19 ديسمبر، 2024 1:05 ص

صحوة متأخرة، وليكن..

صحوة متأخرة، وليكن..

يبدو ان اعتراف الادارة الاميركية الاخير بشان مساعيها الجديدة لانتاج صحوة سنية ثانية، في العراق لمحاربة مسلحي تنظيم داعش وتحديداً بمحافظة الانبار، محيراً، فالظروف على الارض لا تسمح باعادة فكرة الصحوات خاصة وان الساحة السنية مضطربة ولا تحضى بالدعم الحكومي الكافي.

فانحسار الدور الاميركي الذي كان داعماً ومؤسساً لهذه الفكرة العام 2007 والتي نجحت بشكل كبير في القضاء على تنظيم القاعدة انذاك الامر الذي اعطى زخماً للعشائر السنية التي استطاعت ان تنهي هذا التنظيم، قبل ان تدخل مدنهم في دوامة الاعتصامات والاستهداف والتضييق من قبل حكومة المالكي التي مهدت سياسته المتهورة لداعش للسيطرة على غالب المناطق السنية.

وهو امر توقعه مسؤولين اميركان، فقد اكدوا (وفقاً لتقرير نشرته الواشنطن تايمز)، عدم نجاح هذه المهمة مجدداً، فضلاً عن قناعة منتقدي الادارة الاميركية، بان هذه الستراتيجية حتى الآن لن تكون قريبة من النجاح كسابقتها، وذلك بسبب اغتيال العديد من زعماء القبائل بعد مغادرة القوات الاميركية العراق في عام ٢٠١١.

لكن مصادر عراقية تؤكد وجود رغبة اميركية تناقض مخاوف بعض قادتها وان كانت لا تلبي طموح قادة السنة الذين يرغبون بتشكيل الحرس الوطني، فالمستشارون الذين يتخذون من قاعدة الحبانية وبعض المناطق التابعة للانبار، يتهيئون لتدريب ثلاث فئات من ابناء السنة، الفئة الاولى تشمل الشرطة المحلية فضلاً عن تطوير وتدريب مركز وتسليح 75 سرية يتم اختيارها من ضمن ٥٠٠ شرطي، تنحصر مهام هذه السرايا بالعمليات الخاصة، اما ما يتعلق بابناء العشائر الثائرة ضد داعش (بحسب الوصف) سيتم تدريبها وتقديم اسناد محدود لها.

وفقاً للمعلومات اعلاه، فان المقترح مطروح، بالرغم من اعتراضات التحالف الوطني، والفصائل الشيعية المسلحة التي ترغب بفرض سيطرتها على الملف الامني سيما ما يتعلق بمحاربة داعش الذي استغل من اجل فرض واقع انتجته مقتضيات المرحلة التي اوجدت داعش والحشد.

وبالرغم من ان المقترح جاء متاخراً، الا ان مجرد التفكير به والعمل على تحقيقه كاستراتيجية تساعد على انهاء داعش من المناطق السنية قد يتيح احداث توازن في مراكز القوة، الامر الذي يعطي الامل بان الادارة الاميركية ومن تحالف معها ادركوا ضرورة ايجاد حل وان كان بمعزل عن موافقة الحكومة للقضاء على الارهاب والترهيب، الذي بات ياخذ اشكالاً متنوعة اسفر عن خسائر لن تعوض.