لا نملك الوقت للنقاش، وقد قالت البنادق كلمتها، وهي تصوب الرصاص الى الصدور، وتخترق الأجساد تجاه العملية السياسية، كي ترسم خارطة عراق محاط بالنيران من كل جانب، وأينعت رقاب الأبرياء للقطاف.
لا يختلف العراقيون على مشاربهم، بأن داعش والفاسدين عصابات لا ترحم، فيها من باع شرفه وقيمه، وليس لها حسنة سوى جعلنا في حندق واحد تحت مرمى نار الحقد والكراهية.
الإصلاح الذي نبحث عنه من سنوات، يتلاشى بسبب الفرقة والانانية التي تنحرف للأستبداد والإطاحة بمصلحة البلد، تحاصرنا غموض الافعال وتناقض الشعارات مع التطبيق.
المسؤلية شعور بالتهديدات وحساب الزمن والتدابير، بينما ينشغل أعضاء الحكومة والبرلمان ومعظم الأحزاب، على ملازمة القنوات والسفرات الترفيهية، أكثر من تواجدهم في العمل، لا يترددون من تصريح في الكافتيريا والشارع والسيارة.
دوار شديد أصاب الشعب من تناقض المشاهد، ومعنى الصور، وصار يسأل عن مالك القناة ليعرف مغزى الخطاب والتوجه، بينما ينساق الإعلام الحكومي مثل بقية المؤسسات المستقلة، للتقرب والإنحناء والتملق، وبعض الساسة يدفع مبالغ لغرض الإستضافة والتعبير عن اطروحاته السمجة.
فريق السلطة يسير نحو المحرقة، وشن حروب على جميع القوى، وَطَنْ أهداف العدو، ودفن نصائح الصديق خارج حدود النظر.
مَنْ هي داعش ومَنْ القاعدة ومِن أين جاء المفسدون، ونحن نملك شعب لا مثيل له بالتضحية، لم تتراجع قوافل الشهداء ولم تنقطع دموع الأرامل والأيتام، يشابهه أحد في الإنتماء والوطنية والمرجعيات الدينية،
بفضل تجار الحروب تجار الحروب وسوق المضاربة والمناصب والوزرات، تسلط الأضواء على الأكاذيب وفبركة الكلام، لشراء حفنة اصوات، وإظهار قضية العراق، قشور تقضمها أنياب المنتفعين.
ليس لدينا مزيد من الوقت، والمؤسسة الحكومية هي من ساعد تنامي افكار العنف، ولم يجابه التطرف بالفكر، وتناول الإعلام بشكل غير مهني مناظر الترويع وقطع الرقاب، والاشلاء في الطرقات، وأخرى تلقى في الوديان تأكلها الذئاب والكلاب، وإنهزم في السابق أمام الهجمة العمياء.
نحتاج اعلام الخط الامامي، وفضح أفعال لم يقرفها حتى الشيطان والحيوان، بجرئة ومصداقية، نقف بقوة وإشهار من يتباكى على مجرمين قتلوا في طريق نقلهم الى سجن أكثر رفاهية، ويغمضون العين عن ضحاياهم، يلطمون على إعتقال امام جامع، ولا يذكرون إنه تحول الى بيت شيطان ومصدر جريمة.
رب ضارة نافعة، وقد تعبنا ونحن نبحث عن بصيص أمل الإصلاح ومهنية المؤسسات.
تسابق القنوات الوطنية على حشد الجماهير، ومجابهة الزحف الأسود، كشف النقاب عن شراكتنا الحقيقية في الدولة، ووجود رجال الدين والقادة في مقدمة الصفوف، أسقط نظرية القائد الأوحد، في حين إختفى المتملقون حتى من الساحات الخلفية للمعركة، ولم يعد لديهم أنجاز مزعوم ولا كسب اصوات قريب. لا نريد بعد أن يُملى علينا؛ بل نصرخ ونقوم الدنيا ولا نقعدها، ونقول لماذا يصمت العالم عن نكاح الدعارة وتطاير الرؤوس دون ذنب، وإصار المفسدون على البقاء في السلطة.