23 ديسمبر، 2024 7:06 م

صخرة عبعوب وصخرة التاريخ..؟

صخرة عبعوب وصخرة التاريخ..؟

اصبحت الصخرة التي تحدث بها عبعوب امين عاصمة بغداد موضع جدل وسخرية وتندر في مختلف الاماكن والمواقع ولكن لو نظر الانسان بتجرد الى مستوى الانحدار الاخلاقي الذي تمارسه الطبقة السياسية من أجل المكاسب النفعية الفئوية والحزبية الضيقة لما كان كل هذا الجدل حول الصخرة ..فالسياسي العراقي اليوم وصل الى قناعة بإسقاط الاخر بأي وسيلة لان الغاية تبرر الوسيلة! فيقتل العامل والموظف والطفل والمرأة والجندي من أجل الحصول على مكاسب سياسية ومن أجل الطائفية والقومية ومن أجل اثارة السخط الشعبي على الحكومة المتخبطة في عملها والتي تفتقر الى التخطيط الاستراتيجي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها ,,فالجهات التي تمارس تفخيخ الانسان والحيوان والجماد من أجل قتل الاخر من البديهي جدا سوف تضع صخر وحجر في المجاري لكي تزيد الطين بلة واذا لم تكن هذه القصة حقيقية فانها سوف تكون حقيقة وسوف تمارس  في المستقبل بعد ان التفتت اليها جهات كثيرة ربما كانت غافلة عنها!!ان السياسي اليوم سوف يسد الهواء ان كان بوسعه ذلك  اذا كان من أجل تسقيط وتشويه الخصم فكيف لا يسد المجاري مثلا! رغم قناعتنا برداءة البُنى التحتية وعدم صيانتها من قبل الجهات المختصة في ذلك ,,وثمة صخرة اخرى جاثمة على المستوى الفكري والتحرك الشعبي والاجتماعي والتكاتف والرؤية لدى الشعب الغارق والذي لا يجيد غير التذمر والتندر على الصخرة في حين لم يمارس ضغط كبير على الجهات التي تفتح_بسطيات_ طوال ايام الصحو لبيع شعارات من قبيل الخادم والمنقذ والشريف والسهران_ اننا بحاجة الى ازالة الصخرة الكبيرة التي وضعت على صدر هذا الشعب والتي جعلته شِيعًا لا يتحرك ولا يتظاهر و يُلدغ من الجحر ذاته مرارا وتكرارا وهو لا يزال يضع ذات اليد في ذات الجحر ؟ اننا لو استطعنا تكسير الصخور المتجذّرة في تفكير الشعب وبلادته وسطحيته لما كنا بحاجة الى تصديق او عدم تصديق رواية صخرة عبعوب ! ولو ان الشعب ضغط على كل من يمثله في البرلمان للتصويت على قانون البنى التحتية لكي تأتي شركات عملاقة تضع تصاميم ومجاري حديثة لا يمكن سدها بصخرة عبعوب وبصخرة التاريخ ! كما هي الان في الدول المتقدمة او الدول النامية المستقرة كأيران والكويت وغيرها,,نخشى ان تتوالد هذه الصخور ذات يوم داخل المجاري لتخلق لنا جبالا يصعب هدمها بمعاول الفضائيات والفيسبوك !الشعب اليوم يتحمل جزء كبير من المسؤولية لانه هو الذي ينتخب وهو الذي يصفق للطائفية وهو الذي تسيره الاجندة السياسية والاهواء الطائفية والافواه المسمومة اننا بحاجة الى وعي يفّت الصخور وبحاجة الى مثقف سياسي والى سياسي يؤمن بالاخلاق ,,الاخلاق التي باتت من الاوراق الخاسرة والمستضعفة في العُرف والفكر السياسي الذي يعمل بطريقة الكسب والربح ولو على جثث الاخرين ,,اننا فعلا نَمرُّ بأزمة اخلاق وأزمة وعي وأزمة ضمير لذا من الطبيعي ان توضع الصخور في المجاري في زمن ضياع الاخلاق وفي زمن الشعارات والوعود الرنانة التي يصدقها الشعب ويصفق لها لانه كان ولازال يحمل الصخرة التاريخية الكبيرة التي هي خليط من التبعية والجهل والتقديس .
[email protected]