اسرائيل اليوم وبعد ان عرف الكثير من الشعوب العربية حقيقتها، تلك الحقيقة التي حاولت الماكنة الاعلامية العربية حجبها عنهم من خلال اكاذيب ومبالغات وتهويل، بدأت تستلم اشارات ايجابية من ملايين العرب من خلال صفحات التواصل الاجتماعية .
فلكل جالية يهودية في اسرائيل تواصل حميم مع شعب بلدها الاصلي الذي طردت منه، على سبيل المثال لا الحصر، نجد الجالية اليهودية العراقية في اسرائيل دأبت منذ سنوات طويلة على التواصل مع اقرانها العراقيين في العراق وخارجه، لتصبح لديها عشرات الصفحات التي ترتبط من خلالها بشرائح كبيرة من كافة محافظات العراق، وبدأت زيارات وفود وشخصيات عراقية شعبية كثيرة الى دولة اسرائيل، والاطلاع عن قرب من نمط الحياة والحرية التي يتمتع بها الشعب الاسرائيلي الكريم من يهود ومسلمين ومسيحيين ودروز وبهائيين واحمديين وغيرهم .
اما عن معاناة الشعب الفلسطيني التي هي لا تقارن مع معاناة بقية الشعوب العربية غير ألمحتلة، فقط لو اخذنا مثالاً بسيطاً على معاناة العرب من غير الفلسطينيين، سنفهم لماذا اغلب الشعوب العربية ومنها الشعب الفلسطيني تود ان تكون تحت الاحتلال الاسرائيلي .
لو نظرنا مثلاً الى ما يجري اليوم في اليمن وسوريا وليبيا، نجد ان دول عربية ومسلمة مثل السعودية وايران وتركيا والامارات تحاول السيطرة والهيمنة عليها بالقوة، غير مبالية بملايين المتضررين من ذلك الصراع الشرير، ارواح الاطفال والنساء والعزل من الرجال تُحصد بألآلاف وقرى تباد وتحرق على رؤوس ساكنيها، واطفال يجوعون ويمرضون بلا اي مساعدة، لكننا لا نجد لتلك المنظمات الدولية التي تتباكى فقط على الشعب الفلسطيني اي صوت يذكر .
ولو دققنا بمعاناة الشعب الفلسطيني بحيادية وموضوعية، لعرفنا ان سببها هم القادة الفلسطينيون والعرب من ورائهم، الذين رفضوا عروضاً كثيرة لتأسيس دولة فلسطينية مستقرة .
منها تقرير لجنة بيل عام 1937, وقرار التقسيم من قبل الامم المتحدة عام 1947, وعرض كلنتون-ايهود براك
عام 2000/2001, وعرض ايهود اولمرت عام 2008، كل تلك العروض التي لو قبلها القادة الفلسطينيون والعرب، كانت ستسمح للفلسطينيين ان ينشئوا دولتهم، ولكنهم لا يريدون ان تكون لهم دولة بقدر ما يريدون ازالة دولة اسرائيل، لذلك اعتمدوا الطريق المسدود الا وهو طريق الارهاب وسفك دماء الابرياء، ومع شديد الاسف هُم لم يشوهوا سمعة الفلسطينيين فقط، بل سمعة كل عربي ومسلم .
اخيرا اذكر الغارديان أن سياسة حماس تقوم على الاشتباك المفتعل مع الجيش الإسرائيلي مع سبق الاصرار، لتدفع بالشبيبة ضحايا لماكنتها الإعلامية، فقط هكذا يمكن لقيادتها الحصول على المزيد من الدعم المالي على حساب الغزيين، وبغية تحقيق مٱربها فلا مانع لديها من خدمة ملالي إيران المعادين لاغلب الانظمة العربية، كما أنها توسم الضحايا بالأطفال على الرغم من أن أعمارهم تتعدى مستوى الطفولة بكثير .
للاسف أن صحيفة مثل الغارديان تقع في مصيدة حماس الإعلامية.