23 ديسمبر، 2024 6:45 ص

صراع الهويات او تعايشها

صراع الهويات او تعايشها

الموصل عراقية ، وأناسها عراقيون ، بكل أديانهم واطيافهم ومعتقداتهم وقومياتهم ، ابن الموصل هو عراقي قبل ان يكون كردي ، وابن الرمادي هو عراقي قبل ان يكون سني ، وكذلك ابن الجنوب الشيعي فهو عراقي ، صبغة ومعتقد سكان المحافظة لا يغير من عراقيتها .
لا ينكر احد ان هنالك خصوصيات لكل محافظة ، وعادات وتقاليد وأعراف تميزها عن غيرها ، لكن تبقى حدود الدولة والوطن هي الصبغة الرسمية ، وهي الهوية الوطنية الشاملة التي لا تتعارض مع الهويات الفرعية التي يحملها الأفراد ، الجزء المغتصب يحرره العراقيون ، والدماء الجارية هي عراقية قبل اي عنوان اخر ، فليس هنالك دماء زرقاء واُخرى حمراء ، والحدود بين ابناء الوطن لا ترسم بالدماء ، والتمييز بين ابناء الوطن فتنة ، ومكاسب الطائفية ليست ادسم من الوحدة الوطنية ، ومن اعتاد الشقاق والنفاق عليه ان يكف عن ذلك لان وحدة الوطن أولى ، ان دعاوى اشراك الأتراك في تحرير الموصل ومنع الحشد من ذلك خطوة بأتجاه التقسيم ، وتغليب مصلحة الحليف الخارجي على مصلحة الوطن .
الحشد لا يعرب او يشيع المناطق المحررة ( ان كان هذا هاجساً ) ، كما يفعلها الاخرون ، فتكريد كركوك لازال شاخصاً أمامنا ، والمؤمن لا يسمح بتكريد محافظتين ! ، معركة الموصل ستكون فيصلاً بين ما قبلها وما بعدها من احداث ، فأن شارك الحشد والقوات العراقية فوحدة العراق مصانة ، كونهم قوات أمنية عراقية خالصة ، ولكن ان شارك الأتراك ومٰنع الحشد فالتقسيم قادم لا محالة ، كون مشاركة الأتراك لتحرير مدينة عراقية بوجود قوات عراقية يضع العديد من علامات الاستفهام ، وكذلك اشراك البيشمركة ومنع الحشد يثير الكثير من التساؤلات كونهما قوتان عراقيتان ، فكيف يسمح لواحدة بالمشاركة وتمنع الاخرى ؟ ، والذهاب بهذه الرؤية سيؤسس لرؤية ان ابن الجنوب غير مرحب به في الشمال ، كما نادى بذلك ساسة الغربية المفلسين من قبل ، واذا ما زرع مثل هذا الشعور في نفوس الناس فلا يهم ان تكون هنالك حدود على الارض ، فالحدود سترسم بالقلوب والعقول ، ولن تزيلها مئات المبادرات ، والمصالحات الغير وطنية .
عدم مقبولية الحشد من ساسة السنة والاكراد على حد سواء ، لن يخفي عراقية هذه القوة وأصالتها ، والانتصارات التي حققتها ، ولن ينسى العراقيّون الدماء الزاكية التي اريقت للدفاع عنهم وحفظ وحدتهم ، فالحشد قوة احتوت على جميع الانتماءات ولكن جمعها حب الوطن والتضحية في سبيله ، فمن منعها فقد منع العراق من استعادة احد أطرافه واستبدله بطرف صناعي لن يخفي أعاقته! .