” هذا التنظيم ليس دولة أسلامية بل هو نظام رهيب وهمجي، وإن كثير من المسلمين ينزعجون من وصف هذه المجموعة بالدولة الاسلامية”.
هذا مقتطف من كلام رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، الذي أضاف أن وصف هذه الجماعة؛ بـ الدولة الاسلامية، يضفي عليها شرعية دينية، والشعور بأنها دولة، وهذا مايجب أنكاره.
بعد توقيع اكثر من ١٢٠ نائب في البرلمان البريطاني، على خطاب يطلب من هيئة الإذاعة البريطانية، والمذيعين فيها، على التوقف عن أستخدام مصطلح الدولة الاسلامية، والإشارة الى التنظيم بأسم داعش.
في العالم بشكل عام، ودول أوروبا بشكل خاص، أصبح الجدل واسع الانتشار، حول ما اذا كانت هذه الجماعة، مرتبطة بالتاريخ الاسلامي، والمجتمع الشرقي، ولا ننكر أن هذه هي حجه قوية .
برأينا البسيط أن هكذا خطاب هو خطوه مهمه، تحتاج الى الجدية من كاميرون وحلفاءه، في محاربة هذا التنظيم المتطرف، بداءاً من مروجي هذه الأفكار التي تدعو للتطرف حتى في بريطانيا نفسها.
لا ننسى أن المتطرفين أستغلوا أجواء الحرية، والتعبير عن الرأي، في بريطانيا، لنشر سمومهم وأفكارهم المجنونة، التي تستبيح الحرمات وقتل الأنفس، لينطلقوا منها الى سوريا والعراق، وأستغلال الوضع الأمني المتردي فيها.
ليس هناك حاجه لمعرفة أهداف هذه الجماعات، فقد كانت تنتظر هذه الفرصة، لتكوين دولتها المزعومة، التي تريد تشيدها على دماء الأبرياء، وأرض الأنبياء، فهي لم تكن تحلم في يومً من الأيام، بأنها سوف تكون على مقربة من تحقيق هدفها الأسمى، ووصولها الى المقدسات في أرض العراق.
أستغلال أجواء الاتفاق العالمي، حول الملف النووي الإيراني، وتفضيل الحوار على المواجهة في حل القضايا والمشاكل العالقة، هو المنطلق للتفاهم، والتقارب حول ملف هذه التنظيمات، التي لا تستطيع اي دولة القضاء عليها نهائياً، من دون تعاون، وتبادل للمعلومات، والإمكانيات، بين المجتمع الدولي.
تفجيرات فرنسا، والكويت، قد أوصلت رسالة للعالم ؛ أن ما يدور في العراق هي ليست حرباً أهلية، أو صراع حول السلطة، أو ثورة شعبية، مثلما كان يروج له بعض المتاجرين، بل هي هجمة أرهابية، أستغل المتطرفون فيها وضع البلاد المتدهور، وضعف أدارته الأمنية، لذلك خلقت جواً، من التعاطف، والانتباه، الذي يجب على الحكومة أستغلاله، من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المساعدات العسكرية، والإعلامية، من أجل المساهمة في القضاء على هذه العصابات.