22 نوفمبر، 2024 2:54 م
Search
Close this search box.

صراع العميان

إن المتتبع للحركة العلمية في العراق، منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921، إلى يومنا هذا، سيجد عدة مهاترات قام المسؤلون بها دون علم أو دراية أو دراسة لما قدموا عليه من جناية تجاه العلم والتعليم، وذلك نتيجة جهلهم وعدم تعلمهم ولاسيما منهم المزورين والمرائين وخدمة أسيادهم الجهلاء الذين يريدون للعراق أن يرجع إلى أميته كي تتاح لهم الفرص بالعب على الجهالة، والشرعنة لأنفسهم بالقول –لا يوجد احد أحسن من احد – الكل جهلاء .
عزيزي القارئ:
إن ما يمر به العراق اليوم من صراعات طائفية، وقتل على الهوية، ومزايدات رخيصة على المناصب السياسية، غايتها المنافع الآنية والمستديمة، جاءت نتيجة الفكر ألظلامي الحاقد والحاسد، غايته أن لا يحب العراقي عراقه.
لقد كان السبق والريادة لعبد الكريم قاسم، وأبان حكمه قام بتزحيف طلبة الصفوف المنتهية في الاعداديات، وهذه الطامة الأولى والكبرى، فقد عانى منها العراق كثيرا، لحصول جيل جاهل على شهادات عليا في مجال التخصصات الدقيقة جرت البلاد نحو الهاوية.
أعقبه القائد الضرورة صدام حسين، باحتقاره للعلم والعلماء، – وقلة رواتب التدريسيين حتى بات المدرس وأصبح في (ساحات المخضر يبيع طماطة)- فبعد القضاء على الأمية في العراق نهاية السبعينات، وبداية الثمانينات من القرن المنصرم، أعادها علينا بوابل الحروب، والمهاترات المتكررة، وترك البلاد ركام متناثر، من البنى التحتية ومؤسساته.
  ومن حسن توجيه الخطاب، ولكي لا اتهم احد – وأغالط نفسي- أخاطب أصحاب القرار في العراق، وعلمائه، وشرفائه، وأصحاب الضمير الحي، وأقول:
1-   هل علمتم ما قام به ديوان الوقف الشيعي الأعمى في الامتحان النهائي في العراق الجديد المبني على أساس المبادئ والفكر البناء حسب الادعاء؟
2-    هل علمتم ما قام به ديوان الوقف السني الأعمى في الامتحان النهائي في العراق الجديد المبني على أساس المبادئ والفكر البناء حسب الادعاء؟
3-   هل علمتم ما قامت به وزارة التربية العراقية، بمعاقبة شباب العراق الواعد – طلبة الصفوف المنتهية السادس الإعدادي- الذي عانى الويلات في سبيل الحصول على شهادة حقيقية لا شهادة العميان؟
على كل حال فالمذنب ليس طالب الإعدادية وإنما الذنب بالدواوين وصراعاتها مع بعضها، فالخطأ الكبير الذي قامت به هذه الدواوين عظيما تقشعر له الأبدان، لمنحهم من لا يفقه حتى أن يكتب اسمه شهادة البكلوريا المعادلة، أسوة بالطلبة المنتظمين والمواظبين على الدراسة في المدارس الإعدادية العراقية، أما وزارة التربية العراقية فقد قررت أن تعاقب شريحة الطلبة وتبعدهم عن الدراسة مكتفيةً بنتاج الوقفين الضريرين، وهذا منحى خطر مؤذنا بجر البلاد نحو المهازل والمآسي.                             -حقاً انه صراع العميان-
مدير مركز البحوث والدراسات التعليمية واللاعنفية
(مجتمع مدني، النجف الاشرف)

أحدث المقالات