19 ديسمبر، 2024 6:32 م

يعتبر العراق البلد الحضاري لما يوجد فيه من أماكن تراثية ومعالم مقدسة ، وبلد اقتصادي لما فيه من أنواع المنتوجات النفطية ، وغيرها الكثير من المعالم السياحية ، ومن بين كل ذلك جعل الله فيه نهرين ينبعان من شماله إلى جنوبه ، وكل هذه الأمور وغيرها من الخيرات لكن نرى فيه الويلات ، ونرى التأخر فيه وعدم التطور ، أسوة بالبلدان الأخرى المجاورة وغير المجاورة التي هي أقل منه نتاج واقتصاد ، الجميع يدعي أن النظام البائد هو من سيطر على كل موارد هذا البلد ، وحتكرها لنفسه ومصالحه الخاصة ، وبقي الشعب يتلظى جوعا ، وانعدام الخدمات بجميع جوانبها الحيوية ، حتى جاء العام الذي من الممكن أن يرتقي أبناء البلد ببلدهم إلى حالة أفضل مما كانت عليه ، وهو عام ٢٠٠٣ هذا العام الذي تم القضاء على حكم دكتاتوري متسلط على الرقاب ، إلى حكم ديمقراطي انتخابي ، الشعب يختار من يمثله باختياره ودون ضغوطات حكومية أو إقليمية ، أصبح الإنسان العراقي يعتلي صوته في كل مكان ، وله حرية المطالبه بكامل حقوقه ، وله حرية الرفض والقبول ولا يوجد من يتحكم عليه بالأجبار ، لكن ياللاسف تغيرت النفوس البشريه ، كنا لانستطيع أن نقيم أبسط الأشياء وهي شعائرنا ومعتقداتنا العقائدية ، والفكرية ، والاجتماعية ، لأننا مراقبين ، بل نحاسب عليها ، أما اليوم نقيم بحرية كامله ولا من مانع يمنع ، أصبحنا نحكم أنفسنا بأنفسنا ، ونعمل بحرية كامله ، لكن فقدنا الكثير والكثير من الأمور التي هي واجبه علينا أمثال ، تطبيق القانون الشرعي ، والقانون الوضعي ، وتحمل مسؤولية تطبيق النظام الصحيح في كل المرافق الحياتية تجاهلنا القانون ، و تجاهلنا القانون الشرعي حيث أصبحنا نتجاوز على الحق العام ، نعمل في أماكن لايصح العمل فيها أمثال التجاوز على الشوارع العامة ، من ناحية النظافه ، ورمي القمامة فيها ، الدوائر الحكومية والخاصة عملنا فيها بدون وعي ولأنراعي القوانين والأنظمة فيها ، إذا كان هذا من المواطن العادي ، فما بالك بالمسؤول وهل تصدق أو لاتصدق ، أصبح بعض المسؤولين هم من يتجاوز على الحق العام ، باستغلال منصبه الحكومي ، بحجج واهية من وضع الكونكريت في أماكن لاحاجة لنا فيها باعتبار خطة أمنية للحفاظ على تلك الدائرة ، لكن لي فيه مأرب أخرى ، وهل تصدق أن بعض الشوارع تحولت إلى ساحات لوقوف السيارات من قبل المسؤول ، وهل تصدق أن شرطي المرور يحاسب العجلات الواقفه في باب البيوت المجاورة بحجة واهية لغرض دخولها في الشارع عفوا في ساحة وقوف السيارات ، وغيرها من الإجراءات ، ياترى أين الخلل في المواطن أم في المسؤول ، أم في الإثنين معا ، لكن صدق أو لاتصدق ، لايغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات