22 ديسمبر، 2024 11:51 م

 هو صراع لابد منه دائم في كل الأحيان منقطع في بعضها خفي في الظاهر وظاهر في الخفاء يتحسس بوجوده كل موجود لا ريب في ذلك، الحق والباطل صراع دائم متجدد باقٍ الى الابد لم يخلُ زمان منه ولا يتجرد المكان من مصاحبته ليست هنا المشكلة بل تكمن في الفصل بينهما اذ لا يوجد فاصل سوى شعرة بين حق لا ريب فيه وباطل زائف اوهم الكثيرون بإتباعه.

هو ليس صراع الاباطرة ولم يكن وليد لحظة او موقف ومكان معينين بل هو صراع منذ الازل حرب شعواء لا منتصر فيها تستمر بين كــر وفــر لا غالب ولا مغلوب محورين يتصادمان تختلف الموازين فيما بينهما بين تقهقر وقوة تسير بحركات غير منتظمة لا تخضع سوى للضمير المتواجد في الأمكنة المختلفة ولم يتمكن أحد هذه القوى للوصول الى النصر التام للقضاء على الطرف الثاني ويستمر الصراع مع اختلاف الأدوار وتغيير الزمان والمكان لا غير.

هذه صورة تبين الصراع وتجسد احدى معاركة المستمرة، صورة ترسم فترة لم يعد أحد يرتوي من منابع الحق فيها فانقلبت الموازين في هذه الفترة القاتمة، وأصبح الباطل له اليد الطولى في التحكم بالأشياء وبحرية مطلقة في زمن يعاني من تداخل الفهم بين المصطلحات ولكي تكتمل صورة الصراع لابد من تحديد زمان ومكان الحدث فالزمان وقتنا الحاضر والعراق مكان الصراع، مأساة يعيشها شعب لا أستطيع ان أصف مدى صبره وتحمله لأنه شعب سكنت المأساة جينات ابناءه بالوراثة وأبت هذه المأساة ان تفارق العراق والعراقيين منذ قديم الزمان ولا تفكر سوى بالاستيطان لأنها لا تجد اي مقاومة ولا تستطيع فراق ابناء هذا البلد الطيب الحنون.

هنا لابد من وضع نقطة ارتكاز ينطلق منها شعاع الأمل الذي طال انتظاره ليحدد لنا ملامح المستقبل الذي نبتغيه، وبذلك يكون العمل الذي ينتظرنا كبير جداً وعلى كل من يرى ضرورة تغيير واقعنا المحطم أن يبدأ بذلك دون انتظار او تأخير والولوج الى صراع الأبد، معاهداً نفسه على عدم الدوران حول نقطة الارتكاز والانطلاق الى افاق المستقبل المجهول.