22 ديسمبر، 2024 9:02 م

صديق وثعبان …ودهرٌغادر آذى علي

صديق وثعبان …ودهرٌغادر آذى علي

غريب حال هذا الزمن والدهر الغادر,بعد معاناة من البحث يختار المرء صديقٌ ليتكىء عليه في محنه وصعابه ,فالصديق ينتقى من خضم ملايين الناس لقواسم مشتركة مع الآخر من حيث الفكر والمعرفة والمرآة التي تعكس وجهة شخصه فهو ناصح وحافظ ومؤتمن وأمين يحفظ صديقه في غيبته بقدر ما يحفظه بوجوده ,يدافع عنه عندما تتلاطم امواج سهام الغدر ,ويقف معه في أحلك ظروفه مسانداً ومعاضداً له,فالشدائد هي المحك التي يمتحن بها وقول امير المؤمنين علي (ع) :جزى الله الشدائد كل خيرعرفت بها عدوي من صديقي ,نعم تعرف الناس معرفتهم في أوقات الضيق تنكشف المعادن ويظهر بذلك الوجه الحقيقي لنقاوة المعدن,والا ماذنب سيد الحكماء علي (ع) يقتل على يد عبد الرحمن بن ملجم الذي أوآه وأطعمه وسقاه ورباه وكان له الأب !!!,الذنب أنه عمل معه بسجيته سجية الصدق والحب والمحبة والابوة والطهارة وصفات وشمائل لاتعد ولاتحصى معجونة بدمه وروحه ,قتله من أجل ليلةً حمراء يقضيها على فراش الشيطان مع بغية تمتهن مهنة البغاء والزنا قطام بنت شحنة التيمية ,وقد اشتهرت بالبغاء العلني في الكوفة وكانت لها عجوز اسمها لبابة هي الواسطة بينها وبين الزبائن , كان أباها شحنة بن عدي وأخاها حنظلة بن شحنة من الخوارج وقد قتلا معا في معركة النهروان, فأصبحت والغل يأكل قلبها لهذا طلبت منه عندما جاء لخطبتها أن يضمن لها قتل الإمام علي (ع) ويصدقها بثلاثة آلاف درهم وغلام وجارية ليشفي غليلها ,سحقاً لهذه الدنيا الحقيرة وحفلاتها الحمراء اللعينة ,يحكى أن سيدة عثرت علي ثعبان صغير جائع بردان فقررت أن تنقذه مما يعانيه فأخذته إلى بيتها و آوته و بدأت تطعمه حتى كبر الثعبان وأخذ يعتاد عليها فينام بجانبها و يتبعها في كل مكان تذهب إليه!و في يوم ما توقف الثعبان عن الأكل تماماً و حاولت معه السيدة الرحيمة أن يأكل خوفا عليه و هي تظن أنه مريض لكن الثعبان ظل على حاله أسابيع طويلة كما هو الحال لا يأكل,يتبعها يتدفأ بها ينام بجانبها بينما هي حزينة عليه تفكر كيف تجعله يأكل ,أخيرا و بعد عدة أسابيع قررت أن تأخذه إلى البيطري ليفحصه لعله مريض سألها الطبيب حين شاهد الثعبان يتحرك حول المرأة هل هناك أي أعراض عدا قلة شهيته فأجابت
المرأة : لاسألها الطبيب هل ما يزال يرقد بجانبك فردت السيدة الطيبة نعم هو متعلق بي يتبعني أينما ذهبت و ينام بجانبي ، أحيانا يلتف حولي طمعآ في الدفء لكنه حين أستيقظ يتبعني بعينه فأهرع الي تقديم الطعام له فلعله جائع لكنه للأسف لا يأكل شيئا و يظل مكانه,تبسم الطبيب و قال لها يا سيدتي إن الثعبان ليس مريضا بل يستعد لإلتهامك!!!!!!!!,إنه فقط يحاول أن يجوع فترة طويلة حتى يمكنه أكلك و يحاول كل ليلة أن يلتف حولك ليس حبا فيكي لكن يحاول أن يقيس حجمك مقارنه مع حجمه حتي تستوعب معدته وجبة بحجمك,أنه يعد العدة للهجوم عليك في الوقت المناسب فخذي حذرك و تخلصي منه بأسرع وقت .,قصة مرعبة ربما لكن تحدث كل لحظة حولنا ورمزيتها في أننا قد نأمل أننا نستطيع تغيير من حولنا بالحب ربما ننجح أحيانا لكن هناك طبيعة متجذرة في البعض لا ينفع معهم الإحسان ولا تعالجهم المحبة و الاقتراب منهم خطر جسيم !!بادروا بالتخلص من ثعابينكم; … ممن يدعون محبتكم ،الأصدقاء المزيفون،ورفقاء السوء،وغيرهم كثير وللاسف يكونوا اقرب أناسٌ ألينا .