23 ديسمبر، 2024 3:17 م

صراع الرايات ,وصراع الأواني

صراع الرايات ,وصراع الأواني

تختلف الحرب باختلافها منهجها وأدواتها من مجتمع لآخر تبعاً لاختلاف الفكر والمعتقد الذي يحركها في سوح المعركة والقتال ,وفي العراق هناك صراع بين فكر منحرف ليس عن الدين فقط وإنما عن الإنسانية بأسرها يبحث في أقامة دولة أسلامية قائمة على فلسفة الموت وإقصاء فكري وجسدي ,وفكر يبحث عن أقامة دولة ديمقراطية فتية في الشرق الأوسط تصارع التحديات والأزمات ,وتحترم أرادة الإنسان وفق معايير إنسانية تريد تغيير منهج متراكم من الحقد والتغييب وثقافة سلطة الموت التي جاءت بالحديد والنار,فأصبح هنالك معسكرين وفكريين ,ولكل منهما له راية وكل راية تتضمن فلسفة وأيدلوجية ورؤية في قيادة الدولة ,فدولة الإرهاب المتمثلة بالتنظيمات الارهابية وعلى رأسها داعش ,تمتلك رايات كتب عليها (لا اله الا لله محمد رسول الله ) في محاولة لاظهار شرعية إسلاميتها وإعطاء الصبغة الدينية عليها باعتبارها امتداد للخلافة الإسلامية ,كما ان الراية عندما تكون موجودة في منطقة معينة يعني ان نفوذ داعش موجود ,فبسقوط الراية هي انهيار لفكرهم وقضاء على انحرافاتهم وممارساتهم الوحشية ,كما انها تعطي رسائل متعددة أهمها هي الأقوى في الساحة من بين كل التنظيمات الإرهابية الاخرى ,لما تقوم به من انتهاكات تمس الإنسان وتصادر حريته وتلغي حقه في التعبير عن رأيه ,هذا الإفراط في استخدام العنف مكن داعش من تحقيق انتصارات عديدة في بداية الأزمة للأراضي التي اغتصبت على يدها ,وكذلك حمل بين طياته حرب نفسية مفزعة ومرعبة بأن المقاومة هي نوع من العبث والانتحار,وفي الاستسلام الحفاظ على المصالح والأرواح, ومعسكر العراقيين من سرايا الحشد الشعبي والقوات العسكرية والأمنية والبيشمركة ,كلها تحمل رايات ودلالة,وكل راية تحمل وجهة نظر وأيدلوجية وفكر,فراية العصائب ,وراية منظمة بدر ,وراية اليوم الموعود,وسرايا السلام ,وحزب الله ,والبيشمركة ,وراية يحملها أشخاص كتب عليها لبيك ياحسين ,لبيك ياعباس ,لبيك يا زينب ,وكل حسب معتقده وتوجهه ,هذا الاختلاف في الرايات يحمله اختلاف في الجزئية الحزبية السياسية ,لكنها تتوحد في الهدف المشترك وهو تحرير الأراضي العراقية من دنس الارهاب ,كما انها لا تمارس الإرهاب والقتل وسفك الدماء واستباحت

الحرمات ,هنالك من يريد إثارة الفتنة لتعدد رايات معسكر العراق ,ويقول انها تتوجه نحو المكون السني لأبادته وليس نحو المناطق السنية العراقية المغتصبة وان كل راية تحمل مشروع لدولة خارجية وتتطبق أجنداتها,ولغرض قطع الطريق أمامهم ,فالتتوحد راياتنا تحت راية العراق هي راية الله واكبر ,الراية التي ترفع في المحافل الدولية والمؤسسات الرسمية والتي تعبر عن مكونات العراق ونسيجه الاجتماعي المتنوع ,ان إناؤنا واضح وضوح الشمس ومعروف هو أناء المحبة والتعايش السلمي وثقافة الاعتدال واحترام الحرمات ,أناء يريد الكرامة ويرفض العبودية والذلة .