ليس هناك من بإمکانه التکهن بما سيجري من أحداث و تطورات خلال الاسابيع و الاشهر القادمة في إيران، لکن من المٶکد و الواضح أن حالة من التوتر و التصعيد مابين الجناحين الرئيسيين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سوف تطغي على الاوضاع في إيران خصوصا وإن حصيلة أکثر من 36 عاما من نتائج و تداعيات هذا النظام بدأت تطفو الى السطح و تتبلور و تتجسد على أرض الواقع.
إضطرار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى التوقيع على الاتفاق النووي و تراجع المرشد الاعلى رغما عنه عن الشروط التي حددها أمام المفاوضين للتوقيع على ذلك الاتفاق، بين في سياقه العام بأن النظام في إيران قد أصبح في منعطف حساس جدا و بدأت الخيارات تتضاءل و تتلاشى و ذلك ماسيترك تأثيراته على النظام و يضعه في موقف و وضع جديد مختلف تماما عن السابق وإن من أهم و أوضح معالم الوضع الجديد في إيران ولاسيما مابعد الاتفاق النووي و الانتخابات الاخيرة التي جرت في 26 شباط المنصرم، هو تصاعد الصراع بصورة غير مسبوقة بين الجناحين الرئيسيين في النظام.
التصريحات الاخيرة للمرشد الاعلى للنظام، خامنئي بشأن مواصفات خليفته و التي طلب أن تکون ثورية في لمز واضح لجناح رفسنجاني ـ روحاني، لکن روحاني و في معرض دفاعه عن الاتفاق النووي الذي يعتبره ثمرة من ثمار جناحه، رد اللمزة للمرشد الاعلى بأقوى منها عندما أکد بأن معارضيه “الثوريين” يبحثون عن مصالحهم الخاصة لا عن مصلحة الشعب.
روحاني الذي صعد من هجومه على خامنئي الذي رکز في خطاب له بشأن مواصفات خليفته على الثورية و الطابع الثوري له، إستطرد وهو يوجه نقدا لاذعا للمرشد الاعلى قائلا: “ما الجدوى من قول أنا ثوري؟ لماذا لا نسعى لتحقيق راحة الناس وتحقيق المجد لبلدنا؟”، علما بأن خامنئي کان قد وصف نفسه في الشهور القليلة الماضية بأنه ثوري ويفتخر بذلك، وهذا مايعني بالضرورة إن الصراع صار يحتدم و يشتد بين الجناحين وإن خامنئي الذي يعاني أساسا و طبقا لتقارير و معلومات متباينة من سرطان البروستات، يواجه أيضا أوضاعا صعبة ليس بإمکانه أن يمسك بزمام الامور کما کان الحال مع خلال الاعوام السابقة.
الحقيقة التي يجب أن لاتغيب عن الاذهان و على الجميع أن يعلمونها هي بأن جناح رفسنجاني ـ روحاني ليس بأفضل من جناح خامنئي ـ الحرس الثوري، وهو لايسعى من أجل مصالح الشعب کما يزعم بقدر مايبذله من مساع من أجل مصالحه الضيقة أيضا وإن الجناحين و کما تٶکد مختلف الشواهد و الادلة و القرائن
و تشدد عليه المقاومة الايرانية، لايختلفان من حيث المضمون شروى نقير عن بعضهما البعض، وانما يختلفان فقط في المسائل المتعلقة بالمصالح و النفوذ. [email protected]