في مطلع عام 1992 عقد صدام حسين الامين العام لحزب البعث مؤتمرا تنظميا دعي اليه قيادات التنظيمات المهنية والعسكرية واعضاء القيادة القطرية واعضاء التنظيمات الفرعية ..
انعقد المؤتمر في مبنى اتحاد النقابات الكائن في شارع الخيام بالباب الشرقي واستمر يومين وكانت العناوين الرئيسية للمؤتمر :
+ لماذا خذلنا العرب في المنازلة الكبرى وماهي النتائج ؟
+ الموجة الاسلامية وكيف يمكن الاستفادة منها ؟
بالاضافة الى قضايا اخرى ومنها ( صفحة الغدر والخيانة ) العبرة والنتائج ..( المقصود الانتفاضة الشعبية )
وبحسب الاوراق التي حصلت عليها وكانت بحوزة قيادي بعثي كبير تم اعتقاله من قبل مجموعة مسلحة على الطريق السريع بين الناصرية والبصرة حيث كان عائدا من المؤتمر .. , يبدو ان موضوع ركوب الموجة الاسلامية كان الاكثر اهتماما من قبل صدام حسين , اذ وضع له الخطوط العريضة والاليات التي سيتم العمل بها لاحقا .
من الاقوال التي دونها صاحبنا المسؤول البعثي في محضر الاجتماع والتي تعد توصيات ملزمة ( هنا اقتبس مما ورد من اقوال صدام حسين ) :
– عملنا طيلة عقود من اجل تاسيس قواعد لنا في الاقطار العربية ولكن كل هذه الجهود ذهبت هباءا بدليل ما تعرضنا له من مؤامرة في الكويت
– علينا استيعاب الموجة الاسلامية قبل ان يسبقنا الاخرين .. انتصار المقاتلين في افغانستان وانضمام الالاف من الشباب العربي اليهم ينبغي ان يكون عبرة ودرسا لنا .
– علينا ان نركز على رموزنا الاسلامية والوطنية من الان فصاعدا ..
– لابد من استيعاب الجماعات والشباب المقاتلين العائدين من مناطق القتال , ويجب ان نسبق الاخرين .
– نحتاج الى حملة ايمانية تمنح الحزب طابعا وبعدا اسلاميا ونستوعب الساحة العراقية والعربية من البوابة الاسلامية .
– مهم جدا التحرك على المراقد الدينية واعطائها الاولوية ويجب ان يكون لنا دور ونفوذ في المدارس والحوزات والمعاهد الدينية .
= عمليا .. نجح تنظيم حزب البعث في تنفيذ التوجيهات الصادرة عن المؤتمر ,وخلال سنوات القليلة التالية جرى تفعيل ما سمي بالحملة الايمانية وشملت مختلف الطوائف .ومن بين الخطوات التي تم انجازها :
_ السماح بعودة تنظيم التوحيد : وهو جماعة سلفية تظم نخبة من المقاتلين العراقيين الذين حاربوا الى جانب تنظيم القاعدة في افغانستان .
يقول وفيق السامرائي ( مقال في جريدة القبس الكويت ) : ان صدام حسين عقد اتفاقا مع هذا التنظيم بان يعملوا في جميع انحاء العراق باستثناء محافظة صلاح الدين . وينقل السامرائي عن صدام بانه قال لهم ( لا تعملوا في تكريت ما نريد تخربون ويلادنه ) .
= يؤكد الملازم اول محمد الدوري ( اجريت معه مقابلة لعدة ساعات في اهوار جنوب العراق ) يقول : بعد عودتنا من افغانستان فوجئت بان وزارة الدفاع اعادت تنسيبي الى الجيش وبدون اي تحقيق او حتى محاسبة رغم انني تركت الجيش وتركت العراق منذ عام 1986 .
= تشكلت لجنة مركزية من رجال الدين في وزارة الاوقاف برئاسة عبد اللطيف هميم وكان مقرها بجوار جمعية المحاربين في الباب المعظم وسط العاصمة بغداد , وتولت هذه اللجنة الاشراف على برامج ( الحملة الايمانية ) عبر اختراق ومن ثم السيطرة على مدارس ومعاهد وحوزات دينية عبر زج ( 7000) شخص في تلك الحوزات والمدارس , بعد ان تمت تزكيتهم من قبل تنظيمات حزب البعث ( المصدر : تقرير لاستخبارات الاتحاد الوطني الكردستاني في اذار عام 1993 ) .
وبحسب معلومات اخرى مفصلة ,ثمة قناعة راسخة ان نظام صدام حسين ضالع في علاقات عميقة مع العديد من التنظيمات ذات الطابع الديني ومنها تنظيم القاعدة وجماعة التوحيد والجهاد بالاضافة الى علاقات عميقة كان يديرها عزت ابراهيم الدوري مع جماعات دينية ومنها الصوفية ,وعمل على تسييسها ومن ثم تطويعها لخدمة النظام ومن بينها جماعة عبد الكريم الكسنزاني والجماعة الرفاعية .
ملاحظة : في تقديري ان نظام صدام كانت لديه معلومات دقيقة جدا بان دولا عربية مثل قطر ولاسعودية كانت تستعد لاحتواء الكيانات والرموز الاسلامية بهدف استيعابها واستخدامها وتوظيفها امنيا وسياسيا ودعائيا .
* بداية السقوط
: في 26 فبراير شباط عام 1993 وقع انفجار في مرآب البرج الشمالي من مركز التجارة في نيويورك وحينها جرى اتهام شخص يدعى رمزي .!!
+ في 28 فبراير بثت اذاعة وتلفزيون بغداد بيانا لجهاز المخابرات العراقي ورد فيه (( ان العراق مستعد للتعاون مع الاجهزة الامنية الاميركية في تعقب وملاحقة مرتكبي جريمة استهداف برج التجارة.. وان لدى جهاز المخابرات المعلومات كافية عن المدعو رمزي .. ) !!!
هذا النص , تحول فيما بعد الى وثيقة اتهام ضد نظام صدام بان له صلة مع التنظيمات الارهابية بما فيها تنظيم القاعدة, المسؤول عن الهجوم الثاني والمسمى ب هجمات 11 سبتمبر .
في قناعتي الشخصية : نعم نظام صدام حسين وقع في شر افعالة وبالفعل كان على صلة بتنظيم القاعدة ولا استبعد ان هجمات سبتمبر وايضا الهجوم السابق في عام 1993 كان للنظام صلة وربما تمويل او حتى تسهيل بطريقة او باخرى .