23 ديسمبر، 2024 7:58 ص

صدقت يا هيكل”نعيش العصر الامريكي”..!

صدقت يا هيكل”نعيش العصر الامريكي”..!

كم كان الصحفي المصري الكبير المرحوم محمد حسنين هيكل صادقًا وصائبًا عندما قال منذ سنوات”اننا نعيش العصر الامريكي”. فنحن فعلاً نعيش في عصر الهيمنة والغطرسة والصلافة الامريكية.

فمنذ وصول الأحمق والجاهل في أبجدية السياسة دونالد ترمب سدة الحكم، والعالم يتخبط ولا يفعل شيئًا في مواجهة القرارات والمشاريع والفيتوات الامريكية، فامريكا هي صاحبة القول الفصل، وترامب غير مبال ما يقوله عنه ساسة العالم، وغير مهتم بردود الفعل الدولية ، ولا سيما الدول الاوروبية.

ولا يختلف عاقلان أن زيارة العنصري”مايك بنيس”، نائب الرئيس الامريكي للمنطقة، تأتي في سياق المخطط الامريكي الامبريالي الاستعماري الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وتمثل امعانًا في سياسة الانحياز الامريكي للاحتلال وممارساته العنصرية، وخطابه في الكنيست الاسرائيلي أكد بشكل واضح وصريح السياسة العدوانية المعادية للعرب ولحق شعبنا الفلسطيني التاريخي العادل في الارض والوطن المستقل وعودة اللاجئين.

ولعل أول ثمار زيارة بنيس هو قرار الكنيست بالقراءة الاولى الذي يمنح صلاحيات كاملة للكبينيت شن حرب أو القيام بعمل عسكري كبير قد يؤدي الى حرب.

والمخجل هو الموقف العربي الرسمي المخزي والمؤسف من سياسة امريكا ازاء شعبنا الفلسطيني ، وخاصة الدول المؤثرة في المنطقة، وكنا نأمل أن يكون الموقف الرسمي العربي أكثر صلابة وحزماً ووضوحًا ومصداقية في رفض السياسة الامريكية، وكان المطلوب عدم استقبال بنيس في مصر والأردن.

والواقع أنه لا يمكن التعويل والاعتماد على الحكام والأنظمة السياسية العربية الذليلة، وانما نعول ونعتمدعلى الشعوب العربية وقواها التحررية والديمقراطية والتقدمية، التي يجب أن يكون دورها أكثر فاعلية، رغم التراجع والانحسار في قوتها ونشاطها ونضالها النوعي المقاوم.

ويجدر بشعبنا الفلسطيني وقيادته فعله أولًا وقبل كل شيء هو لملمة الصفوف وتجميع القوى الفصائلية الفلسطينية، وتغليب العام على المصالح الحزبية والذاتية، وتعميق اللحمة الوطنية، وترسيخ الوحدة الميدانية الفلسطينية، وتصليب الموقف الوطني الجذري، وتنفيذ استحقاقات المصالحة الوطنية التي لم تترجم للاسف على أرض الحقيقة والواقع حتى هذه اللحظات، وكذلك فالرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالب أن يصارح شعبه بحقيقة الأشياء، بكل صدق وشفافية ووضوح ومكاشفة نقدية صريحة أن اوسلو قد انتهى، وان أبواب ونوافذ وطرق الحل السلمي الدبلوماسي موصدة، وأن اسرائيل قضت على كل أمل في اي حلول سلمية تسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة، فضلًا عن عدم قبول أي دور امريكي راع للسلام، وانما تحت رعاية دولية مهمتها تنفيذ قرارت الشرعية الدولية، ومن خلال مؤتمر دولي، وأن تكون رعاية العملية السياسية عبر رعاية جماعية بشكل مختلف ومغاير عن تلك الرعاية التي انفردت بها الولايات المتحدة، وهو أحد أسباب اخفاق العملية السياسية السلمية، وفشل المفاوضات التي لم تحقق شيئاً، وانما استفحل خلالها الغول الاستيطاني.