احد زملائي (د. ع. ط.) سألني عن، الوضع العام.. قلت: أنه يسير نحو التدهور..!
لماذا..؟
لان الطرف (س) يريد استنزاف (ص).. وهكذا.. وهذه الاطراف، هي عناوين محلية، او دولية، ترى ان استمرار القتال، افضل لها.. او تجد ان (الوضع العراقي الحالي) افضل لمصالحها..
ولان صديقي، قد انهى دراسته للدكتوراه، ولطبيعة اختصاصه الهندسي، تمكن من تشخيص (العلة) وراء هذه الفوضى.. فقال: اية جهة تعمل للعراق الان..؟ ثم اردف .. كل الجهات (الداخلية) لا يهمها شأن العراق.. الكل يعمل لجهته..
قلت له: انت تمكنت من تشخيص المشكلة والعلة.. هذا هو الواقع.. وللأسف، وليس على مستوى الاحزاب والعناوين الاخرى فقط.. بل، نسبيا، كذلك، على المستوى الشعبي..
فضلا عن العناوين الدولية، وهدفها ابقاء التوتر في العراق.. وهذا ، حسب فهمي، ليس الا..
ثم قلت: هذا الحال، قديم، لا اعرف.. ربما، بسبب اكثر من الف سنة من الاحتلال العثماني والصفوي والانكليزي ثم الامريكي.. ان الاحزاب ، هنا ، غالبا، ارتبطت بدول شرقية او غربية..! وهكذا الحال.. الى يومنا هذا..
وهذا الكلام، يشمل اكيدا، الاحزاب التي كانت في الخمسينات وبعدها.. فقد ربطت عقلها وفكرها ولسانها بدول كبرى.. ولا زالت.. وبعضها كان (ضد الامبريالية) … واليوم (معها)..
اعرف انك (علماني)…. الا اني قد اطلعت ، منذ نعومة اظفاري، على تفاصيل العمل للأحزاب (اليسارية).. لان والدي عضوا فيها.. وكنت اقرأ (طريق الشعب) في الابتدائية.. الا اني لم اكن اتصور، ان الاحزاب العراقية، ذيلية لهذه الدرجة..!
يستثنى من ذلك (بعض) الحكم الملكي.. بسبب ثورة العشرين..
ثم الحكم القاسمي الوطني.. الذي جعلوه (سببا) لمرحلة جديدة من الحكم (الانقلابي) (الامريكي) الذي عم المنطقة..!
صديقي، عبر بألم عن رايه.. لأنه لا يجد (استقلالية) لأي جهة، وانا ايدته في ذلك..
لكني استثنيت (السيد مقتدى الصدر شخصيا) ..لكوني قد دققت في مواقفه.. وعن قرب..! وبالرغم من ثقتي الاكيدة في استقلالية الصدر، وايماني الاكيد، بحبه لشعبه ، وللاستقلال ..وللسيادة.. الا ان هذا ينحصر فيه شخصيا ..ليس الا..
فضلا عن ثقتي بحرصه على خدمة المجتمع، ورفضه للفساد .. ورفضه للظلم..
سألني، ببراءة .. لماذا هو هكذا..؟ وهل هذا الموقف منذ 2003..؟ وهل شارك الصدر في مؤتمر لندن ..؟
تنبهت الى ان صديقي.. ولكونه قد قضى سنوات عمره في الدراسة الاولية والعليا العراقية.. لم يتاح له الوقت ، لمتابعة الاحداث.. وهذا الحال، هو واقع اغلب الاكاديميين والاساتذة.. للأسف.. بسبب طبيعة الدراسة (الثقيلة) في العراق.. وخاصة في الهندسة، ودراساتها العليا..
هذا، اشعرني، بضرورة، ان اوضح الامور، بموضوعية، له.. ثم رأيت ان انشر الحوار، هذا، قد يكون مفيدا ، ايضا، للآخرين..
قلت له: انا اعتقد ان السيد محمد الصدر.. او الشهيد الصدر الثاني.. قد بذل جهودا من اجل (العودة الى الذات).. ويبدو ان الصدر (الشهيد) استشعر المخطط الامريكي منذ 1991 .. وعمل على انشاء قواعد خاصة.. رافضة لأمريكا.. وكانت شعاراته : كلا.. كلا.. امريكا..
سألني: هل تعتقد انهم قتلوه..؟
قلت : نعم.. وربما ..قد صرحوا بذلك.. فقد سمعت عنهم.. انهم قالوا (الامريكان).. لو بقي الصدر.. ما دخلنا العراق..!
لقد نشرت حلقات فيديوية في صفحتي على الفيس بوك.. بعنوان (الاربعون حديثا).. قلت في الحلقة الاولى او الثانية.. ان الشهيد الصدر عمل ضد مشروع (المعارضة العراقية) لأنها ثقفت على (انتظار الحل من الخارج).. بينما ثقف الصدر على (ضرورة الحل الداخلي وبأيدي عراقية)..
طلب مني ان انزلها بصفحته.. قلت:
حسب فهمي.. ان الصراع ..لا زال ..بين اتجاهين:
الاتجاه الاول: جهات عراقية.. لا تؤمن بالعراق ..ولا بشعبه.. وهي متعاطفة جدا مع دول (اجنبية).. وتعمل لأجل (بيع) العراق لتك الدول.. لمصالح حزبية وشخصية..
سابقا.. عارضوا في الخارج.. بعقلية (ذيلية).. واليوم يحكمون بها.. وغالبا لا يعملون للعراق..
والاتجاه الثاني: هم (اولاد الملحة) الذين عاشوا في سجون (الهدام) ثم انتقلوا الى سجون (الهالكي).. واليوم تنزف دمائهم على حدود الوطن.. رفضوا الديكتاتورية.. ورفضوا الاحتلال.. وضحوا بما لديهم من اجل (وحدة العراق).. واستقلاله وسيادته..
وعلى راسهم (مقتدى الصدر).. الذي يعاني الغربة السياسية ..بسبب مواقفه الوطنية..
سألني: كيف..؟ ولماذا لا يتفقون..؟
قلت.. هل تتذكر ايام حكم (علاوي).. قال: نعم..
قلت: لقد كان علاوي (حاكما).. لكن الصدر.. رفع السلاح.. وكان علاوي ..قد تمادى في توجيه الاتهامات للصدر.. فضلا عن محاولات الاعتقال والاغتيال.. لقد قاطع الصدر علاوي حينها.. ولكن ، عام 2013.. بعد ان اصبح علاوي (ضعيفا) ومن (المعارضة) تنازل الصدر له.. وذهب الى اربيل.. ليجتمع به.. وبالبارزاني والنجيفي.. لماذا فعل الصدر ..ذلك..؟
حسب فهمي.. ان الصدر ..كان ولا زال يعمل لأجل مشروع وطني.. بعيدا عن امريكا ..وعن ايران وتركيا وغيرها.. لكنه.. لم يجد تعاونا معتدا به..
سألني: .. والحل
قلت له.. انت علماني.. ومن الناحية المادية .. قد لا اجد املا في الواقع..
ولكني.. وبسبب طبيعة فكري الديني.. التمس الامل من (اللطف الالهي).. ليس الا..