لا نفكر بذاكرة مثقوبة إنما بوعي متوهج
الوسيط عادة، يسمى في العرف الإجتماعي “طباب خير” فهل ما يحصل من وساطات، على مدى عقود مضت، بين مجلس نقابة الأطباء العراقيين وهيئتها العامة، وساطة خير، أم قمع يهدر الحقوق!؟
سؤال لا أنتظر إجابة عليه من أحد، لأنني أريد أن أترجمه الى برنامج عمل واقعي، بتأشير الوسطاء الذين لم يسعوا الى إطفاء النار، والتصدي لمشعليها، إنما إستخدموها في الكي والحرق واللسع واللهب!
فيالتعس وساطتهم!
منذ ما قبل ست سنوات مضت، تصارعت فئتان، خلال انتخابات نقابة الاطباء؛ أسفرت عن حصولهما على مواقع في مجالس المحافظات، تم الاعتراض على أخطاء فيها، ونسب المتممين وعلى الاليات لتتوقف انتخابات المركز العام قضائيا ويستمر السجال القائم على تبادل الاتهامات،…
الغريب في ما حصل، هو ان فئة خسرت الانتخابات، ونظيرتها إحتفظت بالمركز العام للنقابة، كما لو أنها تحتله بوضع اليد؛ وبالنتيجة فشلت فشلا ذريعا، في تحقيق أهداف النقابة، ولم تحظَ بقبول الهيئة العامة، لأسباب وتبريرات كثيرة، إذن من إنتخبها؟ وهل سيقع ناخبوها في الخطأ نفسه، عند حلول موعد الإنتخابات المقبلة؟ لأننا مجتمع يفكر بذاكرة مثقوبة، تخر منها المعلومات للهباء؟
لا أتمنى ذلك، وثقتي بزملائي الأطباء أكبر من هذا.. تسمو فوق كل إعتبار.
وبهذا الواقع فقد الاطباء الكثير وتعرضوا لإشكاليات كثيرة لانعدام النقابة الفعالة من ناحية وتفكك وحدة الاطباء من ناحية ثانية.
اليوم نعاني خوفا من تكرار المأساة بقيادة بعض رموز الصراع السابق وعودة نفس الخلاف و تفجر السجال ليرمي بنيرانه من يحاول طرح البديل الوطني الحقيقي ومن يحاول الاصلاح ويشكك البعض، والإناء ينضح بما فيه، بالجهود ويتهم المصلح بالعمالة للطرف الاخر ناسفين النوايا الحسنة في ظروف الخلاف والصراع الفئوي والحزبي العراقي.
إلا أنني أوجه الجميع للحديث النبوي الشريف: “ما عثر مؤمن بحجر مرتين” وعندما قال.. صلى الله عليه وآله وصحبه” مؤمن” أرد به حامل القضية.. سواء أكانت دينية أم مدنية؟
ولكن مع ذلك انتفض اطباء العراق بحركة مدنية وسطى داعين للوحدة وتشكيل نقابة، تستمد قوتها من برنامجها وتوحيد كلمة شخصياتها المتطوعة، حاملو دعوة الاقتدار المستمرة لتجاوز عقد الماضي، عاقدين الأمل على وعي الاطباء وعقولهم المتفتحة.. الداعية الى الابتعاد عن ردود الفعل الغرائزية المتشنجة والانفعالات الهوجاء.. لا سمح الله.
ندعوا الله الهداية للجميع؛ فصندوق الانتخابات للاغلبية دائماً، والوعي اساس اختيار الانسب.. الأدرى بمصلحة زملائه والأحرص عليها من نفسه.. بمثالية مطلقة، هذا هو النقابي الأصيل، الذي يجب أن نعلق آمالنا عليه، ولا يختلف فيه إلا مبغض للحق.