23 ديسمبر، 2024 6:36 ص

صراع بين الاديان إلى يوم الدين …! – ١ / ٣ إلادارة الامريكية تــقود امتداد الحرب الصليبية

صراع بين الاديان إلى يوم الدين …! – ١ / ٣ إلادارة الامريكية تــقود امتداد الحرب الصليبية

تمهيد :

فاجأ العالم  خلال 17  دقيقة أشبه بفيديو لإحد الألعابالقتالية، لكنها حقيقة مروعة لحادث إرهابي وقع داخلمسجدين بمدينة كرايست تشورش في نيوزيلندا، بثها المسلحالأستراليبرينتون تارانت، على صفحته بموقع التواصلالاجتماعيفيسبوك، حيث ارتدى خوذة وثبت فيها كاميرالتصوير وقائع ما فعله.

وقبيل الحادث كانتارانتيستمع لأغنية شعبية ، وهي فيالأصل فيديو دعائي أعده الجنود الصرب كتكريم لمجرم الحربرادوفان كارديتش، وبعد ثلاث دقائق من القيادة أوقفالسيارة ثم وجه الكاميرا على نفسه قائلامرحبا يا شباب،قبل أن يواصل القيادة مرة أخرى حتى تنفيذه العملية الإرهابية.

ونشر منفذ الهجوم، بيانا مثيرا حول معتقداته ونواياه يتألف من94 صفحة، أو نحو 16 ألف كلمة، وفقا لما ذكرته صحيفة ذيصن البريطانية، وحسب ما كتب عن نفسه هو من أسرةأسترالية من الطبقة العاملة ذات الدخل المتدني، ليس لديهاهتمام كبير بالتعليم ولم يلتحق بالجامعة. يؤمنتارانتأيضابتفوق العرق الأبيض، حيث يعتبر الرئيس الأمريكي دونالدترامبرمزا للهوية البيضاء المتجددة

الصحف البريطانية الكبرى تفرد مساحات كبيرة وتخصصافتتاحيات لتناول الهجومين المروعين على المسجدين في مدينةكرايست تشيرتش في نيوزيلندا. وتكاد تقارير الصحف وكتابهاوالمحللون الذين أسهموا بمقالات فيها يجمعون على أنالإرهاب اليمينيبات خطرا داهما يهدد الغرب ما يستدعيمواجهة حاسمة.

كما ظهر إجماع على أن شركات التنكولوجيا العملاقة لا تفيبواجباتها في الحيلولة دون استغلال وسائل التواصلالاجتماعي للترويج لأفكار اليمين المتطرف.

ينبه جيسون بروك، في الغارديان، إلى أن إرهاب اليمينالمتطرف كان في تصاعد في العقد الأخير من القرن العشرين. ويقول ، في مقال تحليلي، إنإرهاب اليمين المتطرفيشبهمن حيث الأصول التطرف الإسلامي“. غير أنه يعتقد بأنإرهاب اليمين أكثر تهديدا. وضرب عدة أمثلة لذلك.

وعن هذا التطرف في القرن الحادي والعشرين، يقول بروك إنهرغم أنالعنف المتطرف الإسلامي كان أكثر شيوعا وإهلاكافي أوروبا، فإن الدلائل على التهديد الذي يشكل عنف اليمينالمتطرف كان قائما منذ فترة طويلة“.

ففي عام 2017، يضيف الكاتب، وقعت 5 هجمات إرهابية فيالمملكة المتحدة أُرجعت إلى المتطرفين اليمينيين. أما في أمريكافإن نشاط اليمين المتطرف العنيف كانت له علاقة بقتل 50 شخصا على الأقل عام 2018، حسب بروك وفي كل ذلك وعندتدقيق في تاريخ و تفاصيل دافع الصراع الاساس ان منفذيخطوات العمليات العنف مباشر وغير مباشر متسلح بنيةالدفاع عن ( عدالة الهيه رمزه الدين ) واشارة أكثيرة مصادرالاعلام والمعلومات ان الغرب مهدد بنمو قيادات ( الشعبويةاليمينية ) .

( 1 ) تصديرو إستيراد الفكر والهدف الواحد

نتذكر في أكثر مراحل من عمر حكومات العراقظاهرة إتهامتنظيمات المعارضة عموماواليسار ( الشيوعية ) على وجهالخصوص بانهم حملة ( أفكار مستوردة ..!! ) بهدف تخريبالقيم والاصالة بين الناس ..! والغريب عندما نطلع على تأريخمسيرات نضال تلك التنظيماتلانرى اي انتصار يسجلباسمهم ادى بالنتيجة الى مكاسب متوازية لشعاراتهم لافيالعراق ولا في اي دولة أخرى في المنطقة  ‘ رغم أن طروحاتهمالفكرية فية الكثير من الايجابية اذا تم الاعتماد عليها وتحولالى نهج عملي لاستقرار الواقع الاجتماعي الذي يتمتع فيهالناس بمكاسب لصالح حياته اليوميولكن مع الاسف أن كلانتصار سجل لمسيرة اليسار ( الشيوعية ) خارج العراق ومنطقتنا كان مصيرها الفشل والسقوط المدوي عندما فشل مركز اشعاع الفكر اليسار في دولة كانت تسمى بـ ( الستارالحديدي ) عندما جاء احد قادتهم ورفع ( غطاء ) فوق المخفيانهار الستار الحديدي وانهارت معه كل السلطات الحليفة لهفي اوروباوعند مراجعة هذه الاحداث يظهر أن تحريك عامل( الدين ) هو الدافع القوي لتلك الانهيارات  التي اصابةمسيرات تاريخ اليسار …. و مشجع لمواجهة التيار اليسار كانحملات الغرب ( اليميني و الرأسمالي ) محذرا ( حكام المنطقةوبلدنا من ضمنها ) : ان ترك نهج الدين يؤدي الى خساره كلشيء وبالتالي انتصار تيارات ( الافكار المستوردة ) ‘ فكانتالحملات الاعلامية الغربيه تركز على تشجيع ( الحكام ) بالتمسك بالدين لكي لايخسرون التاريخ والحضارة والتراث ..! ولآن أكثر الحكام من نتاج انتصار حلفاء الحرب العالمية الثانيةفكانت توجيهات الغرب لهم أوامر ..! يروي محمد حسنينهيكل الصحفي الاشهر في مرحلة كانت تسمى بـ( الحربالباردة ) يتحدث عن كيفية قيام بعض الحكام العرب باستفزازحكام السوفيت عندما  يحاولون عقد العلاقات معهم ويوجهونلهم دعوات رسميةفكان اثناء عقد الاجتماعات الرسمية معهمفي موسكو يتعمدون طلب وقف الاجتماع عندما ياتي وقتالصلاة مسببين احراج للخارجية السوفيتية في اعداد اماكن ومستلزمات الصلاةو كأن هؤلاء العرب حلفاء لامريكا يقولونلكرملين : طريقكم الى المياه الدافئة ليست بتلك السهولة  التيتبعدها الدعوات الدبلوماسية ..!

القصد من هذا التذكير هو التحالف الحالي الذي تقوده الادارةالامريكية لمحاربة الاصول الدينيه الذي اختار العنف لمحاربة ( الشيطان الاكبر ) والشيطان الاكبر يشجع في بلدان البؤرالعنف ضرورة ( فصل الدين ) عن الدولة  ‘ بعد ان كان يشجعحلفاءه من حكام نفس الدول بانهم اول ما يوجهون الىالسوفيت لاينسون مواعيد الصلاة …! ويفرض عليهم الانالتقليل من الاهتمام بنهج الدين في مؤسسات التربية والتعليم .

وأغرب ما في هذا المشهد ان علمانين الشرق من الحكام اوالسياسيين او ناشطي المجتمعات المدنية ( اخبث بدعة امريكيةصهيونية ) للتغلل في كل مفاصل المجتمعات الشرقية عموماوالاسلامية خصوصا لجعل الابتعاد عن الدينيروجون لفكرة : ان طريق البناء لهم ليكونوا سعداء كمجتمعات الغرب هو دعمابتعاد الدولة وبالتالي المجتمع عن الدين ..! ‘ ليس فقط كعبادةبل كرسالة للحضارة والبناء ‘  كعلامة فارقة للرقي الاجتماعي ووصول الانسان اينما يكون انسانا عصريا واعيا يجب انيضمن لهم الدولة مستلزمات الحرية في كل المجالات الاخرىفي الحياة عدا ( الدين ) … من هنا ترى اغرب ظاهرة فيمجتمعات الشرق ( الاسلامية ) وهي كتابات و ندوات وتاسيس منظمات تحت عناوين متنوعة وتظهر اقلام وتطبع كتبوبشكل واسعكل ذلك يلتقي في نقطة واحدة هي : تشويةرسالة الاسلامالى حد انه وفي بعض المجتمعات العالمالاسلامي هناك مفكرين ظهروا بشكل مفاجأ يكتبون دراساتقويه وعميقة وبجانب ذلك ولنفس الهدف دراسات شعبية سهلةالفهم ومؤثر من الجانب النفسي والاجتماعي وحسب الطبيعةالانسانية في مجتمعات الشرقكل يؤكد ان اسباب كلالمشاكل عموما و التخلف في المقدمة سببه انتماءهم للاسلامويركزون في ذلك على الانتماءات الاقلية العرقية و الدينيةولآناولا ان حكام المنطقة همهم الرئيسي خدمة الهيمنة الغربيةكظهر قوي لبقاءهم يتصرفون كانهم قادة علمانيين من امثالقادة النهضة الاوروبيةاذا لايعلنون بوضوح تأيدهم لتلكالظاهرة فانهم ساكتين على انتشارها

والثانية ان ادعياء الدين ( في اكثرهم ) كأن مصالحهم مرتبطهبالحكام من خلال خط وهمي يخدم بعضهم البعض في النتيجةوهم نوعين : الاول هم من يسمونهم ( رجال الدين ) وهم امتدادلنفس رجال الدين اوجدهم الحكام منذ حصول صراعاتالسلطة باسم الدين في الاسلام والذي فجره المرتد ابنابوسفيانوتراهم ان السطات الحاكمة في المنطقة و بدعم منغربي الهوى يصنفونهم ب ـ رجال الدين المعتدلين …!!! ‘ والنوع الاخر ناشطين تحت عنوان ( الجهاد ) حيث ان الشكفي وجودهم واهدافهم  مضادة لرسالة الاسلام ( رسالة الدينوالحضارة وبناء الانسان ) اكثر من مشروع ‘  في الجو كهذاترى ان قوة الدفاع عن الاسلام الحقيقي بين الناس هنا فيالشرق اضعف من قوة الطرفين المذكورين ادنى …!

( 2 ) عدوانية البشر و استغلال الدين

جاء في القران الكريم : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِيالْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَوَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَاية 30 البقرة ) ‘ كان اغفالتحذير الله من قبل ادم عندما وضح له ان ابليس عدو له و انعليه ان لايصدقة او يصادقه لكي لايخسر نعمة الجنةولانادم الذي خلقة الله و جعل له سمع و بصر و اعطاه العقليفكربه و يساعده للاختيارفكان تجاوبه مع اغراء ابليس لهمعنى واضح : ان الرب وجة اول انسان بالخير ليكسب رفاهالجنه  وخيره بان يختار بين هذا الخير او يواجه العقاب ..! فهذا اول انسان قدم نموذج لاختيار بنفسه عندما استسلملاغراءات ابليس وطرد من الجنة و اشارة الاخرى  واقعة قابيلوهابيل في القرآن يقول أن كلاًّ من قابيل وهابيل قدَ قدما قرابينإلى الله سبحانه، فتقبل الله قربان هابيل؛ لصدقه وإخلاصه،ولم يتقبل قربان قابيل؛ لسوء نيته ،نموذج اخر لاظاهر قدرةالانسان لاختيار مابين الخير والشر وما يحدث نتيجة ذلكالاختيار …! وعندما ملك الانسان الارض  واصبح فوقها خليفةاوحى الله للخيرين منهم بان يدعون الناس لعدم تكرار الخطأفي الاختيار كما فعل ادمفكان الانبياء والرسلالى ظهورالرسالات الثلاثة من السماء الى الانبياء موسى و عيسى ومحمدوالتاريخ يتحدث من جيل الى جيل ان بعد رحيلالرسول في الديانات الثلاثةظهر من سيطر على امور الرعيةباسمهم تحولوا من مبشرين بالخير والبناء الى قادة طامعينفي حكم الرعية وليس رعاية الرعية والدعوة الى الخيرفكانتالحروب و الفتوحاتبحيث اصبح للحرب مكان في تاريخالبشرية، فالكرة الأرضية شهدت حروبا طاحنة أدت إلىهجرات بشرية غيرت شكل التركيبة الاجتماعية في بعضمناطق العالموسجل التاريخ قوائم بالحروب الطويلة استمرتهذه الحروب مدة تزيد على 780 عاما (منذ بدايات القرنالثامن إلى نهايات القرن الـ 15 الميلادي)، وكان الهدفوالشعارات كل طرف نشر العدالة والدفاع عن الانسان فيضوء الرسائل السماوية ….!!!

هكذا يحدث لنا التاريخورغم ان رسالة الاديان السماويةالثلاث اساسا ضد العنف وضد استعمال القوة وترتكزتوجيهات تلك الرسائل على ضرورة ألتزام الانسان بمكارمالاخلاق في بناء العلاقات الاجتماعية  من أجل السلام والامان، يقدمون شواهد كثيرة في تاريخ البشرية يؤكد ان البشرالطامع في الهيمنة على ما حوله يستغل الدين لتوجة نحوالعنف والحرب بصورة توحي بان الكتب المقدسة لديانات العالمتحكي قصص العنف والحرب وكأنها (يعني الكتب) تتحدث عنالسلام والمحبة…!  وجرت الحروب الصلبية الاولى نحو الشرقتحت هذا العنوانولايخلوا التاريخ  من القادة الطامعين فيالهيمنة وفي التاريخ الاسلامي ايضا  توجد نماذج من هذهالظاهرةوفي العصر الحديث وظهور ايدولوجيات وافكارالوضعية هناك شواهد تاريخية بان طموح بعض البشر يدفعةلاستغلال هذه الافكار ايضا لفرض ارادتة ويختار الحربوالعنف لحده الاقصى لتحقيق ما يريد واقرب شواهد المذابح التي نفذت بتوجيه من ستاليين الشيوعي و هيتلر النازي .

وفي كتاب ( عندما جاء الجنود ) لمؤرخة ألمانية  (ميريامكيرهارت ) تؤكد  أن توحش الجنود الأمريكان أدى إلىاغتصاب نحو من 190.000 امرأةً في ألمانيا بعد أن وضعتالحرب العالمية الثانية أوزارها . وتم إغتصاب اكثر من مليونامرأة من قبل عسكر جيش الاحمر السوفيتي و 45 الف من قبلجنود الفرنسيين و 50 الف من قبل جنود الانكليز .