كل عمل لا يستند إلى رؤية واضحة، ذات بعد استراتيجي، لا يحقق النتائج المرجوة منه، مهما بذلت من جهود أو إمكانات مادية أو بشرية.
العراق منذ2005 ، بذل مئات المليارات من الدولارات، دون أن نجد مشروع يمكن؛ أن يتحدث عنه المسئول، بسبب عدم وجود الرؤية، والتخطيط الاستراتيجي.
عندما نحسب تخصيصات كل محافظة، ضمن الموازنة الاستثمارية، وليس التشغيلية، ربما اقل محافظة حصلت على مالا يقل عن عشر مليار دولار.
فهل توجد مشاريع منجزة تعادل( 25%) من هذه المبلغ، بل بعض المحافظات لا توجد فيها مشاريع، بقيمة عشر ملايين وليس مليارات.
الملف الأمني الآخر، كم بذلت من الأرواح والاموال، لغرض السيطرة عليه، لكن الواقع يقول؛ أن الوضع يتراجع مع تقدم الزمن، ليصل إلى ما وصل إليه في 10/6 من العام المنصرم.
بالمقابل كانت هناك حلول تطرح، لم يتم الآخذ بها في حينها ليتضح لاحقا، إنها كانت الحل.
اللجان الشعبية، حل طرح منذ عام 2005، بأن يتولى أبناء المدن حمايتها، لم يلقى هذا الطرح في حينه؛ استجابة من المعنيين، حتى قام المحتل بتشكيل الصحوات، كلجان شعبية، باسم آخر، تمكنت من بسط الأمن، في المحافظات التي أنشئت فيها بصورة صحيحة، كالانبار، حتى امتدت لها يد الفساد، لإفشالها، لجأ البلد اليوم مضطرا، إلى الحشد الشعبي، الذي هو صورة من اللجان الشعبية.
الفدرالية كان طرح استباقي، لواقع يقول أن السياسية، لا يحكمها ثابت، لضمان حقوق الجميع، أمام التقلبات السياسية، تم طرح مشروع الأقاليم، لكن قمع هذا الطرح؛ بانعدام الرؤية والبعد الاستراتيجي، ليكون اليوم مطلب لمن عارضة؛ بعد أن أصبح داء، فالعلاج يخضع للوقت والمقدار، متى استخدام خلافهما، تحول إلى داء.
اجتثاث البعث؛ كانت الرؤية؛ أن يتم التمييز بين البعثي الصدامي، وبين من انتمى مضطرا لرزق أو لخشية أو سواها، لكن العشوائية والصفقات والمساومات، خلطت الأوراق، لتصبح هيئة اجتثاث البعث ( المساءلة والعدالة)، بورصة تم فيها إعادة المجرمين وأصحاب الأجندة، المدعومين من الإرهاب.
هكذا؛ معالجة ساحة الاعتصام، بمبادرة ( انبارنا الصامدة)، التي لم تلقى تجاوب، لاستثمار الزخم الذي حصلت عليه محليا وإقليميا ودوليا، لتنفذ بعشوائية، دفع البلد أموال مضاعفة لعشرات المرات مما تضمنته، ويفرج عن مجرمين عتاة، وتزهق أرواح .
غير ما ذكر أعلاه عشرات من الحلول التي طرحت، للمشاكل الخدمية والأمنية، لكن قصر النظر، وتسييس كل شيء في البلد، والانفراد، عطلها، لنقف بعد (12) عام من التغيير، نجد أن كل شيء في البلد يتراجع، بشكل خطير، وصل لتهديد وجودة ضمن خارطة العالم.
مطلوب أن يتعض القائمين على السلطة اليوم، وسماع صوت الحكمة والرؤية الإستراتيجية، وإلا تكرار عشوائية الأمس، والركون إلى آراء ومقترحات حزبية أو مناطقية أو طائفية، معناه استنساخ لتجربة فاشلة بكل تفاصيلها…