18 ديسمبر، 2024 9:08 م

صراع الحرب والسلام في الشرق الأوسط

صراع الحرب والسلام في الشرق الأوسط

جائحة كورونا ونظرية المؤامرة وتبادل الإتهامات بين الولايات المتحدة والصين.
لما ينكر ويستغرب البعض بل ويغتاظ عندما يسمع بنظرية المؤامرة معتقداً بأنها إتهام باطل لا يجوز الحديث عنه وهو قد لا يعلم بأن نظرية المؤامرة أو ما تسمى باللغة الإنكليزية (Conspiracy Theory) هي مصطلح قد ورد عام 1920 وجرى تداوله عام 1960 ودخل قاموس أكسفورد عام 1997 ويقصد بها الأفعال التي تصاغ بصورة قانونية لغرض الوصول الى أهداف وغايات غير قانونية والتي تجريها الحكومات من خلال صياغة الأكاذيب لأخفاء الحقيقة أو لصقها بطرف آخر وهو عمل مشروع لكل دولة من أجل إبعاد الشك عنها وخدمة لمصالحها الوطنية وأمثلة التأريخ كثيرة.
اليوم بالتحديد يؤمن الرئيس الأمريكي بهذه النظرية علناً وهو ليس برجل مجنون ولا حاكم مندثر لدولة نامية من دول العالم الثالث حينما غرد على تويتر ذاكراً الأحتجاجات التي تجري في بلاده بالقول ((إن 80 % من المتظاهرين في مدينة مينيابوليس، من خارج الولاية)) وقد ألقى باللوم في معظم أعمال العنف على الجماعات اليسارية المتطرفة متجاهلاً لحقيقة ما يدور.
الولايات المتحدة والصين والعزف على وتر نظرية المؤامرة :
لا يخفى على الجميع بأن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين على أسوء حالاتها اليوم وقد دخلت في إطار الأتهامات العلنية وبنظرية (المؤامرة) ، عزز فشل الأتفاق التجاري بينهما سوء العلاقة تلك وأنعكست نتائجه على الكثير من الأبعاد التي لا حصر لذكرها ومنها أنتشار جائحة كورونا ليستغل كل طرف هذه الجائحة ويتخذها سبيلاً لأتهامات متبادلة وتناولتها وسائل الأعلام علناً.
فما بين تسمية الرئيس الأمريكي ترامب للفيروس بـ (الفيروس الصيني) ونفاذ صبره من الصين وتسميته بـ (فيروس ووهان) من قبل وزير الخارجية بومبيو الى إتهام الصين للولايات المتحدة بأنها تمتلك الدليل القاطع على أن الولايات المتحدة هي من نشرت هذا الفيروس على لسان الناطق بأسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان بالقول ((وجود اثباتات تؤكد على أن وكالة المخابرات المركزية هي التي نشرت فيروس كورونا في الصين وأن هذا الفيروس تم إنشاؤه من قبل علماء أمريكيين عام 2015)) كما وتزعم الصين ايضاً أن الجنود الأميركيين الذين شاركوا في مهرجان الألعاب العسكرية هم الذين نشروا الفيروس في ووهان بهدف القضاء على الاقتصاد الصيني وإزاحته من أمام أميركا.
لا يمتلك كل طرف دليلاً قاطعاً يدين به الطرف الآخر وتبقى جميع الأتهامات المتبادلة قيد التحقيق وهي لربما بوادر (لحرب باردة جديدة) تجمع الطرفين أذكت نارها نظرية المؤامرة. .