7 أبريل، 2024 1:49 ص
Search
Close this search box.

صدق الاعلام وخذلان الناصر

Facebook
Twitter
LinkedIn

تطور الشعوب والامم لا يأتي في يوم وليلة ولا بانتظار المعاجز لتغيير الاحوال من حال الى حال .. عندما تضع الاخطاء والمخالفات على طاولة الحقيقة وتشخص ما اعوج وفسد منها تحت مجهر الصراحة والنقد البناء يأتي التطور .
قبل ايام في خطوة جريئة بثت قناة العراقية التي يعتبرها الكثير من الناس القناة الرسمية للدولة والحكومة الاتحادية العراقية برنامج يحمل اسم ” تحقيقات خاصة ” , يضع الحقيقة امام اعين الناس والمسؤولين , كان البرنامج ومقدمه شاب اعلامي تحمل وفريق عمله المصاعب والمتاعب والمسؤولية بنصب كاميرات سرية واستطاع المحافظة على سرية صور الشخوص ومقاطع الفيديو بعدم اظهار صور من تحدث لهم . كانت جرئ من هذا الفريق الاعلامي في طرح قضية تلبس فيه الباطل بزي الحق .. قضية المساج وبعض الاماكن المزورة في تصاريحها الامنية والصحية وتبين استخدام المساج كمحلات واماكن لتجارة الجنس من جهة ولانتشار الامراض الخطيرة المعدية (الايدز) من جهة اخرة بسبب سوء استخدام الات والادوات التي تستخدم في الوشم والتجميل في امثال هذه الاماكن .
لعل توجد برامج اخرى قوية وجريئة في قنوات اخرى مهمة مثل الحرة والفرات والشرقية وبلادي وغيرها من القنوات العراقية التي تبث بين الحين والاخر الكثير من الحقائق وبرامج تطرح قضايا لا تجامل بها احد بقدر ما تريد ان تسلط الضوء على واقع مؤلم ينتظر الحل والعلاج من اصحاب القرار .
ان الاعلام الصادق هو الرقيب الرابع الذي يجب ان يسند عليه القانون والدستور العراقي في تعزيزه والمحافظة عليه وتقويته وخاصتا عندما يكون هذا الاعلام صادق مع نفسه وجنسه ؟ .. في تقرير اخباري نشرت قناة الفرات الفضائية قضية هيئة مجلس شبكة الاعلام العراقية وما شابهه من لغط و شبهة فساد اداري في اختيار اعضاء الهيئة , صدق الاعلام يتجلى للمتلقي عندما نشاهد قناة فضائية اخرى (الحرة –عراق) تتبع مصداقية الخبر والوقوف على ملابسات الشك والريبة حتى تستطيع الوصول الى حقيقة ما بثته الفرات من خلال استضافة الحرة الى بعض الاشخاص المرشحين الى هيئة الشبكة الاعلامية واكاديمي ومتخصص بالأعلام الا ان ارادة شر الفساد هي من ابعدته من المنصب وبذلك وصلت الحقيقة الى المواطن العراقي .. لكن وصول الحقيقة وصدق المعلومة لا يكفي !؟
صدق الاعلام بات يتحسسه المواطن العراق ويلمسه من تلك القنوات وميزه عن قنوات طالما بثت سموم التفرقة والشحن الطائفي حتى وصل الحال ان يمارس المواطن اظهار الحقيقة ويشارك الاعلام الصادق .. في خبر اخر ايضا, بثته قناة الفرات في تعرض كادرها في احد محافظات الجنوب من قبل عناصر الشرطة لمضايقات ومنعهم من التصوير ,الامر الذي نفته الداخلية في تلك المحافظة ,ظهر كذب وادعاء ضابط الشرطة من خلال تصوير فديو لبعض المواطنين ساهم وشارك قناة الفرات في طرح الحقيقة .
يا حبذا تكرر مثل هذه التحقيقات وتتبع قضايا الفساد على مستوى الوزارات واستخدام اسلوب التخفي والتنكر لكشف المفسدين في الدولة ليقع في شباك هولاء الصادقين في اعلامهم حيتان الفساد قبل صغارهم .. لكن واه من كلمة لكن !
صدق الاعلام لا يكفي في بناء دولة وتقدم حضارة البلد اذا لم يكن ناصر لهذه الحقيقة الصادقة المنتشرة بالصوت والصورة لأن خذلان الناصر هو شريك الفاسد في انتشار الرذيلة والخطيئة .
كلام قبل الخاتمة .. الى من عليهم سوف تكون النار الحاطمة ,
اذا لم يشارك المدعي العام من السلطة القضائية ويتعاون رئيس الحكومة في السلطة التنفيذية في نصرة الحقيقة والاعلام الصادق الان.. سوف يحترقون يوما ما في مزبلة التاريخ ولو بعد حين.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب