18 أبريل، 2024 5:10 م
Search
Close this search box.

صديقي حيدر العبادي

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد أسبوع من تسلمك منصبك كرئيس لمجلس الوزراء العراقي وبعد قبولك لتسلم هذه المهمة الصعبة قمت باتخاذ اجراءات عدة قد يعتبرها البعض شكلية ولكنها مهمة جداً وواقعية أكثر أنسجاماً مع المتعارف عليه في أغلب دول العالم المتحضر , ومن أبرز هذه القرارات مرسوماً يمنع أن يسبق أسمك وصفاً مضخماً لا يسمن ولا يغني مثل( فخامتك ومعاليك ) , وهذا ما ولد شعوراً بالأرتياح تماماً لبداية نهج نتبشر به خيراً , وهو ما دفعني لمخاطبتك اليوم بصديقي حيدر العبادي بصفتك رئيساً لوزراء العراق وقائداً عاماً للقوات المسلحة ومواطناً عراقياً بغدادي الاصل والهوى , وأنك حتماً حريصاً على نجاح مهمتك في خدمة العراق والعراقيين و تضميد جراحِ توالى على نكئها الأحباب والاغراب , صديقي العزيز منذ اكثر من أسبوع ومع التدهور الوضع  الامني والسياسي وأنا أستطلع الاراء حول جدوى بقاءك في منصبك من عدمه بعد تسرب بعض الأخبار التي تشير الى أنك قد تقدم اعتذارك عن اكمال المشوار رغم قصر مدة بقاؤك في مسؤوليتك نتيجة لمشاكل وخلافات عديدة ساهمت في تأزيم الموقف , ولكن قد أجمع كل من ابدى برايه من جميع فئات المجتمع على ضرورة بقاءك في منصبك حفاظاً على الدم العراقي أولاً وحفاظاً على الأستقرار السياسي الذي تولد بعد ولادة حكومتك و أملاً من الناس بانك فرصة الخلاص الوحيدة لهذا البلد , فلو لا سامح الله قد قدمت استقالتك فأن الفوضى التي ستعم لا يمكن لأحد تصور مدى خطورتها وحتى بشاعتها ,
صديقي العزيز نهج التوافق الذي تسير عليه ربما لم يجدي نفعاً وكسب رضى الكتل السياسية المتناحرة مع نفسها اصلاً غاية لا يمكن أن تدرك , وستضل تدور حول نفسك الا أن تغرق سفينة العراق بنا و سنندم على فرص كان الأولى بك  أستغلالها , دع أولى أولوياتك الأمن وأعمل بضمير عراقي صرف مجاهد , لا يهادن أحداً أبداً , قاتل داعش ومن لف لفها وكل من يحاول العبث بأمن المواطن العراقي في كل شبر من أرض العراق ببسالة جنودك الذين تشهد لهم سوح الوغى وقد شهدت لهم في معارك تحرير تكريت أولئك القادة والمراتب من جيش وشرطة وحشد شعبي وابناء عشائر اولئك  الذين اوفوا العهد و حفظوا شرف العسكرية وخدمة العلم العراقي العظيم , وأبعد كل من يحاول أن يسيء للعراق منهم ومن لا يتشرف العراق بخدمته , لا تخشى في الحق لومة لائم , أعلنها صولة الأصلاء على المجرمين والقذرين والطائفيين , ولا ترحم مسيئاً , أما في السياسة فدع عنك أولئك المطبلين ممن يبحثون عن مكاسب سياسية ومادية تجعلهم يغتنون بمال الفقراء الحرام , تجاهلهم تماماً وحاسبهم بالقانون لا بغيره , دع القانون يسري فوق الجميع , حاول أن تسيسهم كما يحاولوا أن يسيسوك , أما الفقراء من الشعب اولئك الذين ذاقوا المرارة فصدقني أنهم جميعاً جنوداً اوفياء لمن يكون قوياً وشديداً على الحق و عادلاً لا يظلم عنده أحداً , أبعد عنك حلقة لا تبتعد ابداً عن رأس السلطة , أولئك قد اهلكوا بتطبيلهم وبتزميرهم من قبلك , و أبتعد عن كل ما يمس معتقد او مذهب او دين او عقيدة او قومية او حتى مذهب فكري , أحمل رأية العراق على كتفيك وامضي فأن النصر آت , وأن العراق يستحق أن نضحي كلنا من اجله ,
اليوم لا مجال للمهادنة ولا للمساومة ولا للترضية , الحق حق ٌ ولو كره الكارهون , ولن يحدث للشعب اكثر مما حدث من نكبات ولن يسقط منا أكثر مما سقطوا شهداءاً بكت لهم ملائكة السماء ,

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب