17 أبريل، 2024 12:08 ص
Search
Close this search box.

صراع الاقوياء في الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

اصبح اليوم وبشكل قاطع الصراع الدولي على تحقيق المكاسب الخاصة سواء حرب على المياه او الاستيلاء على منابع الثروة النفطية وبأسم الديمقراطية أشبه بشكل كبير من صراع ابطال المصارعة على الحلبة للحصول على الكأس وغالبا ماتصل الى نهاية حياة احدهم وبأسم الرياضه. ان الهدف واحد ورغم اختلاف المسميات فالجميع يحمل معه مصدر القوة وهدفه تدمير الخصم حتى وان اضطر الى انهاءه بشكل تام.. وفي كل زمان وبين الحين والآخر يظهر لنا مصارع جديد نشاهده اول مره على الحلبة كذلك نفس الشيء بالنسبة للدول وصراعاتها الاقليمية. فعندما تخمد نيران الحرب في منطقة معينة تظهر شرارتها في دول اخرى.. لكن التاريخ يذكر انه بعد الحرب العالمية الثانيه استقرت اغلب الدول وذهبت الى التوقيع على سلام دائم وابتعدت عن اي مشاكل وحروب تدمر اقتصادهم وتقتل ابناء شعوبهم وتضعف دولهم. ولم يبقى الا منطقة الشرق الأوسط والتي تعتبر من المناطق الساخنة طوال النصف قرن الماضي. فمنذ اكتشاف الثروات الطبيعه في هذه المناطق لم تهدأ او تستقر دول هذه المنطقة. فبعد اتفاقية سايكس بيكو للدول العظمى في حينها وبداية التقسيم لمنطقة الشرق الاوسط بدأ صراع الحدود وظهرت مشاكل المياه وحرب الاديان والمذاهب والقوميات. واستمرت الصراعات بتمويل من الدول العظمى في كل مرحلة واضعاف دولة متصارعة مقابل الدولة التي في الجهة الاخرى للحلبة. اما الحكم في كل الصراعات والحروب هو هيئة الامم المتحدة والتي هي عاجزة كلياً عن حل اي نزاع لان موقفها دوما للسلام من باب ضعف وليس قوة مؤثرة ولهذا تجدها دوما اللجوء الى الاقوياء وهم دول شكل من خلالهم مجلس الامن الدولي وهنا يظهر المصارع القوي دوما وهو الذي يتبع احد هذه الدول الكبرى الخمسة.. فاي من هذه الدول تلعب في الحلبة حسب مايحلو لها وتفعل في الخصم ماتشتهي انفسهم… واذا دققنا اكثر في موقف هذه الدول منذ اربعين سنة ولحد الآن نجد الدولتين روسيا والولايات المتحدة الامريكية هم اكثر اسباب ومسببات الحروب التي جرت في منطقة الشرق الأوسط.. وان دول المنطقة مجرد ادوات تنفيذية لتحقيق مآرب هذه الدولتين التي تخططان وتجهزان العدة والعتاد وتترك امر التنفيذ لدول اخرى بينهم روابط مشتركة كثيرة وحدود واسعة فتخلق للحرب مسميات جديدة وتهيأ ارضية مناسبة لاندلاع شرارتها… وفي غالب الامر الضحية هو شعوب تلك المنطقة وشعوب العالم الاخرى تقف موقف المتفرج الذي هو اشبه بموقف الجمهور الموجود يشاهد ابطال المصارعة على الحلبة… وماننتهي من حرب في شرقنا الاوسطي المغلوب على امره حتى تأتي لنا الولايات المتحدة الامريكية التي انفردت وحدها بتمثيل دور المصارع القوي بدوامة جديدة بدايتها تشجيع الخصم على صناعة اسلحة متطورة ونهايتها شن هجوم واسع وتدمير تلك الدولة بالكامل.
اليوم الحلبة بين مصارعين(( ايران وامريكا )) احدهما اختار لنفسه في السابق شرطي الخليج وبمساعدة الدول الغربية تمت ازاحة النظام هناك وتحويل النظام من ملكي علماني الى جمهوري اسلامي والطرف الآخر الولايات المتحدة ومن يقف معها وبحجج تعودنا ان نسمعها في الاعلام الغربي فايران اليوم تواجه هجمة شرسة من قبل الغرب بدايتها اعلاميا اشبه بالهجوم على جارتها العراق في تسعينات القرن الماضي مع بعض الفوارق ولاسباب زمنية لا أكثر اما الدوافع فكلها معروفة فالجمهورية الاسلاميه في ايران وبمباركة الدول الغربية نفسها ارادت ان تمتلك القنبلة النووية اسوة بجاراتها الغير بعيدة عنها الهند وباكستان وقامت بدور القوي ايضاً في شوون بعض الدول في الَمنطقة من خلال استخدام المذهب الديني كغطاء لذلك.. وهذه حجة جديدة للولايات المتحدة لاعلان طبول الحرب…
اليوم وصلت الاساطيل العسكريه للجيش الامريكي الى منطقة الخليج العربي وايران اعلنت درجة التهيأ والاستعدادات القصوى لذلك وشعوب العالم عادت الى مشاهدة المصارعة على الحلبة الجديدة.. والسؤال هل سوف يصعد المتصارعان الى الحلبة ام هناك انسحاب تكتيكي من احد المصارعين..
ومن سوف يصمد مقابل الاخر وكم فترة يستطيع الصمود بها!!!!!
وهذا ماتعودنا على مشاهدته ودفع ثمن بطاقة الدخول وكلفة المصارعة من جيوبنا نحن ابناء دول الخليج وعلى حساب شعوبنا المنكوبة والمغلوبة على امرها بالويلات والثبور نتيجة سياسات حكامنا الخاطئة..وامتلاكنا الثروات الطبيعه وعدم قدرتنا المحافظة والدفاع عنها….
ومازال صراع الاقوياء مستمر في الشرق الاوسط ومازال التصفيق والتشجيع مستمر الى جانب المصارع القوي….
والله المستعان على ماتصفون…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب