18 ديسمبر، 2024 11:50 م

الطاغية المقبور صدام حسين، هو الذي أعدمني، وتوهمت اعدامه بوجود مشعان ضامن ركاض الجبوري، مدعوما من الحكومة، بعد ان سفحت جانبي وعززت مكفر الشيعة الذي يبيح دمهم باعتبارهم “صفويون” و”خنازير” انتدبته العناية الإلهية لـ “كط” رؤوسهم.

همشتني و”استمتنته” وأقصتني وقربته، يطلق حاشيته، في حرب.. غير متكافئة.. ضروس، ضدي.. حجب حقوقي واضفى عليه ما لا يستحق من مميزات استلبها منا.. نحن الذين قبضنا على مجمرة الموت، نستبردها في المعتقلات.

منعني من السفر وحاربني في رزقي وسد منافذ الحياة من حولي، بينما قاتل الشعب ومورد مفردات الحصة التموينية لوزارة التجارة ابان حكم الطاغية.. مشعان الجبوري، يسرح ويمرح الان، من والى العراق آمنا، في ظل رعاية الحكومة.. تكفل شؤونه، وتعبد الطرق امامه وتفتح السبل سالكة له.

دعمت الحملة الانتخابية لمشعان بملايين من الاموال، وجعلت من قائمته “العربية” رديفة لقائمة “دولة القانون”.

يقول الجبوري: “المالكي والحكيم والصدر، قتلة، والشيعة صفيون” يشتم الكرد والتركمان، ناسيا انه بالامس كان يلطع قصعة مسعود برزاني، لاحسا تراب الارض المحيطة بفتات مائدته.

الحكومة تحيط مشعان الجبوري، بكل هذا القدر من الاهتمام؛ بغية تهيئتنا نفسيا لإستقبال عزة الدوري؛ ما يجعل عراقيين كثيرين يوطدون العزم على الرحيل، من العراق.. يتركونه لمشعان وبطانته.

أتأمل ما آلت اليه حالي، بعد ان قدت اعظم حدث في اطول ليلة شهدها تاريخ العراق الحديث؛ باعدامي صداما؛ وجدت أن الحكومة تنكل بي جزاء ذلك.. تقهرني وترفه أضداد العملية السياسية، كمثل مشعان الجبوري، الذي لا يتورع عن لصق اقذع الالفاظ بحق الشيعة!

اتخذت من مشعان متنا، والقت بي الى هامش العراق، على الحافة.. عند الحد اللانهائي، من وهدة الآخرة، تمنعي من السفر وتقطع سبل العيش عني؛ كي اموت وتموت عائلتي جوعا؛ بحجب راتبي التقاعدي المستحق عن عملي مؤسسا ونائب رئيس المحكمة الاتحادية.

بينما مشعان يتمتع بكل ما حرم منه، المخلصون للعراق وشعبه.. سابقا ولاحقا، في الوقت الذي تحيط خلاله الحكومة قرارها بجوق ممن يشتتون رؤياها، عن جادة الصواب تخبطا مسعورا، والى الابد.

أتأمل أعدامي صداما في توقيت خطير، كاد يطيح بالعراق، لو لم الطمه بالاعدام، كمنجز وطني سجله التاريخ لي؛ فأجد ان الطاغية المقبور هو الذي اعدمني، من وجهة نظر الشرفاء المتعاطفين مع تداعيات الوضع المزري الذي يسوق الجميع.

إذن لم اعدم صدام وهو الذي اعدمني، ما دمت مجردا من المصدات الواقية، بعد ان هدر اعوان الطاغية دمي.. والله الحافظ بعد ان تبرأت الحكومة مني.