23 ديسمبر، 2024 9:53 م

كأني أشاهد هذه الأيام إعادة طبق الأصل لممارسات صدام خصوصا في أيامه الأخيرة وقبيل الحروب العبثية التي دفع بها العراق الى منزلقات خطيرة وجعله يتراجع الى قاع الدول وأصبح بفضله من أولائل الدول الأكثر فشلا في العالم ؛ اليوم وللأسف الشديد لم نشهد تغييرا حقيقيا لمجريات الأوضاع داخل العراق بسبب تسلق الكثير من سياسيي الصدفة الذين ساروا به على خطى صدام وحروبه وممارساته الدموية ؛ يبدو أن العراقيين قد كتب عليهم العذاب ولاأعرف متى يحل يوم الراحة الذي طال إنتظاره كثيرا ولابارقة أمل تلوح في الأفق ممكن أن تسهم في بناء نوع من الإستقرار لهذا الشعب الذي أنهكه ساسته ويوم بعد آخر يجروه الى محرقة جديدة ؛ اليوم أشاهد الإستعدادات الحربية التي تقوم بها الحكومة الحالية ولم أر إختلافا للإستعدادات التي يستعد لها صدام عندما يريد القيام بحرب ما ؛ دعونا نشاهد هذه المشاهد فهل تختلف عن مشاهد إجراءات صدام ؟
بزات عسكرية يرتيدها كبار الساسة في البلد إنتشار واسع لكلمة المؤامرة والخيانة
هوسات ودبكات وطبول الحرب تقرع من جديد
إقالة ضباط وإحالتهم الى القضاء
المطالبة بإقالة رأس الهرم الحاكم في البلاد
مظاهرات مؤيدة للحكم وللرئيس تملأ الشوارع
تعرض طائفة الى التهميش والإقصاء وعدم الإنصاف من قبل الدولة
تحذيرات دولية من خطورة الوضع في العراق
روسيا تعلن عن دعمها لنظام الحكم في العراق
بعض الدول ترفض التدخل الأمريكي في العراق
أخبار عن تقدم الخصم على الأرض وسيطرته على بعض المناطق
إتهام بعض الاطراف بالعمالة مع الخصم وتسهيل دخوله
شعب مع الحرب وشعب ضد الحرب
سفارات تعلن تأييدها للوضع الحالي في العراق وأخرى رافضة
أسلحة ومعدات حربية تتعرض للحرق والإتلاف
لايوجد موطئ قدم لأعداء العراق يصرح قادته
أنباء عن هروب بعض الشخصيات العراقية الى خارج العراق
إرتفاع الأسعار وإقبال شديد من المواطنين على التبضع وخزن الغذاء للتغلب على ماتفرزه المعركة
شحة وقود وإنقطاع للكهرباء
ملاحقة التجار ووضعهم على لائحة الأعداء وراح البعض يطالب باعدام التجار وتقديمهم الى القضاء
تلك المشاهد تذكرنا بصدام وأشعر انه يدير المعركة الآن و ان العراق الحالي لم يكن هو العراق الجديد بل يوما بعد آخر ينحرف عن المسار الجديد ويتجه الى مساره القديم العاشق للدم والحرب وصور المعركة .

*[email protected]