5 نوفمبر، 2024 4:36 م
Search
Close this search box.

صراع الكنة والعمة , وصراع المركز والانفصاليين.

صراع الكنة والعمة , وصراع المركز والانفصاليين.

يبدو أن صراع الكنة زوجة الابن مع العمة هو صراع أزلي يمتد لأعماق التاريخ ,فالمشاكل والأزمات مستمرة على قدم وساق ,وكل منهم تريد الوقيعة بالأخرى ,ولعل المثل الدارج (لو رضت العمة على ألكنة ,جان إبليس دخل الجنة ) فالعمة تعتقد أن ألكنة صادرت اعز ما تملك وهو فلذة كبدها الذي حملته في بطنها (9) أشهر,وسهرة عليه الليالي وهي تنظر إليه نظرة مليئة بالصبر والعنفوان والتحدي لترى في كبره سنداً وذخراً من محن الزمان وغدره ,وغطته من برد الشتاء القارص ,وحر الصيف اللآهب ,كل هذه المعاناة وهي تجد في ذلك أحلى من السكر والشهد ,فكيف وهي ترى ذلك الابن الذي غذته بدموعها وهو يبيت بفراش امرأة غيرها,ولم تعد تجده أمامها صباحاً ومساءاً ,أنها سنة الحياة وهكذا هي تدور الدنيا فمثل مافعل أبي رحمه الله ,بتخليه عن وسادة أمه وحضنها الدافئ,وانطوى في حضن زوجته (امي)فعلى العمة ان تقتنع بهذا الواقع والحقيقة المرة التي لامفرمنها ,فذرائع ألكنة كثيرة لايمضي يوم ألا وكانت هناك مشكلة وأزمة والبيت كله في هرج ومرج ,ألكنة تعبر عن رفضها وعصيانها المدني المتحضر بأن لاتقوم بتأدية أعمال ومهام البيت,من حيث الطبخ والغسل والتنظيف , فضلاً عن تحريضها لزوجها على أمه وقد يصل الأمر بهما لمقاطعتها ,فالكنة تعتقد أن العمة هي الأمر الناهي في البيت ,تريد الهيمنة ومصادرة حريتها وتسلبها إرادتها ,وتجعلها تعيش حياة التبعية ,تريدان تكون لها سيادة واستقلال بمعنى اصح تريد ان (تعزل) ويصبح لديها بيت مستقل وكيان خاص بها ,والابن لايزال يستلم مصرفه من جيب أمه وأبيه,وان عمل فأن المردود المادي لايكفي لسد ابسط احتياجات معيشته ومتطلبات بيته ,المهم انها تريد التخلص من سطوة العمة بأي شكلاً من الأشكال ,الانفصال حق مشروع عندما تصل الخلافات لحد القطيعة ,ولكن هل باستطاعة ألكنة ان تواجه بمفردها مع زوجها وأطفالها الرضع بقلة الإمكانيات المحدودة لديهم تحديات الزمن وضغوطه التي لاترحم اي أحد, الكنة تريد الانفصال وان طالبت بتدخل أطراف خارجية ,وموقف العمة واضح بالرفض من هذا المشروع ,فتبرير العمة بأن البيت لازال في طور البناء والأبواب لازالت غير موصدة بشكل صحيح ,وخبرة الزمن علمتها كيف تحافظ على أسرتها من الضياع وان تغلظ قلب الابن عليها,لكنها عندما تنظر لأطفاله الرضع وهم سعداء والآخرين منهم يبيتون وهم وبطونهم ممتلئ ,تتيقن ان الانفصال مشروع فاشل غير ناجح وسيضفي بآثار سلبية على

العائلة بأسرها ,فوجود الكنة والابن وأطفالهم سيعطيهم الطمأنينة والأمان النفسي ,بأن هناك من يتكئون عليه وهم يعيشون بين هذا العالم الذي تتلاطم أمواجه يميناً وشمالا,وان أصرت على ان تتجاوز الخطوط الحمراء ستكون هناك عقوبات تأديبية ورادعة وليس بالمعنى العقوبة المؤذية وإنما بقصد منع الضرر على حياة الكنة وأسرتها , فعندما تكون الأمور مستقرة وباستطاعة ألكنة الخروج من المنزل فعليها ان لاتفكر بالانسلاخ وتقطع حبل المودة والرحمة ,بل تضع في نظر الحسبان ان الذي ليس له عشيرة وكبير يتعامل معه في وقت الضيق سيواجه الازدراء والنقص من قبل الآخرين,فمن يفكر بتجزئة العراق عليه ان يعرف ان حوادث الدنيا لن تدوم والدهر الذي اضحك المتآمرين مرة سيبكيهم مرات طوال ,هناك (86) ألف عائلة مشردة نازحة,ما ذنبهم حتى يفعل بهم هكذا وفي شهر رمضان شهر التسامح شهر رحمة الله على العالمين ,أطفال ونساء وشيوخ ,فمن نجى بنفسه ينتظر الإحسان والرفق به , ومن لم يستطع قتلوه ابشع قتلة وتحت شعار (الخلافة الإسلامية )يبدوا ان قضية تهجير العوائل هي وسام فخر يعتز به القائمون على هذا الفعل الذي لا يمت بصلة لأي خط أنساني ,يحترم الإنسان وإنسانيته ,الملايين وضعت أمالهم وهمومهم ومعاناتهم بمجلس النواب وعلى السياسيين الذين وصلوا لقبة البرلمان بأن يوفوا بعهودهم ويردوا أمانة الصوت الذي أوصلهم لهذا المكان وقول الباري ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا).

أحدث المقالات

أحدث المقالات