17 نوفمبر، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

صراعات الاحزاب والنفوذ في العراق  

صراعات الاحزاب والنفوذ في العراق  

تطفو الان على سطح الاحداث في العراق صراعات حزبية طائفية واضحة ،في عراق ما بعد الاحتلال الامريكي ،سببها الصراع على النفوذ والمكاسب ومغانم السلطة ، وهذه الاحزاب الطائفية ،التي ظهرت مع دخول الاحتلال الامريكي للعراق، ومارست السلطة لاول بقوة الاحتلال ، وكل الاحزاب والحركات والجبهات والتيارات ، تأسست في ايران ،وتحمل الاجندة الايرانية المعادية تاريخيا ، للعراق ماضيا وحاضرا ومستقبلا ،أما الاحزاب الكردية فكلها خرجت من عباءة الحزب الديمقراطي الكردستاني العريق ذي النزعة القومية المتطلعة ،الى اقامة دولة الكرد الكبرى ،ومن طاعة مؤسسه مصطفى البرازاني رحمه الله ، وتمردت عليه ، واستقلت بسبب نزعة التفرد والهيمنة ،والخروج عن الشرعية الحزبية والانشقاق عنها،وأبرزهم جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ،في هذا المقال سنسلط الضوء على الصراعات الجارية، والحرب المحتملة بين الاحزاب والحركات في العراق، والتي تمسك السلطة بقوة الاحتلالين الامريكي والايراني له، والتي بسبب سياستها الطائفية وتبعيتها المطلقة لولي الفقيه ،وصل العراق الى قاع الخراب والدمار وظهور تنظيمات اسلاموية متطرفة ومنها تنظيم الدولة داعش ، فالاستراتيجية الايرانية واضحة في استخدام هذه الاحزاب والحركات والميليشيات التي اسستها بعد الاحتلال ، لتحقيق هدفها الفارسي القومي باقامة الامبراطورية الفارسية ، وليس لرفع الظلم عن الشيعة واستخدام شعار اكذوبة (مظلومية الشيعة)بل استخدمته كشعار واه لها ،إنطلى على الناس السذج، فهي إستخدمت حزب الله والحوثيين وغيرهم لنفس الهدف في تدمير بلدهم، ان ما شهده العراق بعد الاحتلال من فوضى خلاقة هدفها خلط الاوراق ، واشعال حرب طائفية وقومية واثنية بين طوائف المجتمع العراق ومذاهبه، وكان الاحزاب كلها هي من يقوم بهذه المهمة القذرة كشرط لابقائها في السلطة من قبل الادارة الامريكية، ولما فشلت احزاب السلطة ،في اشعال الحرب الطائفية الاهلية ،والتي عملت ايران بكل قوتها لتاجيجها في فترة حكم المالكي وفشلت ، فانها اليوم تتصارع فيما بينها ، على كرسي السلطة ومغانمها ومناصب السلطة ونفوذها ، وما نشاهده من صراع سياسي وعسكري وحرب غير معلنة بين الاحزاب في السلطة ،قد خرج من يد من كان ممسكا بتلابيب الاحزاب وبوصلتها ، وهاهي الحرب دائرة وبقوة بين التيار الصدري وقوات بدر والعصائب وسرايا الخراساني وتفجيرات بغداد الاخيرة ، والقاء التهم ومسئولية التفجيرات فيما بينهم علنية ، والاشتباكات في شوارع واحياء العاصمة ظهرت الى العلن بينها ، اما الصراع على السلطة والمناصب، فما جرى تحت قبة البرلمان والانقلاب عليه ووما فعله معتصمو التيار الصدري من تدمير وتخريب واهانة النواب في البرلمان لهو اكبر دليل على حرب الاخوة الاعداء على المناصب ، وهكذا تتصاعد حدة الحرب بين اعضاء ورؤساء الكتل داخل التحالف الوطني (سابقا) والمنشق حاليا الى اكثر من تحالف وجبهة وحركة ، فلم يعد هناك شيء اسمه التحالف الوطني الذي اصبح ماضيا ، والحرب بينهم قاب قوسين او ادنى ،في شوارع العاصمة ومحافظات الجنوب ،التي تغلي حنقا على هذه الاحزاب، وتنتظر اعلانها باية لحظة من قبل الاحزاب وميليشياتها ،وتنشب حربا شيعية –شيعية بينها ، تماما كما يريدها المحتل الامريكي، والمرشد الايراني لاغراض سيساسية واهداف استراتيجية ، إننا نشهد حربا وفوضى بين الاحزاب، افضت الى انهيار السلطة وتعطيلها ،وتعطيل وانقسام البرلمان ، مع تنمر تنظيم داعش واستغلاله لهذه الفوضى لاحداث المزيد من القتل والدمار والخراب والتمدد في المدن والقصبات، يصاحبه انفلات امني وانتشار للميليشيات الايرانية التابعة للمرشد ، للسيطرة على شوارع العاصمة بغداد ، مثل سرايا الخراساني(نواة الحرس الثوري العراقي)، وسرايا السلام وقوات بدر والعصائب وهذه الميليشيات الغت دور الجيش والاجزهة الامنية وبسطت نفوذها على الشارع لتصفية الحسابات فيما بينهما، وتفجيرات بغداد الاخيرة دليل على هذه التصفيات ، اذن هي حرب شيعية شيعية ، يقف خلفها الاحزاب والميليشيات، وسببها النفوذ والمناصب ليس الا ، متناسية خطر داعش الداهم وتمدده واجرامه بحق الناس في المدن التي يسيطر عليها، ومتناسية السلطة والميليشيات والاحزاب معاناة شعب العراق المهجر والنازح والمحروم من الخدمات والرواتب والبطاقة الصحية والغذائية وانعدام تام للخدمات بكل انواعها ، وبروز حالة البطالة المفزعة ، مع افلاس تام للخزينة العراقية ، وفساد منقطع النظير في الوزرات نزولا الى ادنى مستوى، فهل هناك خراب اكبر من هذا، وهل هناك فوضى اكبر من هذه الفوضى، وهل هناك فساد في التريخ كله اكبر من فساد هذه الاحزاب التي تمسك بالسلطة بقوة المحاصصة والدستور المسخ ، هذا هو حال الاحزاب وسطوتها ونفوذها وخرابها للعراق، ولم تتوقف الى هذا الحد فما ينتظر العراق والعراقيين ما هو ادهى وأمر على يدي هذه الاحزاب المتنمرة الفاسدة الطائفية التي اخذت وتأخذ العراق الى مديات الخراب القصوى، ونصف شعب العراق بين مهجر ومهاجر وقتيل ونازح ومحروم ومعتقل ومختطف بريء، هذه هي صراعات الاحزاب الايرانية المنشأ والاجندة، اما الاحزاب الكردية ، فتقسم الى قسمين ، قسم يدعمه ويحركه الولي الفقيه الايراني وحكام طهران بقوة ومنذ زمن بعيد ،وهو جماعة وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال طالباني، وحزب التغيير الذي يقوده نوشيروان ، والجبهة الاسلامية والحركة الاسلامية التي يقف على التل كمتفرج وهو الشيخ علي بابير ، فيما يمثل القسم والند الاخر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يحسب عليه تحالفه مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني ، والذي يتزعمه تاريخيا ال برازان ، السيد مسعود برازاني، وهو الحزب الذي حمل على عاتقه منذ تأسيسه اقامة دولة كردستان الكبرى في مها اباد ، على عكس حزب جلال ونوشيروان التي هدفها الرئيسي هو السيطرة والنفوذ وجمع المال والهيمنة على السلطة ،فهما طلاب سلطة ، وليس طلاب حكم  ودولة ، وهذا هو جوهر الخلاف والصراع مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ، اذن الصراع الان بينهما هو قائم ومتفجر في البيان الاخير لاعلان التوحد السياسي والتحالف الاستراتيجي بينجلال –نوشيروان، ضد الحزب الديمقراطي، وربما يتكرر (لاسامح الله ) مشهد عام 1996 عندما استنجد السيد مسعود البرازاني في الحكومة الوطنية ببغداد وحصل ما حصل في اب المتوكل على الله وانهى النفوذ الحرس الجمهوري نفوذ جلال وحزبه ،والتي كانت ايران وحرسها الثوري وما يسمى بالمعارضة العراقية حاضرة بقوة في اربيل تساند وتدعم جلال وحزبه ، نحن لانريد ان يتجدد القتال بين الاخوة الاعداء ، في وقت يتربص تنظيم داعش على ابواب اربيل ودهوك وكركوك ، ، وعندها لاينفع الندم ولا القتال ولا حتى امريكا ، لان امريكا دائما تخذل عملاءها ، ومنهم الاكراد الذين لهم تجارب مريرة معها ، نحن ننظر الى الصراع بين الاحزاب الكردية على انها حرب ليست في مصلحة العراق، وتخلصه من خطر داعش الذي يشكل خطرا استراتيجيا على الجميع ، ولكن دفع ايران وتحريضها جلال ونوشيروان، ضد مسعود البرازاني شخصيا ،الذي ينادي ويطالب بالانفصال وتقرير مصير الكرد في المنطقة ،والذي يتعارض مع المصالح الايرانية في العراق والمنطقة ، والدليل عن تحريض ايران ودعمها ضد الحزب الديمقراطي وهوسها وهدفها اشعال حرب كردية-كردية ، هو رفض السيد مسعود طلب ايران في زيارتها الان، ان اشعال حرب كردية –كردية ، وحرب شيعية-شيعية هو صناعة ايرانية بامتياز ، والهدف دائما هي تنفيذ الاستراتيجية الايرانية-الامريكية  في ادخال المنطقة كلها في حروب لانهاية لها ،منها حرب بين الطوائف والقوميات على اسس طائفية، ومنها الحرب بين الاحزاب داخل البلد، ومنها الحرب داخل الكتل والكتل الواحدة والحزب الواحد وهكذا تقسم المقسم وتجزء المجزأ، وهي تقصد الذهاب الى اقصى مديات الفوضى الخلاقة ، هكذا هي صراعات الاحزاب في العراق ، على النفوذ والهيمنة والمناصب، انها الاستراتيجية الامريكية –الايرانية بعيدة المدى ،التي اخذت تؤتي أكلها الان في مشهد الحرب الكردية –الكردية ،والحرب الشيعية –الشيعية ،ففي كل حرب فتش عن الايدي الايرانية –الامريكية القذرة …..

أحدث المقالات