17 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

صحوة كلنتون

خرجت علينا مؤخراً المرشحة للرئاسة الاميركية عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلنتون باعتراف قد يكون مفاجئاً للبعض لكنه في حقيقة الامر يعد امراً واقعاً في العراق.
فقد صرحت كلينتون في كلمة لها ان السنة تعرضوا للخيانة في السابق، وعليه لا بد على حكومة بغداد ان تستوعبهم وتجعلهم يشعروا بالانتماء للعراق والا فأن المهمة يجب ان تناط للتحالف الدولي!! حيث رهنت مرشحة الرئاسة الاميركية نجاح الحرب على داعش في العراق باشراك السنة في القتال، داعية الى تشكيل صحوات من نوع جديد تكون قادرة على مسك الارض بعد تحريرها من مسلحي التنظيم.
ان الجميع يعلم فداحة ما تعرض له سنة العراق بعد العام 2003 فالتهميش والاقصاء واخرها ما تتعرض له مناطقهم لعمليات عسكرية اجبرت الالاف منهم لنزوح جماعي لم تشهده البلاد من قبل، وما قابله هذا الامر من تجاهل حكومي لمعاناة سجلت العديد من الانتهاكات سواءً تلك التي اقدم عليها تنظيم داعش الارهابي، مستغلاً ازدواجية الحكومة في التعامل مع مدن وابناء هذه المناطق، او تلك التجاوزات التي صدرت من اطراف مسلحة استطاعت ان تفرض وجودها بمسوغات بررها لها الواقع الذي فرضته سياسة بغداد في تعاملها مع ازمة المناطق السنية.
فالكل يعلم كيف تم التعامل مع اعتصاماتهم وان خرجت بعضها عن المضمون الذي انطلقت من اجله، الا ان التعامل السافر والكيل بمكيال الطائفية والاقتصاص تحت لافتة الثار والمظلومية، مهدت الطريق امام تجاوزات لم تستطع حكومة العبادي كبحها بالرغم من المطالبات الكثيرة بان يكون للسنة دور في تحرير مناطقهم التي استولى عليها الارهاب نتيجة اخطاء ارتكبتها حكومة المالكي السابقة.
ان المرحلة المقبلة وما تحمله من متغييرات تحتم على الجميع ان يرضخوا لسياسة الامر الواقع، فالارض وما عليها لاهلها شاءوا ام ابوا، وعلى الحكومة ان تعي اهمية دور ابناء عشائر المناطق السنية في مسك الارض بعد تحريرها، خاصة بعد ان ادركت امريكا ومن معها خطورة الاوضاع في العراق
والمنطقة التي باتت تعيش حرباً لا هوادة فيها ضد الارهاب.
فلا يمكن لطرف ان يفرض رؤيته ونفوذه وسط رفض داخلي لسياسة كبدتنا الكثير من الخسائر وافقدتنا شركاء في الوطن، ان الرغبة الاميركية بانشاء صحوات جديدة ما هو الا دليل اخر على عمق مصيبتا عندما يرفض الاخرون حلولاً تحفظ كرامة ابناءاً لنا عشنا معهم وعانينا معاً صروف الحياة المرة، فاذا اردنا لهذا البلد ان يحيا مجدداً علينا اولاً ان نعطي كل ذي حق حقه والا فان
الدعوات المقبلة ستكون اقسى وادهى..

أحدث المقالات