17 نوفمبر، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

صراخ بعض الفضائيات وبكاء سياسيين ..وصراع المغانم والمناصب!!

صراخ بعض الفضائيات وبكاء سياسيين ..وصراع المغانم والمناصب!!

كانت ليلة الخميس الماضي ،( سهرة ) غير اعتيادية  ، أدارتها احدى القنوات الفضائية العراقية حاولت من خلالها ( إثارة ) غرائز الجمهور، بعرض مسرحي إستخدمت فيه لعبة ( التحريض ) و( التضليل )بطريقة جعلت الكثيرين يسخر للحالة المأساوية التي بلغتها بعض الشخصيات الاعلامية والسياسية ، بعد ان شعرت ربما بالافلاس لانه لم يتم اسناد أي  منصب وزاري لها ، ولم تحصل  حتى على ( عظمة ) تسد بها نهمها في الحصول على مغانم السلطة.
لقد أصبحت اللعبة مكشوفة حين أدارت تلك القناة الفضائية فصولها، بطريقة اثارت استغراب الاف العراقيين ، للحديث عن مشهد تشكيل الحكومة الدامي.
أحد السياسيين المعروفين كان يقود ( محاولة انقلابية ) في وقت يعرف القاصي والداني ان ( الانقلابات ) في العهد الديمقراطي يقودها الاميركيون، وأن اية محاولة من هذا النوع سيكون مصيرها الفشل ، ان لم يتم مباركتها من قبل السفارة الاميركية في بغداد وبعلم ودراية منها.
أجل ..كانت تلك الفضائية تدير لعبة (الانقلاب) المزعوم، لان صاحبها لم يظهر له إسم بين قائمة الوزراء والمناصب الوزارية، ولهذا وجد في تحريك بعض الشخصيات فرصته للنيل من اطراف مكونه، في ان يظهر نفسه المدافع عن حقوق المحافظات الست المنتفضة، والعراقيون يعلمون علم اليقين ان المناصب كانت قد بيعت اصلا في احدى الفنادق الفارهة في عمان قبل ان يتم ترشيح المناصب الوزارية ، كما قيل.
بطل المسرحية الجديد الذي عرضته هذه الفضائية التي اتخذت من الاثارة الرخيصة لها منهجا هذه الايام ، ظنت انها بتجميعها عددا من الاصوا ت ممن حرموا من المناصب  وادارة لعبة بهلوانية من خلالها يمكن ان ينطلي على الجمهور المتشكك ببعض السياسيين ، لكن ليس كل من ذهب ليفاوض يمكن ان نطلق عليه خائنا لجماعته.
ولا ادري كيف قاد هذا الرجل البارع مهمة ( الانقلاب ) ، فقد شاركه بعض من شعروا انفسهم انهم يغردون خارج السرب، ولم تبق لهم وظائف في الحكومة الجديدة، فهناك من يصر على تحقيق مطالب مكونه وهو مكلف بتحقيق هذه المهمة.
المشكلة ان بعض نوابنا لايشبع من نهمه ، فهو لايشرفه كما يبدو ان يصبح نائبا في البرلمان ، بل لابد وان يتم تقليده منصبا وزاريا، وكان يفترض ان من يتقلد المنصب الوزاري هم من خارج البرلمان لان الشعب قد اختارهم لأن يمثلوه لا ان يتقاتلوا على المناصب وكراسي السلطة وهو ، أي الشعب ، يريد تشكيل حكومة كفاءات لا حكومة محاصصة بثوب جديد.
عجبا لبعض السياسيين ان يحاولوا ( قشمرة السذج ) من الناس بحركات بهلوانية ، ليظهروا انفسهم على انهم ( المنقذون من الضلال )، وما دروا ان ملايين العراقيين فهموا اللعبة، ولم  تعد مناوراتهم تنطلي على أحد.
لقد اجادت تلك القناة الفضائية لعبة الهرج والمرج والصراخ والعويل على حقوق المحافظات الست، وربما شاهد العراقيون مسرحية ( شاهد ماشفتش حاجة ) بطريقة أخرى ، لكنها لم تنجح في مهمة كشف مرامي (الانقلاب) المزعوم لأن شخوصه قد عرفت مراميهم واهدافهم ولعبتهم الفاضحة هذه لم تعد تنطلي على احد، لكنها كانت مسرحية مجة ومقرفة لم تجد من يصدق ماطرح فيها من سيناريو باهت، كان يحس المواطن ان هناك ( لعبة ) ما تجري خلف الاضواء.
كان الكثير من العراقيين يتمنون ان ينجح السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة ، وان يساعده السياسيون من كل الاطراف وبخاصة من المكون العربي في هذه المهمة، وهم لو عرضوا عليه مطالب المحافظات كما ارادوها ، بلا جعجعة او تهويل ، او فبركات مختلقة ، فالرجل كان سيوقع عليها ، لانه امام مهمة ان تنجح وان لايتم افشال تخويله بمنصب رئاسة الوزراء ، ولو تعاون البعض من السياسيين المحسوبين على المكون  العربي مع العبادي لحصلوا ربما على مكاسب اكثر قوة من تلك التي يسعون الان للحصول عليها، لكن الرجل كان يشكو من ( تآمر ) أطراف كثيرة عليه ، كم انه شكى من ضعف اداء الشخصيات المرشحة وعدم توافقها مع المنصب، وهو يريد حكومة كفاءات اكثر من كونها حكومة محاصصة مفصلة على أشخاص.
أوساط سياسية وصحفية اشارت الى ان هذه اللعبة أو ( الانقلاب ) كان يديرفصوله متنفذون من قادة سياسيين واعلامي معروف لإفشال مهمة العبادي ، ووضع العراقيل امام تشكيل حكومته، لكن العبادي يبدو انه مصر على انجاح المهمة الموكلة اليه، حتى وان سعى آخرون الى افشالها.

أحدث المقالات