17 نوفمبر، 2024 11:22 م
Search
Close this search box.

صراع الديكة في برلمان العراق

صراع الديكة في برلمان العراق

برلماننا المحترم حلبة صراع متلفزة لهواة السياسة ( لم يدخلوا بعد مرحلة البلوغ السياسيرغم ان بعضهم يعيش دورته الثالثة فيه )…فمازالوايمارسون فيه كل انواع الاقتتال مستظلين خلف متاريسهم الحزبية علماان مباريات المصارعة هذه  اصبحت مملة لانها تكرار واستنساخ للقديم منها ولم يغير المتصارعون طوال هذه المدة لا الاساليب ولا اللغة وبقي مستوى فنونهم القتالية ” متدنيا ” .
يعز علينا ان نرى وطنا يتباغض رجاله ويتنازعون اكثر مما يعملون من اجله… وعندما يتقاتل السياسيون ويستخدمون في قتالهم كل الاسلحة المحرمة اخلاقيا من اتهامات وكلام بذيء فاي حصانة اخلاقية وسياسية تبقى للدولة ولسياسييها؟ وهل نعجب لماذا تعمر عندنا الازمات وتتفاعل وكيف ينتشر الفساد ويضرب الارهاب كل يوم لان المؤتمنين على البلد لم يعد لهم شاغل الا المنازعة ويترامون بتهم الارهاب والعمالة لهذا الطرف الخارجي او ذلك والبعض يطالب برفع الحصانة عن زملائهم ( والحقيقة لو كانت دولتنا دولة قانون حقيقية لتم رفع الحصانة عن اكثر من 90% من النواب والسياسيين ) .
مشهد ” البهدلة ” يتكرر في البرلمان لان السياسي والطارئ على السياسة اصبح يخوط في جدر الدين وجدر الحزب وجدر الحكومة وجدور الصفقات والعمولات والتجارة ( اكو احسن من هيج شطارة ؟ )…. ورجل الدين استبدل العمامة واصبح يتفقه بالسياسة على المنابر ويخلط مابين الله وشيطان السياسة ويدير من خلف الستار شركات المقاولات ( كقصة ذلك المعمم البرلماني الذي اعتقل لساعات في مطار لندن وهو يحمل حقيبة يد ليس فيها الا مليون ونصف مليون دولار كاش مجرد خرجية لبعض ” المنظمات الخيرية” في لندن … وكأن العراق مابيه يتامى ومساكين يستحقون هذه التبرعات الخيرية ؟ ولو طبق عليه مبدأ من اين لك هذا لحرمّت عليه عمامته الى الابد ) .
عركات البرلمانيين تتنوع بتنوع سخونة المواضيع محل الخلاف …وحفلة المصارعة الحرة الاخيرة في 26 اب كانت بسبب صور المشاهير من رجال الدين المعلقة في شوارعنا ، وهي ظاهرة تفاقمت مؤخرا بشكل مبالغ فيه واصبحت تضم تشكيلة كبيرة ومتنوعة مع أن الوجوه متشابهة فكلها بعمامات ولحي ومايميز بينها بعضها بنظارات وبعضها بلا . ولاستكمال الفائدة من وضع الصور فلابد ان يواكبها كوكبة هائلة من الاعلام والرايات من مختلف الاشكال والالوان والاحجام …الامر الذي اصبح يعطي شوارعنا وساحاتنا طبيعة سريالية وانطباعية معبرة بنفس الوقت . .
  بعيدا عن اي مرمى طائفي او ديني ، ومع احترامي لما يعتقده اي انسان ويؤمن به …الا ان الامور يجب ان تجري بشكل منظم …فكل شي يزيد عن حده يصير ضده كما يقول المثل …والتعبير عن الحب للاولياء ولرجال الدين لا يكون بهذه الصورة العشوائية التي ارى انها لا تعتبرعن  تقدير وتقديس لهم ( فهم لا يحتاجون الدعاية ولا يطلبونها ولا تعبر عن زهدهم الدنيوي ونزكهم عن مغريات الدنيا…ناهيك عن كونها فتنة لتعدد المراجع وانقسام المريدين ) وقد تكون في كثير من الاحيان مسيئة لهم بسبب المستوى الفني المتدني لبعضها او عدم ملائمة مكان تعليقها وتعرضها لتقلبات الجو يجعلها بعد مدة قصيرة باهتة ومتسخة .
…اقول من غير الجيد ان نجعل ساحات وشوارع مدننا معرضا لجداريات من نجلّهم من رموزدينية ( لاحظوا معي ان الصور التخطيطية لبعض الائمة من اهل البيت الاجلاء هي افتراضية ورسمت بشكل يركز على جمالية ملامح الوجه دون المضمون ولم يراعى فيها اية حقائق تاريخية ناهيك عن تحريم التصوير في صدر الاسلام تحريما تاما)،وكذا الامر بالنسبة الى الاعلام والرايات بلا تنسيق او نظام …فالمبالغة في الامور تفقد الامور جماليتها ناهيك عن معناها ، بل اصبح الامر محل تنافس ومزايدة لاغراض حزبية وسياسية وطائفية سلبياتها اكثر بكثير حتما من ايجابياتها.

لنحّيد مدننا من اي صراع فئوي وطائفي وسياسي من خلال حرب الصور والاعلام …ولتكن مدننا ملكا للجميع فلا ترى فيها الا ماهو معبر عن الوطنية الجامعة لكل المواطنين ولتكن شوارعنا وساحاتنا خالية من فوضى الجداريات والملصقات ..نظيفة ومريحة للنظر وتعكس رقينا الحضاري ..فالايمان الحقيقي في القلب وفي السلوك وليس في تعليق الصور والاكثار منها… وان كان للصور والاعلام  مكانة ايمانية ..فبامكان محبو الاولياء والصالحين تعليق الصور والرايات في بيوتهم او في مقراتهم الحزبية فيعبروا بذلك اكثر عن خصوصياتهم ويحفظونها في اماكن تقيها البلل والوحل….
اما المزايدون الذين سيعترضون على كلامنا ويدخلوننا في متاهات الحجج وفقه الكلام الى حد الاتيان باحاديث وتفاسير تفيد في كرامات الصور والاعلام…. فهم المصيبة وراس المشكلة … وعليه اقترح ان نعمل جداريات كبيرة لهم في احلى اللقطات ونخصص لها اماكن خاصة في مدننا لنرضي نزواتهم …المهم ان نخلّص برلمانيينا من مصدر جديد من مصادر صراع الديكة المولعين به ..وننزع فتيل المفجرات المزروعة في جيوبهم لكي يتفرغوا الى مهنتهم المقدسة في اقرار مشاريع القوانين المعلقة والمؤجلة من زمن بعيد…

أحدث المقالات