23 ديسمبر، 2024 5:34 م

صراع الصفويين على السلطة في العراق؟!

صراع الصفويين على السلطة في العراق؟!

برز الصراع على السلطة بين تيارين يختلفان بدرجة ما بعمالتهما وولائهما لايران منذ الايام الاولى للاحتلال الامريكي الفارسي المشترك للعراق عام 2003 خصوصا بعدما صفت الساحة لهما , وكان لصغر سن مقتدى وتمرده احيانا على ايران باعتباره يمثل تيارا عربيا وعراقيا مميزا الاثر في ابعاده عن ادارة مرجعية الحكومات المتعاقبة للاحتلال رغم مشاركة شخوص تيار الصدريين بالسلطة بصورة هامشية في وزارات يبتعد مضمونها عن مصدر القوة .ورغم تواجد قوي لجماعة الحكيم الا انه بعد ان قتل الايرانيون حكيمهم الاكبر لانه عربي كما يشاع ولانهم اختاروا عميلا اخر اكثر طاعة وتنفيذا لمصالحهم انخفض المستوى الادائي بين جماعته في الشارع لجنوب العراق ساهم في ذلك نشاط تيارات شيعية عروبية ونموها بشكل مضطرد كالصرخي والقرشي و حتى الشيرازيون ويمثلهم محمد تقي المدرسي الذي خبت انصاره وبسبب التناقض في دعوتهم للتجديد والمصالحة التي تتضارب مع رفضهم تحريم التطبير ودعواهم المستمرة عبر قنواتهم الفضائية بمهاجمة السنة تبقيهم خارج المشهد السياسي العراقي المؤثر وهناك من يقول ان محمد سعيد الحكيم لديه شعبية واسعة ايضا في الجنوب لكننا لم نرى أي تحرك سياسي له ..لذلك ورغم وجود مرجعيات عديدة يمكن ان يعاد التحالف معها قد تؤدي لتغيير الخارطة الشعبية لشيعة العراق لا سيما وان الاغلبية ومنهم التابعين عمياويا والغالبية الجاهلة بدأت تتذمر وهي ترى نفسها تتراجع للوراء معيشيا واجتماعيا مما يبقيها بعيدا عن اتباع حزب الدعوة , فوجودها خارج اللعبة السياسية مهمشين ساعد على زيادة الهوة العقدية بين مختلف المرجعيات رغم ادعائهم التزام النهج الواحد .
وبرز الصراع السياسي على زعامة الشيعة في العراق منذ الايام الاولى لمقتل الحكيم الكبير بين مقتدى وبين السيستاني والحكيم والصرخي الا ان الاخير لا يمتلك من الموالين العدد الكبير لذلك اعتمد مبدأ التعليم الفقهي والابتعاد عن السياسة رغم انه تحدى السيستاني وطالب بمناظرة لاثبات النسب!, فالسيستاني ( من مدينة سيستان الايرانية ) ولانه غير عراقي يتهمونه ايضا انه من اصول يهودية مما شجع مقتدى الساعي لاحياء المركز القيادي السياسي لعائلته خصوصا وبعد امتلاكه على عدة مليارات من الدولارات وامتلاكه اتباع ينافسون عبيد حزب الدعوة الانتهازيين الذين ينتهجون عقيدة الاثني عشربتأييد مطلق من ايران لانهم اداتها في العراق والذين اكلوا الاخضر واليابس لكن اهم نقطة تمنعه من الاقتحام القوي وفرض هيمنته وتأجيل طموحه هو محاولاته المستمرة على الحصول على لقب اية الله! ولذلك رغم تمرده فهو يعود لايران وياخذ حلقات دراسية من اجل ان تعطيه حوزة قم على لقب اية الله ! . وايران تعلم ذلك جيدا وتعلم انه ما ان يتسمى باية الله مقتدى حتى يشهر ويعلن ثورته العربية على العجم ولذلك فانها تؤخر اعطاءه هذا اللقب بحجة انه لم يتحنك جيدا وان العاطفة تغلب عليه في احيان اخرى بينما نرى حسن نصر الله قد اعطوه تلك الدرجة والاهتمام وهو اصغر من مقتدى ..
اذن ايران تحاول السيطرة على طموحات التيارات والمرجعيات المختلفة في العراق بما يضمن تنفيذ اطماعها التاريخية بالودة للوصول الى البحر المتوسط .لكن لم يكن يخفى على الجميع ازدياد التذمر من الاثني عشرية خلال تلك المحاولات ولمافشلت القوى الشيعية الاخرى باستلام الاولوية من ايران نضحت مطالباتهم قانونيا من خلال ازدياد الدعوات التي تطالب بمحاكمة والاقتصاص من زعيم ايران في العراق بسبب اقتناع الجميع بدوره في صقوط الموصل بيد داعش ومقتل طلاب سبايكر والسجون السرية والتفجيرات والاغتيالات التي طالت الجميع وهم يعبرون عما يجيش في خاطرهم ويعبر ذلك عن نهجمهم ورفضهم السيادة الايرانية لانها هي التي تحرك الامور في العراق.
اٍذن هناك اتجاهين ممكن ان يؤثران قويا بنمو هذا الصراع وهما موت السيستاني قريبا مما سيعطي البعد الكبير في ازدياد حدة الاختلاف وبروز اوسع لمقتدى الصدر أو عدم انتظار مقتدى لذلك وسعيه بجدية اقناع (أعداء) ومخالفي ايران من مرجعيات الشيعة (الصرخي .. ) بالتحالف معه لا سيما اذا (دعمهم ماديا ). انا أرى المستقبل السياسي والحوزوي لهذا الشاب الطموح ذو الخلفية التاريخية الذي عليه أن يتحرك برزانة أكثر ويفكر جيدا قبل أن يقول ,(مسؤولية مستشاريه ) , ويوقف الاعمال الاجرامية التي يقوم بها اتباعه من سرايا السلام .. كي يكسب ود جميع الاطراف الاخرى ويلقى إسنادها. وبعدها لنا حديث!