إبْتُليَ العراق بآفة فتاكة, عبر تأريخ الحكومات, لم يتمكن من التخلص منها كونها متجددة, ألا وهي الانتهازية, التي لم يجلب أصحابها غير الدمار.
عند سقوط الصنم, خرج المضطهدون الذين وصفهم بعض الُمحللين السياسيين: كخارجين من القبور فرحين! وكأن يوم القيامة قد حل, ليروا مصير مضطهديهم, من قادة وأزلام البعث عبيد الطاغية, ليتنفسوا الصعداء, تحت ظل حكومة ترعى الشعب.
فوجيء المواطن العراقي, باحتلال بغيض سيطر على العراق, إذ لم يكن تحريراً, كما ادَّعى بوش ألإبن, عند حسم الأمر لإسقاط الطاغية, إلا أن العراقي له, أمل بالقوى الوطنية العائدة, من الساسة المعارضين لحكم البعث, كان المهم عند المواطن, أن غبار البعث السام قد إنقشع بدون رجعه.
صدرت قرارات أثلجت قلوب أكثرية الشعب, أهمها اجتثاث البعث, إلا أن إختراقات كثيرة قد حصلت, بالأخص لمن تنسم سدة الحكم, ليُفاجأ المواطن العراقي, ضج المنافقون والفاشلون, لإلغاء قرار الاجتثاث, فأعادت حكومة المالكي, مئات الضباط بحجة الخبرة المتراكمة, فتم إرجاعهم بمناصب حساسة, أدت إلى سقوط محافظات للإرهاب, إنها كفاءة تسليم الاسلحة و تركها!
يتبادر الى الذهن أحدهم, إنه صباح الفتلاوي, قائد عمليات سامراء, الذي كان أثناء الانتفاضة ألشعبانية, من منتسبي القوة التي قامت بالاعتداء على المراقد المقدسة؛ الذي كان مخموراً, أثناء هجوم مجاميع داعش, مما تسبب في كارثة, وصل بها الارهاب على أبواب بغداد الشمالية؛ فيا لها من خبرة أضاعت العراق.
تغلغلت عصابات البعث, في مناصب حساسة, لامتيازهم بممارسة ألانتهازية, فهم ممن يتقنون فن التملق للحاكم, وخلق الطغاة للإبقاء على سطوتهم, إستغلوا غفلة بعض الساسة, فأدخلوا المتصدعين للحكم, كي يُفشِلوا سياسة التغيير, عقوبة للشعب وتشتيت فكره, لجعله يندم على التغيير.
بعد خيانتهم المعهودة, ولإخفاقهم من الاحتفاظ بمراكزهم, سلكوا طريقة سَبَّبَتْ استباحة الحرمات, فهم بارعون بممارسة إفشاء الإشاعة والخداع, لينسى المواطن جرائمهم الشنيعة, فقاموا بخلق أزمة الغاز المفتعلة, وأشاعوا الشائعات, حول الاتفاق مع الاقليم.
تباً لذلك الـ صباح النتن, والقاسية التي سُمِّيَت خَطأً بـ حنان, فقد كَشَف الشَعب صَداميتكم يا رفاق السوء.