اختلفت الاراء اليوم حول منشا الطائفية في الاسلام وكيف بدات ومن الذي نفذها على الارض فوصلت الاراء الى طريق مسدود غير ذي منفذ ,وعند مراجعتنا للتاريخ الحقيقي غير المزيف وجدنا ان اول من انشا الطائفية هو معاوية بن ابي سفيان وعمل عليها فعزل محبي اهل البيت وزجهم في السجون لانهم لم يوافقوا على ولايته للامر والسبب هو طرده من قبل النبي صلى الله عليه واله وسلم هو وابيه وعشيرته حيث قال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء والطلقاء بمعنى الخارجين عن القانون اي المجرمين ,وبعد معاوية تبعه كل امراء بني امية وبني العباس وحتى في الدولة العراقية الحديثة التي بدات عام 1921 حيث اعتمدت مناصب الدولة ومراكزها الهامة على طائفة معاوية فقط واستمر الحال وهذا تاريخ موثق الى حتى عام 1958 حيث خفت الوضعية وجرى السير بصورة قريبة الى الصحة منها الى الخطا ولكن بحلول عام 1963 وتولي عبد السلام عارف زمام الامور مع شلة البعث حينها تم الاخذ بعين الاعتبار معنى الانتماء الى الطائفة في التعيين وخاصة المناصب الحساسة الهامة في الدولة وتعزز هذا الامر في زمن ولاية احمد حسن البكر حين اعلن صراحة الغاء المجالس الحسينية في عاشوراء ومنع الشيعة من السير على الاقدام في زيارة الاربعين عام 1977 وضربهم بالرصاص وقتل عدد كبير منهم في مجزرة خان النص المشهورة ولكن كل هذا ليس له تاثير واسى حتى حكم الطاغية صدام حسين عام 1979الذي امر بملاحقة قادة الشيعة وزجهم في السجون واعدامهم بلا تردد وحادثة السيد محمد باقر الصدر واخته شاهد عيان واضح على عدوانيته الوقحة ,الذي يهمني هنا هو توزيع درجات الدولة بحسب الطائفة وليس المهارة والكفاءة وبالاخص في مراكز الدولة العليا فهو اي صدام يعترف بعجز اصحابه من طائفته على ادارة هذه المراكز ويقول انهم لايصلحون لرعي زوج من الغنم والنعاج على ان يديروا دولة بحالها ولكنه يستدرك ويقول لكنهم اكثر طاعة من غيرهم ولايناقشون حتى الخطا من التصرفات ,فكانت مناصب الجيش لايسمح للشيعي ان يصبح برتبة اكثر من عميد اداري ولايستلم ادارة بل موظف ضمن الدائرة العسكرية وبامرة من هو اقل منه رتبة ,وفي كليات الجيش والشرطة لايسمح لهم سوى خمسة بالمئة من عدد المتقدمين والباقي للمسيح وللسنة من اتباعه هو ,وفي سلك الشرطة القضية تختلف فاعلى رتبة هي عقيد ثم يحال على التقاعد واخر ايام صدام لم يكن من بين 534 مدير عام في الدولة اي مدير شيعي فالكل من طائفته ومن المطبلين له ,ايضا عانى الطلبة المتقدمين للدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه من المضايقة بالسؤال عن لقبهم فاذا ظهر لقبهم شيعي تاخرت معاملته والغيت في اغلبها وان كان سنيا قبل بغض النظر عن بعض الشروط ,وبهذه التصرفات غير المقبولة من نظام البعث الفاشي تم زرع الفرقة الطائفية واستمر الحال ووصل حتى الى بعض المسؤولين الصغار الذين حاكوا صدام في نظرته فاعتمدوا الطائفة كمقياس للقبول ,وبزرع هذه المسالة تم تمييز مواطن على اخر وضاعت حقوق الناس ,واضيف انه في احد اللقاءات التلفزيونية ظهر صدام علنا وقال كل من يتبع معاوية سني وكل من يتبع علي شيعي , والني صلى الله عليه واله يقول علي مع الحق والحق مع علي, فكيف يحارب علي ومن الذي يحاربه ,اذن بهذه المقاييس تمت قيادة الدولة العراقية في الوقت الحاضر لذلك بقيت هذه الثقافة سائدة لغاية الان عند البعض وبالاخص عند الطائفيين الذين لايرضخون للحق الاجتماعي ولايمكن لهم ان يعترفوا ان الاغلبية في العراق هي شيعية وعليهم التعاون معهم لحكم العراق بل يريدون ان يبقوا هم الحاكمين والاخرين توابع .
اذن العملية تاريخيا متواصلة ولكن الذي عمقها ومشى عليها اكثر من غيره هو صدام حسين لعنه الله وجوقته من المستهترين بحق الناس والوطن ,لمن يريد زيادة المعلومات عليه الرجوع الى كتاب انا وصدام حسين لغانم عبد الجليل القيادي في حزب البعث والذي تم اعدامه من قبل صدام عام 1979هذا اضافة الى الخطابات الكثيرة التي القاها رئيس النظام السابق اثناء الحرب العراقية الايرانية وكيف اعتبر صدام الشيعة باغلبهم خونة وبحاجة الى مراقبة ومتابعة .
هكذا اذن سارت الامور وهكذا تمت عملية تمزيق الصف الوطني العراقي بمعاونة الموساد الاسرائيلي والمخابر ات الامريكية ,فهل يخفى بعد هذا شيء وهل يستمر الوضع بطائفيته هكذا ام ننسى كل شيء ونتحد ونعمل كاخوة متحابين برغم الجراح والالام .