بالأمس صرح ” مشعان ربابة” لإحدى الفضائيات متهما جميع سياسيي المنطقة الخضراء بالسرقة والرشوة وقال :” اننا نتحمل المسؤولية جميعا لكوننا نكذب ونسرق ونأخذ الرشوة” موضحا ان ” هناك معلومات لو تكلم بها لدخل العراقيين الى المنطقة الخضراء واشعلوها بنيرانهم، لكنني لا أستطيع البوح لأنني سوف اقتل”..!!
انا شخصيا اعرف مشعان الجبوري منذ اكثر من عقدين من الزمان، بأنه مهرج منافق كذاب سارق فاسد انتهازي متلون كالحرباء ،ولكنه في هذه المرة كان صادقا في تصريحه عندما قال” كلنا فاسدين الافندي والمعمم واللابس عكال” نعم انهم حرامية كما شهد شاهد من اهلها، فهذا المعروف والرائحة وصلت الى ابعد ما نتخيل.
نعم نعرفكم واحد واحد يا سيادة النائب، فاسدون سارقون مرتشون مراؤون ومخبلون. نعرفكم سكارى زناة العصر.. الا القليل منكم هو الشريف النزيه، ونعرف ان سيدكم المجرم المعتوه بوش الابن العاق قد كافأكم.. ونحن وكل من قاومكم ،في المجهول صار منفاهم..!
انتم فاسدون سارقون لصوص ، نحن نعرف ذلك ،وان تصنيف العراق من بين الدول العشر” الاكثر فسادا” جاء بفضلكم ايضا نعرف ذلك.
ولكننا لا نعرف من هو المسؤول الذي تم محاسبته ،عن كل هذا الذي يجري حولنا من فساد وإفساد في عملية الاصلاح الخجولة، لتنصل جميع المفسدين منه وإبعاده عن شخوصهم، وأحزابهم ،ومعاونيهم ،من خلال تصريحاتهم على وسائل الاعلام الصفراء، وسلوكهم في ذلك كل سبل التضليل، لإخفاء فسادهم وفساد رهطهم وعشيرتهم ، ورميه في أحضان غيرهم ، حتى يتفرق دم الفساد بين القبائل ، كما يقال ، ولا يقدر عليه ، اعتقاداً منهم بأن ذلك يغسل درنهم و يستر عوراتهم .
الله الله عليك ياعراق ايها الوطن الجريح المستباح، كم من الاوجاع عشناها ونحن نكابد الالام تعصرنا، بكينا كتبنا، قلنا قفوا.. كفاكم هتكا كفاكم فتكا بأمننا ولكن ..لا حياة لمن تنادي لأنك كنت في وادي والمنادي في وادي..
يا ايها المجيب الان خذ الحق وابطش بالظالمين، ولكنهم بالألاف.. ربما هي دمعة ولا ادري ربما احزان واشجان، ولكنها ليست دموع الفرح التي للعين مشتاقة بعد فراق الاحبة او غياب السعادة، ولكنها دمعة الاسى على ما لا ينسى ،ونحن قد ” انبرىء” من اللسان والقلم وتعب العقل والعمل ،ولكن لا حياة لمن تنادي..
واحد من المرتزقة والفاسدين المعروفين ،يعطي صورة من صور الوضع المأساوي ،الذي سببه هؤلاء” الخونة” واقول خونة زيادة على لصوص، الذين استهتروا بمقدرات شعبنا ووطننا بالمهجرين والنازحين ،بالفقراء والمعوزين بالأيتام والارامل وبشهدائنا الأبرار.
يصلون ويصومون. لكنهم كاذبون. منافقون ملتحون وغير ملتحون. معممون وافندية..منقبات ومتبرجات. كاذبون بأبسط مبادئ الايمان.
فالله محبة اغفر لنا واعف عنا.. فنحن كاذبون ،سارقون ،مرتشون ،مراؤون، لأننا قبلنا بهم وايدناهم وانتخبناهم، نصلي ونصوم لكننا كاذبون..
هكذا ساسة فجار فاسدون، لا يعرفون ان الدولة امانة في اعناقهم ،اذا تكلموا تاهوا واذا عملوا افسدوا ودمروا ،وسوف يلاقون ما يستحقون .وما قاله الشاعر العراقي الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد الا تعبير عن حقيقة هؤلاء وما يجري في البلاد:
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ
إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حياءٌ، ولا ماءٌ، ولا سِمةٌ
في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ
وقوله كذلك:
يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ
إن ضاق عنا.. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها
فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!