23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

صخرة عبعوب … وجزمة المسؤول … ضاع المواطن

صخرة عبعوب … وجزمة المسؤول … ضاع المواطن

يبدو أن الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين في العراق ، وصل إلى حد اللعب على معاناة الناس اليومية ، إذ كشفت الأمطار الأخيرة في بغداد عن الضعف والهشاشة الواضحة في أجهزة الخدمات العامة ، وسط انزعاج وتذمر المواطنين من واقع خدمي مؤلم ، ينم عن جهل ولا مبالاة بمعاناة المواطن العراقي .التصريحات الأخيرة والتي بدأت بتصريح لرئيس مجلس محافظة بغداد ، والذي ادعى فيها أن الأمطار مفيدة للجو ، وهي تعالج السموم الموجودة في الجو العراقي ، وهي شيء جيد ، وعلى استعجال سعى السيد رئيس الوزراء إلى الاجتماع بالمحافظين ، ليخرج من اللعبة ، ويلقي الكرة في ملعب المحافظين ، والذي دعاهم إلى السعي لتقديم الخدمة ، دون الدخول في التفاصيل ، وأخرها تصريح أمين بغداد بالوكالة السيد عبعوب ، أن هناك من وضع صخرة كبيرة تزن 150 طن في فتحة المجاري ، والقصد منها سياسي بحت ؟! يبدو أن السيد عبعوب ، قد صدق قوله ، واقتنع به ، بدل من أن يصرح بصدق عن تقصيره وأمانته في تقديم الخدمة ، وتخفيف معاناة المواطنين من مياه الأمطار ، والتي وصلت إلى البيوت ، بل أضطر الكثيرين من ترك منازلهم لتبدأ معانة لا تنتهي للمواطن والتي دفعت به إلى حالة الانهيار وفقدان الصبر والثقة بالحكومة ، بل وزيادة النقمة ضدها ، فبدل هذا التصريح المخجل حقيقة ، كان الأولى استنفار طاقات وأموال الأمانة لتخليص الناس من المياه ، والتي كانت من السهل السيطرة عليها ، فنحن لسنا بمستوى أمطار السعودية التي وصلت إلى حد إعلان  مناطق منكوبة ، بل كان من الممكن السيطرة عليها في وقت قياسي ، أمام كل الأموال والإمكانيات الموجودة في الأمانة وغيرها من الدوائر الخدمية ، والاستعانة باليات الجيش التي أخذت دورها هي الأخرى مشكورة على مساعدة الناس في التخفيف من معاناتهم .خروج المسؤول بجزمته إلى الشارع ، والوقوف على مياه الفيضان ، لا يعد أمراً صحيحاً ، فالمحافظ عمله المتابعة ، فليس من القوة أن يتابع عمل دوائر أخرى ، فالمسؤول الناجح من يقف وموظفوه يعملون ، وليس العكس ، فأخذت صور السادة المسؤولين تنتشر بسرعة في صفحات الإعلام والفيس بوك ، حتى أصبحت دعاية إعلامية ، بل أكثر من ذلك عداها البعض استعداد مبكر لخوض الانتخابات البرلمانية .ومع ذلك نسلّم أن المسؤول يجب أن يكون مع المواطن في معاناته ، ولكن أن لا تكون تلاعباً بمشاعره ، فبدل أن يحكم الإعلام على المسؤول دع المواطن يحكم عليك ، وبدل الكاميرا تراك ، دع المواطن يراك ، وهو من يقيمك باداءك الصحيح والمخلص له .المواطن العراقي أصبح مقتنع تماماً بفشلكم في إدارة ابسط الملفات ، ألا وهي الخدمة ، وللأسف أصبحت معاناة الناس مادة دعائية سهلة يضحكون بها على الناس ليمرروا مخططاتهم واجنداتهم السياسية من خلالها ، والتي بات واضحاً ان الهدف ليس المواطن بقدر الوصول الى السلطة والمال .على السياسيين أن يقدموا الخدمات ولا يجعلوا من الإمطار منبرا سياسيا  للخطابة والكسب السياسي، ولا سيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، وهذا ما يدفع بالكثيرين إلى ممارسة لعبتهم السياسية على أكتاف المواطن وهمومه ومعاناته من اجل إرضاء وتحقيق مكاسب سياسية قد تسقط البعض وتجعل من البعض الآخر يخطو خطوات أخرى نحو الأمام بطرق ملتوية، لاتتعدى سوى خطابات لا تغني  الفقير ولا تشبع المواطن سوى فقاعات فارغة  لا تأخذ سوى فترة زمنية قصيرة وتتلاشى كسابقاتها، ويبقى المواطن ينتظر وعودا أخرى لا تحقق له شيئا.ويبقى تساؤلنا هل اتخذت الوسائل اللازمة للحد من الفيضانات وإيجاد الحلول المناسبة ومحاسبة المقصرين الذين تسببوا في هذه الكارثة واستمرار معاناة المواطن العراقي .