لأول مرة اشعر بصدق حديث دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي، في اخر مقابلة له مع القناة الفرنسية المتحدثة باللغة العربية، (فرانس ٢٤).
وذلك حين قال عن السيد مقتدى الصدر:
انه لا يعرف أصول العملية السياسية، والدستور لا يعنيه شيء، وهو حديث السياسة ولا يعرف شيئا عنها، وأكد انه لا يستحق الحديث عنه.
ففرحت كثيراً لأنني وجدت من هو أجرأ من الجميع ليواجه السيد مقتدى الصدر بحقيقته.
فقد صدقت يا حاج نوري، وانا وان كنت جنديا خادما عنده، ولكن هذه المرة أشاطرك الرأي:
فان مقتدى الصدر حديث العهد على عالم سياستكم القذر، المليء بالكذب والخداع والنفاق والدجل، والضحك على الشعوب وتقبيل أيادي الاخرين من اجل كراسيكم الخاوية، كراسي القبائل والعوائل، وما ان لمس حقيقة هذا العالم واجهكم بقوة كما فعل من قبل عمه وأبوه.
نعم حاج نوري:
ان مقتدى الصدر لا يعني له الدستور شيئا كما قلت، لانه دستور يحفظ وجوه الظالمين وينال من المستضعفين وأعاد وسلط البعثيين على رقاب المؤمنين، وساوى بين الضحية والجلاد، دستور يتحكم به اصحاب المافيات والمقاولات والأنساب والإصهار حسبما يرونه يصب ويخدم مصالحهم، ويقصي معارضيهم.
احسنت حاج نوري حينما بينت:
ان مقتدى الصدر لا يفهم قضية الدستور، وهذه نقطة جوهرية، فدستوركم حمى الاحتلال وصفق له ورمى عليه الزهور، وشوّه بفعلته تلك صورة الاسلام والمذهب العظيم، ومقتدى الصدر بحداثته السياسية خالف دستوركم الأسود بسواد أعمالكم وقلوبكم وارواحكم، فقاتل الاحتلال وقاومه، ووقف بوجه الإرهاب واذلّه، فأعاد للمذهب هيبته وسمعته ورفعته، بعد ان تلطخت قبل ذلك بالحضيض.
صدقت حاج نوري، فيما أشرت:
فمقتدى الصدر لا يستحق الحديث عنه، لان أمثالك من الطغاة الراكعين الخاضعين الخانعين الفاشلين يتلعثمون حين يأتي ذكر اسمه أمامكم، ولأنك تدرك جيدا ان أمثاله فقط من الصادقين وحدهم من يمتلكون القدرة على مواجهة الجبابرة والدكتاتوريين وإسقاطهم، فطلبت تغيير الموضوع وعدم الرد خوفا وارتباكا من هذا الاسم المرعب لك.
وأخيرا أقول لك يا حاج نوري:
ان أطفالنا وربات بيوتنا فضلا عن مثقفينا ومجاهدينا فهموا اللعبة جيدا، فانت ما ان تقع في مأزق او احد المقربين منك ومن قائمتك، حتى تحاول تغيير بوصلة النقد والأشكال ضدك وضد حزبك الحاكم، وهذه البوصلة لا يمكن تغيير موشرها الا من خلال اسم كبير له صداه الواسع، ولانك وغيرك يعرف اكثر من غيره ان الشخصية الوحيدة التي تمتلك هذه الكاريزما هو السيد مقتدى الصدر، لذا عمدت بالأمس بعد حادثة الطائرة اللبنانية سيئة الصيت التي كان بطلها نجل وزير النقل المقرب من نجلك المبجل الى لفت الأنظار الى موضوع اخر، وهي عادة وطريقة أصبحت قديمة ومكشوفة.
شكرًا لك حاج نوري، لأنك عرفتنا الحق كي نتبعه، وإريتنا الباطل كي نتناهى عنه.