26 نوفمبر، 2024 10:20 ص
Search
Close this search box.

صراعنا مع داعش: صراع وجود أم صراع حدود؟

صراعنا مع داعش: صراع وجود أم صراع حدود؟

سبق وأن أشرنا في مقالات سابقة، عن درجات العداء بي طرفين، فجعلنا صراع العقيدة في المرتبة الأولى، لأن له أبعاداً نفسية ميتافيزقية، ترتبط مع الدين، والذي يُعدُّ في تركيبتهِ العامة غيبياً، ولذا فإن مَن يريد أن يبحث في قضية “داعش” عليهِ أن يبدأ بالسؤال الآتي:

هل حربنا مع “داعش” حرب وجودٍ أم حدود؟

في بادئ الأمر وجب أن نوضح: مَن نحن؟

بات من الواضح جداً، أن عداء “داعش” متمثلاً لكل مَن يخالفها الرأي، إذن فـ” نحن” نعني بها جميع مجتمع الإنسان، بالرغم من كونها في قرارها الأول وتصريحها، أنها عازمة على إبادة “الشيعة” حصرياً، لكننا لم نرى تصريحاً منها ولا إستنكاراً، لما يجري على بقية المسلمين في العالم، كمسلمين بورما مثلاً، وبالرغم من أننا لم نرى لها تحركاً إلا في منطقة الشرق الأوسط حالياً، إلا إننا قد نشهد لها تحركاً خارجه في المستقبل، وفق المصالح التي ترتبط بمَنْ أنشئها.

لذلك فـ” داعش” لا تعترف بالحدود، لأنها لا تعترف بكيان الدول ودساتيرها، وإنما هي تعيش وفق النظام القبلي(البداوة)، الذي عرفهُ العرب قبل الإسلام، فهم ضد التطور والتحضر والمدنية، أي ضد التعايش السلمي، وفق نظام الحقوق والواجبات.

فهل نتوقع نهايةً لحربنا مع “داعش”؟ وكيف ستكون تلك النهاية؟

في العراق سيتم طرد “داعش”، والأصح إنسحابها خارج الحدود العراقية، وبذلك سوف تنتهي حرب العراق مع “داعش”، وسوف يعمل الداعمون على دعم “داعش” بإيقاف الجيش العراقي عند حدوده، وإخراجهِ من التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، وذلك بضغط الشعب العراقي على الحكومة، بالكف والعودة لأصلاح الفساد المالي والإداري، وسيتم لهم ذلك.

في الشام سيبقى الوضع على ماهو عليه حتى حين، أي بعد إحداث بلبلةٍ في لبنان والأردن، ومجيئ الوقت المناسب لأسقاط النظام السوري الحالي، والدخول في إتفاقات سياسية جديدة لا نستبعد أن تكون لأيران اليد الطولى في هذه الإتفاقات وحماية شركائها,

ستنتقل “داعش” إلى الجزء الأفريقي من المنطقة العربية، ولا سيما مصر بعد إغتيال “السيسي”(والذي أتمنى له أن لا يحدث، وأتمنى من السيسي أن يكون أكثر حيطةً وحذراً)، مع ضربات هنا وهناك في مناطق الخليج العربي؛ إذن” فنحن” في حربٍ مفتوحة مع “داعش”.

بقي شئ…

في عنوان مقالي، ذكرت كلمة “صراع” ولم أذكر كلمة “حرب”، لأن الحرب قد تكون لها نهاية، ولكن الصراع ليس لهُ نهاية إلا بهلاك أحد الطرفين، ولذا وجب على الشيعة في كافة أنحاء العالم، الإستعداد دائماً لمواجهة” داعش”، لأن ذريعة “داعش” دائماً: القضاء على الشيعة.

أحدث المقالات