(احتراما لعقل البحث اهملت القصص التي دارت في تسعينات القرن الماضي حول نسب صدام لهذه القبيلة او تلك بجنوب العراق، كما اهملت قرار نقابة الاشراف بشان نسب صدام تثبيتا ونفيا لاعتقادي انه قرار سياسي من قبل ومن بعد)
………………………….

لم يلح حاكم على نسبه القومي للعرب كما فعل ، اطلق مارد الانساب من قمقمه واشعل حريقا في العراق جاء على العروق غير العربية،عانى الملايين بسبب قصة الانساب،اجبر السكان على وضع مشجرات بانسابهم،مئات الالاف من البشر اضطهدوا او عذبوا او هجروا او قتلوا بسبب  جنون الصفاء العرقي الذي حركه،سؤالي،هل صدام من اصل عربي؟

هناك روايتان في العالم العربي عن اصل الحاكم،رواية الحاكم واتباعه التي تقول انه من نسل اهل البيت، ورواية اعداءه التي تقول انه من اصل يهودي، بحث صدام من انصاره واعداءه ولم يحصل ان بحث من طرف محايد فوق الميول ومنزه عن الاغراض.
يقتضي هذا البحث ذكر معلومة شخصية كما يلزم استطرادين حول عدد السادة او الاشراف في العالم وحول من هم ال لر.
حتى لاتكون النوازع الشخصية سببا خفيا يوجه الكاتب لابد ان نطلع القاريء ولو على مضض بان كاتب هذه السطور تعرض شخصيا للاذى الجسدي والنفسي على يد احد ابناء خير الله طلفاح ( خال الشخصية المبحوثة) ولانريد الزيادة على هذا القول.
تعني كلمة الشريف في العصر الحديث الشخص المنحدر من نسل صهر النبي وابنته علي وفاطمة وتحديدا من ابناء الحسن والحسين وقد سافرت هذه الكلمة الى اللغة الانكليزية الاميركية فصارت تطلق على سيد المنطقة الذي يقوم باعمال الشرطية تقابلها في العراق كلمة ( السادة) وربما استخدمت الكلمتين عربيا معا فيقال السادة الاشراف، تحت هذا العنوان توجد ملايين من الناس ولاتوجد جهة رسمية تنظم هذا النسب عدى الضابطة الاخلاقية وحديث منسوب للنبي محمد مفاده ملعون من دخل فينا بغير نسب، ومن خرج منا بغير سبب، وهو حديث لم اقف له على اسناد ويرى عجزه لايلائم صدره اذ كيف يخرج الانسان من نسبه وقد كتب عليه بالولادة؟
لاتوجد احصائية رسمية لعدد السادة الاشراف وهم يتوزعون على كافة ارجاء المعمورة لكن تركزهم في العراق وايران والدول العربية وشمال افريقيا وهم قبائل وعوائل يشكلون شعبا كاملا ومعلوم ان هذا النسب يعطي حامله منزلة اجتماعية عظيمة ويدر عليه مالا هو الخمس وقد يضعه من جانب اخر في قلب مخاطر جمة وعليه فان عدد السادة الاشراف في مد وجزر حسب نوع السلطة فاذا كانت ميالة للعلويين زاد عدد اهل النسب وان كانت منحرفة عنهم قل العدد ونرى اليوم في العراق مثلا سعة الاكتشافات النسبية حتى صار (السادة الجدد) ظاهرة تستحق الرصد وربما خصصنا لها بابا اذ اخذ عدد السادة بالزيادة ليس عن طريق التوالد انما عن طريق اكتشافات نسبية.
كان التنافس بين العائلتين الصفوية والعثمانية شديدا لتمثيل وجهة النظر المقدسة وادعاء القرب من النبي محمد فخلقت كلا الدولتين مايمكن وصفه سياجا من السادة واختلف لهذا السبب سادة الدولة الصفوية عن سادة الدولة العثمانية وبالتاكيد جرت عمليات تنسيب على نطاق واسع وتاليا اختل التوازن في عملية التكاثر الطبيعي للبشر حيث هناك ثلاثة اباء في كل قرن.
هذا عن السادة اما عن ال لر،فهم عرق بشري بين العراق وايران يجمعهم اقليم ايراني باسمهم هو لرستان من مدنه ايلام وكيلان غرب ودهلران وخرم اباد وقد سالوا على العراق وتركزوا في محافظات العمارة والكوت وبغداد وديالى وتكريت ومن المدن التي كثروا فيها علي الغربي الحي بدرة وجصان مندلي الشيخ عمر.
كان ال لر الى جانب اليهود والمسيحيين هم بناة العراق فاليهود برعوا بالطب والتجارة وادخل المسيحيون الطباعة والتعليم فيما كان ال لر الظهر والساعد فاداروا عجلة الانتاج الزراعي والصناعي وبرعوا بالحرف فان كانت يد تغزل الحرير او تفتل الحديد فهي يد ال لر.
يتميز اللر بقوة البناء الجسدي، صلابة الوجه وتفاحيته، اتساع الصدر، كثافة شعر الوجه مع بروز الشارب وشدة شعر الحاجب مع طباع حادة في العناد، ولهم لغتهم الخاصة وهي من اللغات الهندوربية.
ينتظم ال لر في العراق بقبائل وعوائل واغلب العوائل العراقية التي تحمل اسماء مهن كالقاب من قبيل الشاه بندر او رئيس الميناء،الشكرجي، الحداد، الخشاب، الحطاب،الكببجي،العلوي جي هي عوائل لرية.
اراد صدام ان يكون بطل عربي فقدم نفسه كحامل للعروبة وحاميا للعرب ومدافعا عنهم امام اليهود والايرانيين فردد كثيرا وطويلا تلك المقولات التي عدنت العراق وقطرته ليكون دولة عنصرية عربية.
وكان سؤالي من دون غيري هل صدام من اصل عربي؟
كان هذا السؤال قديما وجوابه نضجه قبل كل شيء رفضي المطلق للقبول باي امر يخص العرب على انه بديهية.
ولد صدام حسب الرواية الرسمية عام 1937 ولم تظهر فترة شبابه اشارات على انه ينتمي الى السادة الاشراف وكان هذا اللقب ربما قدم له المساعدة في وجوده بمصر وحتى في العراق بمحيط قروي قاسي لايخاف سوى من السادة لكن بعد صعوده الى السلطة قدمت رواية النسب هذه
صدام بن حسين بن مجيد بن عبد الغفور بن عبد القادر بن عمر بن شبيب بن حسن بن الأمير على بن الأمير حسين بن الأمير ناصر بن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن شمس الدين عبد الرحمن بن عبد الله قاسم نجم الدين بن محمد خزام السليم بن شمس الدين عبد الكريم بن صالح عبد الرزاق بن صدر الدين على الصيادي بن عز الدين أحمد الصياد بن عبدالرحيم ممهد الدولة بن عثمان سيف الدين بن حسن بن محمد عسلة بن على الحازم بن أحمد المرتضى بن على الاشبيلي بن رفاعة الحسن المكي(واليه نسبة الرفاعي) بن مهدي بن محمد المكي بن الحسن القاسم بن الحسين الرضى بن أحمد الأكبر بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب.
واجهتالرواية الكثير من المشاكل اقواها ان خاشع المعاضيدي اضاف رجلا اسمه سليمان بين عبد الغفور وعبد القادر أي ان الجد الرابع اهتز وضعه وهو مالايمكن ان يحصل مطلقا في المجتمع القبلي الذي يتمسك بمقولة سابع ظهر والمشكلة الثانية هي ضعف نسبة ال ناصر الى الرفاعية اما المشكلة التي لايمكن حلها فهي ان الرفاعية ليسوا علويين.
في الشرق لايمكن الثقة بروايات النسب فحتى لو كانت الرواية تضم اشخاصا متسلسلين يمكن ان نكون بمواجهة انتحال النسب.
بالتاكيد ان فحص الحامض النووي حدد بالضبط اين يقع صدام من المجموعات العرقية وبغير هذا العلم القاطع تبقى الفسلجة والفراسة والبحث والمقارنات والتي هي موضوعنا هنا.
كان اسم صدام جديدا على العراق والجزيرة العربية ولم تعرفه اللغة العربية كاسم علم وهو ليس على وزن فعال كما يتوهم من الفعل صدم.
لم تنادي عائلة صدام ابنها مطلقا بالاسم الشائع المتداول صَدّامبل كان الاسم ولايزال هو صْدْامْ بتسكين جميع الحروف وليس فتح الصاد.
جرى التوهم ان الاسم الاخير انما هو للتحبب فتجنب اعداء صدام استخدامه والحقيقة ان التحبب في العراق يجري باضافة واو قبل الحرف الاخير وياء بعده من قبيل حمودي لاسم حميد جمولي غلوبي جبوريلاسماء جميل وغالب وجابر وكان الاسم سيكون صدومي وليس صدام كما يلفظه الشاعر جايجان في قصيدة مبثوثة على النت.
قدم البعض الاسم الموجود في كتاب الدجال الفرنسي نوستراداموس (مادص) على انه مقلوب اسم صدام وكما هو واضح لايبتعد الاسم بهذه القراءة بعيدا عن حقيقته فمقطع (ماد) هو اسم الامتداد العرقي  ل اللر أي الماذيين.
نعثر على اسم يثير الانتباه في عائلة صدام هو دهام وربما يكون الاسمين دهام وصدام هما صيغة عددية باللغة الفارسية من الرقمين عشرة ومئة اللذان يقرءان
(ده ام) و( صد ام) حيث تضيف الفارسية الحرفين الف وميم للترتيب ومثلها(يك ام )و( دو ام ) أي الاول والثاني.
برزان اسم عربي اما وطبان فهو الاخر قلق عربيا.
لاتظهر أي صورة لحسين الوالد المفترض لصدام فيما تظهر صورة لوالدته وعمه  ابراهيم الحسن على انفراد ومعا بينما التصوير دخل العراق مبكرا وكما تقول العائلة فانها عائلة بيكات أي عائلة ارستقراطية فكيف يستقيم هذا ؟
سنلاحظ لاحقا ان ابنة صدام تنفي الاصول البيكوية عن عائلتها ولو بطريقة غير مباشرة فهي تقول غضبا من ابن عم والدها علي حسن المجيد ان جل ماكان يحلم به اعمامها ان يكون احدهم معلما ،علما ان البيك يرى نفسه فوق المعلم بدرجات فكيف يستقيم هذا؟
لاتحمل الام صبحة طلفاح أي ملامح عربية ووجهها اقرب الى سكان الجبال كما كامل هيئتها وهي اقرب مايكونللمراة ال لرية.
تدفن العائلة موتاها في القرية التي تسكنها وبما انها لم تغادر هذه القرية ولا تحدثت عن انجرافات للتربة دمرت قبورا فان قبر الاب المفترض حسين عبد المجيد يفترض ان يظهر كضريح او على الاقل كشاهدة متواضعة سيما ان الام بعد وفاتها بني لها ضريحا فلماذا لم يظهر هذا القبر ولا سلطت عليه الاضواء في زمن البريق الاعلامي الساطع الى حدود مبالغ فيها سلطه صدام على نفسه؟
العم ابراهيم الحسن الذي تزوج من ارملة اخيه المفترض حسين واولاده دهام وطبان برزان سبعاوي يمكن ان تجد اشكالهم بيسر في لرستان انهم شكل لري قياسي فهل هذه مصادفة؟
لاتتحدث العائلة لغة عربية واضحة عدى صدام نفسه الذي ظل يعاني من لهجته ثم فرضها على الاسماع .
اسم اخر في العائلة يجعل الانتماء للعرب متعثرا هو (طلفاح) ويحملك على الانتباه لتسئل كيف تدهورت اسماء الخلف الى صدام دهام وطبان سبعاوي برزان طلفاح فيما تحمل شجرة النسب اسماء دينية للسلف بمنتهى الوضوح والعربية؟
ان هذا قد يكون نابع من تدهور الوضع الاجتماعي في العراق عموما ومنه وضع الاسماء لكن ايضا لايمكن اهمال غرابة الاسماء ورطانتها.
لانجد في تاريخ صدام شخصا من السادة الاشراف بل العكس نجد شخصيات لرية من قبيل صباح ميرزا محمود ، سميرة الشاهبندر، سمير الشيخلي، حتى مذيعا مثل رشدي عبد الصاحب  وصحفيا مثل حسن العلوي وهو لري واسماء لاشقياءلر تم تصفيتهم جسديا واسماء في السياسة والامن والفن ومنهم كما اعتقد ناظم كزار ولو لست متاكدا تماما من الاخير.
اذا لماذا قام صدام بتوجيه ضربة عنيفة ل اللر بحيث انتزع ملكيتهم وهجرهم تحت تهديد السلاح واحتجز الشباب منهم ليلقوا حتفهم؟
اعتقد ان انقساما حادا وقع في صفوف اللر فمنهم من ذهب مع الشيوعية وايد عبد الكريم قاسم وهو لري من الابوين ومنهم من اراده صدام ان يقف مع البعث ومعه شخصيا لذلك نرى ان تهجير ال لر استثنى اكثر من ثلاثة ارباعهم بل ان بعضهم ظل في عداد قيادات عهد صدام.
ان تاريخ العراق من عام 1958 حتى عام 2013 لايمكن ان يقرا ببساطة.

انني لاانفي نسب أي شخص هنا لكن ظروف عائلة صدام لاتدعم كونها عائلة عربية.
القلق طاول حتى طريقة الملبس فقد ظل صدام حائرا بين لباس سكان الجبال واللباس العربي الذي لم يجيده يوما.
ان الانف العربي والانف الاري اوضح مايكونان في الافتراق ايضا بناء الجمجمة وتسطح خلف الراس.

لا الفسلجة ولا الاجتماع ولا النسب يدعمان كون صدام من اصل عربي وهذه النتيجة ليست حطا من الاعراق الاخرى بل نتيجة مخبرية اكاديمية لاتريد ترتيب أي اثر انما الوقوف على الحقيقة المجردة.

…………..
كاتب الماني