12 أبريل، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

صدر الدين القبنجي وأخوه أحمد والثقافة وحقوق المرأة وجنيفر لورانس

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشعب الحي هو الشعب الذي ينجب المفكر والفيلسوف ورجل الدين والفقيه والرياضي والعالم والسياسي والقانوني والاحمق والمجرم والمنافق والقاتل والسارق والمغتصب…الخ  وهذا حال اغلب شعوب المعمورة ومن ضمنها الشعب الامريكي,  اما الشعب الذي ينجب نوعا واحدا او انواعا مختلفة من المجرمين فقط  كالسراق والقتلة والارهابيين والمنافقين والدجالين والانتهازيين والوصوليين والطغاة والمستبدين والبغاة والمغتصبين فهذا شعب ميت او يحتضر وهذا ,أقولها بمرارة وكل أسف, هو حال الشعب العراقي في الثلاث عقود الاخيرة.
 وعندما يستطيع شعب تشخيص وتقدير مهارات وملكات شبابه المبدعين في سن مبكرة وتاليا يكرمهم بغض النظر عن اجناسهم والوانهم واديانهم واعراقهم فهذه دلالة على حيوية ذلك الشعب, اما الشعب الذي يزج ابناءه الذين نبغوا ,ولو بسن متاخرة, في السجن فتلك دلالة واضحة على رجعيته من خلال تقديسه للتاريخ (الماضي من الاحداث) خوفا من الخوض بكل ماهو جديد ومختلف.
 فممثلة عشرينية (اقصد بالعشرينية انها في مقتبل العشرينيات من عمرها) بجمال وصراحة وبلاغة وثقة وعفوية وطرافة جنيفر لوارنس (الفائزة بجائزة الاوسكار) لابد ان يعزو المشاهد كل صفاتها هذه الى البيئة الصحية التي نشات فيها والقوانين المدنية التي حمتها والثقافة الراقية والمتسامحة  للذين قاموا على تربيتها.
  ففي الوقت الذي يفخر الشعب الامريكي بشاباته من امثال جنيفر ويحتفي بهن ويكرمهن امام مراى ومسمع مئات الملايين من الناس, تقتل امثالهن في  العراق بجريرة غسل العار في قرى نائية, لايعرف عن موتهن الا شيوخ قبائل متبجحين باستعادة شرف العشيرة المباح ورجال دين مغمورين باركوا قتلهن حفاظا على مكاسبهم الدنيوية. اما في المدن الكبيرة مثل البصرة وبغداد فقد اعتاد الناس ان يروا جثثهن مرمية قرب مكبات النفايات, وغالبا ماتسجل هكذا جرائم ضد مجهول او “تمسح بلحية الارهاب” في افضل الاحوال.
كثير منا ,نحن شيعة العراق, عندما نريد ان نسوق مثلا  للمواطن العراقي السيء نذكر اب من الكوت قتل ابنه الهارب من االخدمة العسكرية اثناء الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن المنصرم وكرمته السلطة على اثرها. لابد ان يكون الابن هرب من الخدمة تعبيرا عن رفضه للموت من اجل الحفاظ على عرش صدام حسين في حربه مع ايران او انه لم يرد ان يمت في حرب كان يمكن تجنبها.
ابشر اخواني الشيعة ان لدينا الآن مثل جديد اسوأ ممن قتل ابنه يتجسد هذا المثل بتآمر رجل الدين المبجل وخطيب جمعة النجف والقائد في احد اكبر احزاب العراق واكثرها نفوذا (المجلس الاسىلامي الاعلى) صدر الدين القبنجي, تآمره مع الايرانيين (ليس العراقيين) على الاطاحة باخيه احمد القبنجي الذي اهتزت أركان المؤسسة الدينية الولاية فقيهية في النجف وقم من سطوة افكاره, تلك الافكار التي برغم بساطتها نجحت في زرع الشك في عقول اتباعها (اي اتباع الحوزة) حول ادعائها باحتكار الحقيقة المطلقة , رغم ان الرجل لم يعد اختراع العجلة ولم يات بجديد انما اعاد افكارا وطروحات لمفكرين وفلاسفة مسلمين اعلنوها قبل اكثر من الف عام, اعاد الرجل صياغتها بجدليات فقيرة ومشوشة لاترتقي لمستوى جدليات الآباء من امثال الحسن البصري او الجنيد او الحلاج او ابن عربي او الفارابي او ابن سينا …الخ  ومع هذا فالمؤسسة الشيعية تشعر ان ماقاله او كتبه احمد القبنجي كافي لاخفاءه في زنازين سجون حراس ثورة ولاية الفقيه الايرانية.
في احدى خطبه الاخيرة في النجف تحدث صدر الدين القبنجي تقريبا عن كل شيء وعرج حتى على تحريم الرقص والفنون في احتفالات بغداد المزمع اقامتها بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية ( عاصمة الثقافة ونتآمر مع ايران كي تختطف وتسجن مثقفينا) لكن لسانه قصر وخذلته شجاعته في المطالبة باطلاق سراح اخيه المختطف والمسجون ظلما في دولة الولي الفقيه.
لنحمل صدر الدين القبنجي على محمل حسن ونقول لم يثبت بالدليل انه تآمر على اخيه لكن اليست المطالبة باطلاق سراح اخيه اوجب من تحريم الرقص في مهرجان بغداد الثقافي؟ خصوصا وان عدد لاباس به من المثقفين العراقيين ,الذين لايمتون لاحمد القبنجي بصلة رحم, يتظاهرون امام السفارات والملحقيات والقنصليات الايرانية مطالبين باطلاق سراح أحمد القبنجي منذ ان اشيع خبر اعتقاله.
 يشاع ان صدر الدين القبنجي وبقية افراد عائلة أحمد القبنجي تبرأوا منه ومن افكاره والتبرؤ من شخص ما بثقافتنا يعني اباحة دمه, فالقبنجي اباح دم اخيه لانه خرج على افكار الحوزة المتحجرة, فلو ان جنيفر لورانس كانت عراقية لافتى القبنجي بقتلها لانها جميلة وغير محتشمه ولاتخجل من مصافحة و تقبيل الرجال وتثير غزائز المسلمين من خلال التمثيل والرقص والاستمتاع بالموسيقى؟ هذه الفنون لايعتبرها القبنجي جزء من الثقافة.
الثقافة عند صدر الدين هي تلك التي تجسد مظلومية الشيعة والاعتراف بالامامة واحقية علي (ع) بالخلافة بعد الرسول وتجريم معاوية وابنه يزيد ومن تلاهم من الامويين والعباسيين ووجوب زيارة اضرحة الائمة والصالحين وتجريم من لايجرم الخلفاء الراشدين ووجوب دفع الخمس للمؤسسة الدينية الشيعية حتى لو كان الشيعي يدفع اكثر من خمس راتبه كضريبة للدولة.
اخواني اخواتي الكرام مثلما كان البعث والتطرف القومي العربي سبب اضطهادنا  وانتكاساتنا وحروبنا الفاشلة فان القبنجي والضاري وعمار الحكيم ومقتدى الصدر ومحمد اليعقوبي وعبد الله الجنابي وعدنان الدليمي وامثالهم سبب فرقتنا وطائفيتنا وتخلفنا, لذا لايجب ان نستجير من الرمضاء بالنار, فالاسلاميون ليسوا البديل الامثل للديكتاتوريين القوميين العرب فهل يجب ان يمر الطريق الى العدالة والحرية  من خلال معسكرات التطرف الاسلامي ؟ اذا كان الجواب نعم فكم من الزمن نحتاج كي نعبر مرحلة ديكتاتورية وكلاء الله على الارض؟ هذا اذا استطعنا عبورها
[email protected]
ملاحظة:
كي تتضح لديك الصورة عما اكتب تستطيع/تستطيعين البحث بالللغة الانكليزية  في اليوتوب عن جنيفر لورانس, يكتب اسمها باللغة الانكليزية كالآتي:
   )Jennifer Lawrence( 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب