالد يحيى
الاستاذ عبدالرحمن الصوفي
المراجع :
دورات تدريبية للنقد التحليلي بمنهجية الذرائعية
بالمركز المغربي لتعليم الذرائعية
التابع لحركة التجديد و الابتكارفي الادب العربي ،
تأسيس الدكتور عبدالرزاق
رئاسة الدكتور حسين و الدكتورة عبير يحيى
تأطير الاستاذ عبدالرحمن الصوفي
كتب ادبية و علمية مختلفة
——————————————————————
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، سعيد انعانع ،،،،،،،،،،،،،،،،،
………………………………………………آب ٢٠١٧ ، سلا/ الرباط /المغرب ،،،،،،،