حقيقة ان كل من انتمى الى داعش ، ومن وقف معها ، وساندها ، وآمن بفكرها ، وفعل فعلها ، وتحالف مع تنظيمها ، واعتقد بمعتقداتها ، وساهم في تنفيذ جرائمها ، سواء كان ذلك بالقتل والتنكيل ، ام الخطف والتهجير ، ام السلب والنهب ، ومصادرة الاموال ، وكل مالحق ذلك وماشابهه وتماثل به ، انما هم اولاد “شحيبر” ويتبع اولئك كل من وافق وانسجم وايد وبارك وصمت وقبل افعالها الدنيئة في قتل النفس البشرية التي حرم الله قتلها الا بالحق ، وهدم المراقد والمساجد والحسينيات والشواهد الاثرية والمعالم الثقافية ، واستباحة المدن وترويع الاهالي الامنين ، ودعا الى الفرقة والطائفية والكراهية والعنصرية .. انما هم اولاد “شحيبر” .. بل ان افعال الكلاب تسمو على افعالهم .. فللكلاب وفاء .. وليس لهؤلاء وفاء .. وللكلاب امان اذا اويتها واطعمتها .. وليس لهؤلاء امان .. وللكلاب مبادئ تتمثل بملازمة صاحبها ومربيها ومعاونتها له في السراء والضراء .. وهؤلاء ليس لديهم اية قيم يمكن ان ترقى الى قيم الكلاب .
لقد استباحوا مدينة الموصل وهي بلد الانبياء والاولياء والحضارة ، وبلد الجمال والرفاه والربيع حتى جعلوا منها حطاماً ، وزحفوا الى مناطق اخرى حول الموصل فهجروا اهلها وعملوا السيف فيهم ، ونهبوا اموالهم وسبوا نساءهم ويتموا اطفالهم ، كما فعلوا في تلعفر وآمرلي وقرة تبة والدبس وقرية بشير وغيرها من المناطق المنكوبة .. وزحفت جرذانهم وخفافيشهم الى مناطق ديالى في السعدية وجلولاء والمقدادية .. لقد سقط القناع عن اولئك الذين كانوا يتسترون بعباءات البعث والنقشبندية والحركات الاصولية ، ومن يسمون انفسهم ثوار العشائر .. لقد سقط الجميع في براثن داعش ودنسها واصبحوا جزءاً منها ، هي منهم ، وهم منها ، مؤيدون لها مبايعون لزعيمها الذي تلطخت اياديه بدم العراقيين الابرياء .. ففي كل يوم تصلنا اخبار عن وجود حاضنات لهذا التنظيم القذر في مدن عراقية شمالية وغربية ، تقدم له الدعم والمساندة والقبول والرضا وتهادنه وتقبل اياديه واقدامه ، من اجل حفنة من الدولارات الحرام ، وتمسح على اكتافه حتى يكونوا جزءا منه يقبضون مثلما يقبض الاخرون من المال الحرام الذي سرق من المصارف والمتاجر وبيوت الناس ، ويضعون في بطونهم نارا ويزدادون حقدا وكراهية على اخوة لهم في الدين والوطن .. لايمكن لاي عراقي شريف ان يقبل الانتماء الى هؤلاء الذين اتوا من وراء التاريخ ليخربوا الحاضر ، او يؤيدهم او يسكت عن جرائمهم ، لقد ضرب البعض مثلا مخجلا في الخسة والدناءة ، والغدر والخيانة ، وفقدان الغيرة والقيم ، وكل مايمت الى الدين والعرف والشرع وقيم الرجولة بصلة .. بل ان البعض اخذ يتبجح بانتمائه الى هؤلاء المجرمين ، ويفعل فعلهم ويعلن الولاء لهم .. لقد اختلطت الامور بشكل لايمكن معه فك الارتباط بين مجرم ومجرم ، وبين حاقد جاهل متخلف متلبس بلباس الطائفية المقيت .. فصيحات اولئك الذين ادعو انهم ثوار ، وهتفوا باسم تنظيم القاعدة ، صدقوا توجههم اليوم بالوقوف مع القاعدة للسيطرة على المدن العراقية ، مدينة مدينة ، وناحية ناحية ، وقرية قرية ، لقد اثبت البعث المجرم انه استمد افكاره من تنظيم القاعدة وان القاعدة استمدت منه عنجهيته واجرامه ، ولبست عليهما عباءة الدين .. فلم يكن البعث ايام المجرم صدام حزباً حقيقياً .. ولم يكن بعد سقوطه كذلك ، بل انه عصابة مجرمة سلطت على رقاب الناس ، وبعد انهيار نظامهم اصبحوا عصابات متفرقة هنا وهناك تحمل السلاح لبث الرعب بين الناس ، وزعزعت الامن ، وعرقلة البناء والوقوف بوجه كل من يسعى الى ولادة عراق ديمقراطي متطور يعيش فيه ابناؤه بسلام ورفاه ، ويتمتعون بما رزقهم الله من خيرات وبركات.
لقد كان البعثيون ومازالوا مصدر قلق للوضع الامني ، وهم باساليبهم ومحاولاتهم بكسب المتخلفين والمصلحيين والوصوليين والانتهازيين والمهرولين وراء المال الحرام الى صفوفهم ، للوقوف صفاً واحداً ضد وحدة العراق واستقراره وتنميته .. ألم نقل انهم اولاد “شحيبر”.