23 ديسمبر، 2024 10:58 م

صراع الهويات من محمدبن عبدالوهاب صاحب التكفيريات الى أوردغان المحاصربالتظاهرات ؟

صراع الهويات من محمدبن عبدالوهاب صاحب التكفيريات الى أوردغان المحاصربالتظاهرات ؟

كان محمد بن عبدالوهاب تلميذا خاملا في البصرة , أستحوذ على تحريك مشاعره جاسوس بريطاني بزي شيخ تركي , كذلك كان أوردغان تلميذا لنجم الدين أربكان , أجتذبته أضواء الشهرة لينقلب على معلمه , وليدخل لعبة ألامم متصالحا مع المحور التوراتي لغايات لم يحسن توظيفها , فعاجلته منية المصير الذي ينتظر المستعجلين قطاف الحصرم قبل أن يكون عنبا , فتحقق عليه المثل الشعبي ” من عاب أبتلى ”
كان أوردغان مدير بلدية ناجح , لآنه كان يعمل بمنهج السياسات , ولكنه عندما بدأ يعمل بمنهج الهويات وصراعاتها مما جعلته يتدخل تدخلا سافرا في سورية حتى يمكن القول أنه  من أكثر الذين يتحملون مأساة الشعب السوري المهجر والنازح والاجئ , مثلما يتحمل الدمار والخراب الذي طال البنية التحتية السورية التي تزيد تقديرات أعادة بنائها على ” 80″ مليار دولار .
أن صراع الهويات هو الذي جعل البعض في التظاهرات المفتعلة في المنطقة الغربية من العراق يرفع صورة أوردغان , وهو الذي جعل بعض المعممين يستنجد بأوردغان الذي أصبح اليوم تحاصره تظاهرات شعبه في ساحة التقسيم والتي تعامل معها بعنف ادى الى مقتل ثلاثة وجرح ” 3000″ وأعتقال المئات , ومسلسل المواجهات مفتوح على المزيد من الضحايا , والمزيد من الخسائر ألاقتصادية , أذ نزل مؤشر البورصة بنسبة 16|0 وتأثرت السياحة بنسب ملحوظة في بلد يعتمد على السياحة .
أن صراع الهويات هو الخندق الذي تتحطم فيه أمال الشعوب , وتتكاثر فيه مأسي الناس , وتتوقف فيه التنمية البشرية , ويحل التخلف بصورة دائمة , أن سورية هي الضحية ألاولى لصراع الهويات , والذين قادوا هذا الصراع من دول عربية وأقليمية وأخرى ذات محاور دولية تتقدمهم فرنسا وبريطانيا بغطاء أمريكي ورغبة أسرائيلية .
والعراق هو البلد ألاكثر ضررا من صراع الهويات التي أوصلته الى حد العزلة غير المبررة أخلاقيا من قبل بعض الدول العربية التي تتبنى صراع الهويات حتى جعلته ثقافة الشارع لديها كما هو في السعودية , وهذه الظاهرة يعرفها الحجاج والمعتمرون قبل غيرهم وهم ألاكثر حضورا ومعاناة من السعوديين المدفوعين بصراع الهويات نتيجة ثقافة تعتمد الفرز الطائفي , وتعتبره هوية عقائدية تجاه المسلم , بينما لاتتبنى ذلك تجاه غير المسلم مما أوجد عقدة نفسية وأخرى ثقافية تستعصي على الحل في ظل  تدليك عاطفي عبر ما أستجد من فضائيات وظفت لهذا الغرض .
أن تظاهرات المنطقة الغربية في العراق التي أحتضنتها فضائيات الفتنة والتحريض الطائفي , وسارع أوردغان لتبنيها ظنا منه أن ذلك يشكل فرصة لشهيته العثمانية , ناسيا أنه نجح في بلدية أسطنبول عبر سياسة البناء ألاقتصادي , ولم ينجح عبر تبنيه صراع الهويات الذي قاده الى الورطة في سورية , ثم قاده الى التورط في العراق طائفيا , وقبل ذلك جعل منه عدوا لآكراد بلاده , ناسيا أن ملف تركيا في حرب ألابادة على ألارمن , وحرب ألابادة على العلويين هي ملفات لاتنساها أوربا التي منعت تركيا من الدخول في ألاتحاد ألاوربي , مثلما جعلت العلويين وهم يشكلون ” 20 ” مليونا من الشعب التركي يعترضون على تسمية جسرمهم بأسم سليم القانوني أحد السلاطين العثمانيين المتوطين بدماء العلويين ؟
أن تظاهرات ساحة ” تقسيم ” لم تكن بسبب أقتلاع ألاشجار , ولا بسبب التعتيم على التمثال التاريخي في تلك الساحة , رغم أن هذه كانت من ألاسباب المحركة للحدث , ولكن ألاسباب ألاعمق هي ميل أوردغان الواضح والمتطرف لتبني صراع الهويات مستعينا بالمال القطري الباحث عن وجاهة مصطنعة , والمال السعودي المغموس بالنفس الوهابي التكفيري , والمال ألاماراتي الضائع بين مهرجانات دبي على الطريقة الهوليودية وبين ناطحات السحاب التي لم تحسب حسابا كافيا لآعاصير تسونامي , وهزات وزلازل البراكين الغاضبة التي لاتعترف بجغرافية الهويات وصراعاتها , بمقدار معرفتها بكينونة الخلق وألايجاد , واللغة المفضلة عندها تسبيح العباد .
أن تنافس السياسات هو منهج في البناء , وتنافص الهويات هو منهج في التخريب والدمار , وتنافس السياسات هو البحث عن ألافضل وألاحسن في العمل وألاداء وهو قريب من الفطرة , وأكثر أستحضارا للقناعة , والقناعة :هي مزيج من الفهم والعلم , ثم هي بعد ذلك صناعة سلمية للمواقف , لآن العلم جوهر في النفس والعقل , بينما صراع الهويات هو قبلي , عنصري , طائفي , لذلك لايعرف غير العنف والرجوع الى  السيف .
أن الدول التي نجحت في البناء ألاقتصادي وفرت لشعوبها السكن الملائم والعيش الكريم , فأستقرت وتناست هوياتها الطائفية والقبلية .
والدولة ألاسلامية أيام الرسول “ص” حرصت على بناء السياسات السليمة وأبتعدت عن لغة الهويات , قال “ص” : سلمان منا أهل البيت “
وقال “ص” : العربي من تكلم العربية “
وقال “ص” : ليس منا من دعا الى عصبية ”
وهذه هي ثقافة القرأن الذي يقول :” أنما المؤمنون أخوة ” والمؤمنون فيهم ألاسود وألابيض , وألاصفر .
ويقول القرأن :” أنما أنت منذر ولكل قوم هاد ” ويقول ” وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ” وفي العالمين كل ألاجناس وألاقوام , وأساس ألارسال هو العدل , والعدل لايتحقق مع صراع الهويات , وأنما يتحقق مع السياسات في البناء وهي : سياسة التعليم , سياسة تنظيم ألاقتصاد , ولذلك نجد مع كل دعوة للصلاة دعوة للزكاة , فالصلاة تربية روحية , والزكاة تنظيم أقتصادي وهما عماد التنمية البشرية الصحيحة , وأوردغان المتدين نجح عندما أنتهج سياسة البناء , وفشل عندما أنتهج سياسة صراع الهويات ودعوتهم هو ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو في مشروع صفر مشاكل تحول الى مائة بالمئة مشاكل مع كل الجيران ؟
وما تمر به تركيا اليوم من تظاهرات تقودها أحزاب علمانية فيها اليميني وفيها اليساري وهي تنتمي لحاضنات ليست أكثر قدرة على بناء تركيا المسلمة التي لازالت تعاني من خدر تجربة كمال أتاتورك التي لاقت أستحسانا من المحور التوراتي ليس حبا بألاتراك , ولكن أمعانا في أضعاف الحس ألاسلامي الصحيح , ومثلما ساعدت كمال أتاتوك في تغريبته الملتبسة , كذلك ساعدت وشجعت الجماعات ألارهابية التكفيرية لنفس الغرض , وأوردغان ضيع تلك الحسابات , وأستعجل ألانتصار مستعملا هويات الصراع الطائفي ظنا منه أن المسرح العالمي بات جاهزا لفوزه على ألاخرين , فأخطأ الحساب حتى سيصبح الخاسرون كثر والمتضررون أكثر , ومن الخاسرين والمتضررين في أن معا هم مايسمى بالمعارضة السورية التي هاجم المتظاهرون ألاتراك فندقهم الذي يقيمون فيه , ومن الخاسرين كذلك من شارك في تظاهرات المنطقة الغربية في العراق مدفوعا بصراع الهويات لاسيما الذين رفعوا صور أوردغان وهم فريق أدمن الفشل بأصرارهم على رفع صور الفاشل الذي دمر العراق “صدام حسين ” .
أن صراع الهويات هو خندق الفشل المزمن للسياسات المأزومة , وللآفراد المأزومين , وأذا كان تنظيم القاعدة يمثل خلاصة الفشل في صراع الهويات , لذلك ظل مأزوما بحمل السلاح قبل أن يتعلم حمل العلم الذي هو الطريق السليم للنجاح , والذين سارعوا للمشاركة بصراع الهويات من أنظمة تبعية ودول هامشية خذلتهم النتائج لآن الباغي مصروع , وصراع الهويات بغي لآنه متجرد من أنسانية الهدف وحضارية الوسيلة .
لذلك أدعو العراقيين الى رفض صراع الهويات والتخلي عن مروجيها والداعين لها , وألاهتمام بسياسة البناء في كل المجالات التي توظف الطاقة البشرية بعيدا عن حسابات الهوية , وهذه ثقافة لم تتهيأ لها بعد ألاحزاب , والعشائر , والحاضنات الدينية التي عانت كثيرا من تأكل الرمز التاريخي المغلف برواية ألاختلاف التي طالت حتى صفات الله التي تجل عن أختلاف المختلفين .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]