24 نوفمبر، 2024 11:53 ص
Search
Close this search box.

صدق مشعان الجبوري

السيد مشعان الجبوري بدأ حياته صحفيا مغمورا وطالبا يتمنى أن يحظى برضا السيد الرئيس القائد، وتقلب في المهام والأحلام حتى 2003 حين تغير كل شئ، وصار ممكنا للعراقي أن يكون مجاهدا، أو زعيما ورئيسا لحزب، فكان السيد  الجبوري واحدا من الذين إنخرطوا سريعا في العملية السياسية المغشوشة التي كنا نظنها أمريكية مزبوطة فظهر إنها تقليد صيني لصناعة بائسة.. إشتغل الجبوري ضد العملية السياسية منذ البداية، ثم عاد ليكون مع العملية السياسية، وبعد أن كان يهاجم (المليشيات الشيعية) ويصفها بالعمالة، ويظهر فعالياتها على فضائياته المتنقلة، صار واحدا من أعضائها يقاتل ضد داعش ويشتم السياسيين السنة، ويتجنب السياسيين الشيعة، مع إنه أشبع هولاء السياسيين أصناف الشتائم في بداية الألفية الثالثة.
الجبوري اليوم يهاجم السياسيين جميعا ويصفهم بالفاسدين ويلعن إلي خلفوهم، وهو صادق في ذلك فليس من سياسي إلا وقد تلطخت يداه بالمال الحرام، وصار عضوا في مافيا حزبية طائفية شاء أم أبى، وبرأيي المتواضع إن الأموال التي يتقاضاها السياسيون حرام جملة وتفصيلا، فالنائب في البرلمان يتقاضى أموالا لاتتفق ومايقدمه من عطاء سياسي وأداء في عمله المتواضع، فغالب البرلمانيين يعملون لحساب كتل سياسية بعينها ويمثلونها، ولايمثلون الشعب، والأموال التي يحصلون عليها والمنافع هي من أموال الشعب المظلوم والمقهور والمغلوب على أمره، وهكذا بالنسبة للوزراء والمدراء العامين والمفتشين والوكلاء والمستشارين وووووووووووووووووووو….
السيد مشعان الجبوري يتحدث عن حقائق يصدم بها الناس ليس لأنهم غير متأكدين من صحتها، بل لأنها تأتي من سياسي شبع تهما وشتائم منذ سنوات، وهو غير محبوب عند الشيعة، فطالما هاجمهم وشتمهم من على منابره الزورائية والرأيوية والشعبية وهي أسماء لقنواته التي تنقل فيها من شتم الشيعة، الى دعم العقيد القذافي، الى إعلان دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد. العراقيون صدموا لأنهم بدأوا يرون شهودا من داخل المجموعة السياسية يتجرأ ويذكر أسماء بعينها ويتهمها بالفساد وبالضحالة والتفاهة خاصة حين يكون هذا السياسي يعرف هولاء ومدى تفاهتم وإنحطاطهم وضعفهم في مواجهة المال الحرام والملذات الدنيوية التي لاتستحصل إلا إذا سرقت من خزينة الشعب المظلوم.
صدق السيد مشعان الجبوري فيما ذهب إليه، وقد ذكر هولاء على حقيقتهم، وعرف الناس بهم، ولكن كل ذلك لن يغير الكثير، فالشعب غير قادر على فعل شئ اليوم، وهو ينتظر فرجا من الله، فالسياسيون على حالهم لم يتغيروا ويطمحون بالمزيد ولديهم أمل في الغد أن يظفروا بمقاعد البرلمان، أما الشعب فماعليه سوى التفرج، والفرجة مش حرام، وعليه أيضا أن يدفع الثمن جراء السياسات التقشفية التي تتبعها الحكومة اليوم.. ويلي على الشعب ويلي..

أحدث المقالات

أحدث المقالات