23 ديسمبر، 2024 2:50 م

صراع الحوزتين يلقي بثقله على التظاهرات

صراع الحوزتين يلقي بثقله على التظاهرات

بات من الواضح جدا أن الصراع الخفي بين حوزة النجف وحوزة قم ظهر إلى العلن بعد تظاهرات العراق التي حاول أختطافها أتباع حوزة قم في البداية إلا أن تحرك حوزة النجف حال دون ذلك .

طبعا حوزة النجف تدعم التظاهرات ليس حبا بالتيار المدني الذي يقود التظاهرات ولكنها تخاف من فقدان قاعدتها الجماهيرية في جنوب العراق  لصالح حوزة قم والكل يتذكر في بداية التظاهرات عندما وقف المتظاهرين أما مقر أقامة المرجع الديني السيد علي السيستاني وطالبوه بأتخاذ موقف من هذه الطبقة السياسية الحاكمة بسم الشيعة والذي فشلت بتقديم أي شيء .

أما حوزة قم فهي تدافع عن نفوذها السياسي والعسكري الأكبر في الشرق الأوسط خارج ايران المتمثل بأغلبية أحزاب وكتل الأسلام السياسي الشيعي في العراق والذي أذا ما تطورت هذه التظاهرات وأطاحت بهذه الأحزاب فسوف تخسر نفوذها الكبير في العراق .

تحرك قائد التيار الصدري السيد مقتدى الصدر كان متوقعا كون أن والده كان يقاتل من أجل أستقلال حوزة النجف عن حوزة قم فدعوة أنصاره إلى دعم هذه التظاهرات والمشاركة فيها دون رفع أعلام أو صور لقيادات التيار الصدري هي لدعم حوزة النجف وليس لدعم التظاهرات فالكل يعلم أن التيار الصدري مشارك في الحكومات التي شكلت منذو عام 2005 إلى الآن والبعض ممن مسكوا المناصب من هذا التيار عليهم شبهات واتهامات بالفساد ولم يتم تبرئتهم إلى الآن.

في مقابل هذا التحرك أمرت حوزة قم أتباعها مثل السيد هادي العامري والسيد أبو مهدي المنهدس اللذان يقودان هيئة الحشد الشعبي بدعم رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ووضع خط أحمر أمام من يريد التعرض اليه وهو الشخص الذي تطالب التظاهرات والحوزة بالنجف بأستقالته وأبعاده عن القضاء .

الغريب بالأمر أن هذه التظاهرات بدأت مدنية وتدعوا إلى دولة مدنية ومعظم قيادتها هم من أنصار الدولة المدنية حاولت جاهدة أن تبتعد أن الطائفية بين سنة وشيعة وغيرها من المسميات لكنها وقعت  الآن  أسيرة بين صراع عقائدي تاريخي كان خفيا لعشرات السنين.وهذا يضعها أما أمتحان جدا صعب أذا ما نجحت فيه أعادة العراق إلى محيطه العربي وحررته من السيطرة الإيرانية وأذا ما فشلت فيه فأعتقد أننا ذاهبون إلى مرحلة جديدة من التطرف يغيب فيها أي صوت معتدل وسوف تولد كرد فعل عليها عشرات التنظيمات المسلحة المشابهة لداعش وغيرها .