7 أبريل، 2024 11:53 ص
Search
Close this search box.

“صحن الساتلايت” اصبح مزعجاً !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لولا معرفتي التامة بصدقه ، ونقاء سريرته ، ما كنتُ صدقت ما قاله صديق لي ،  يشغل موقعا اجتماعيا مرموقا في القطاع المصرفي ، ومن الشخصيات المرموقة ثقافيا ، ففي اثناء حديثنا عن الاعلام ودوره  في حياة مجتمعنا  بالوقت الراهن  .. قال الصديق بألم  ، ما شكل عندي صدمة  إعلامية ، إنه رفع ( صحن الساتلايت ) من سطح بيته ، بعد ان ضجر هو واسرته ، من لغو الكلام ، و”المهاترات” التي تحفل بها الفضائيات من خلال برامج الحوارات  التي باتت تبث سموم التفرقة بين المجتمع ..        

شخصيا ، ايدت  في سري ما طرحه صديقي العزيز ، لكني حاولت التبرير بكلمات خجلى  ، ففشلت .. لأن الواقع المرير اصبح متجذرا  اكثر في الوجدان  كما يبدو  ، فبدلاً من الاسهام في تقليل الهموم، والتخفيف من حالات الكآبة التي تسود المجتمع ، وعلى رأسها البطالة ،وسوء الخدمات ، وزحامات الطرق .. الخ  ، نجد سلوى العراقيين الوحيدة،  وهي القنوات الفضائية العراقية  الكثيرة ، تستمر في عرض البرامج التي يطلق عليها العراقيون مسلسل “صراع الديكة” حيث تعظيم الذات، والنهش بالآخر، من خلال ضيوف يتكررون في هذه الفضائية وتلك.. لقد تناسى من يمتلكون تلك الفضائيات، أشخاصاً وأحزاباً، أنّ طرح الهموم هو من الأشياء السيئة، ويثير الامتعاض، مثله مثل التأكيدات في كل اللقاءات على المناكفات السياسية التي حفظناها، كونها تصنع من الأفراد نسخًا متشابهة، لا تميّز بينهم، فلا بد من السعي إلى تقديم الأشياء الجميلة والمفيدة، متمثلة ببرامج تبقى حاضرة لا تختفي من الذاكرة، وتشيع الأمل والفرح، بدل حكايات الظلام التي تخيم علينا من الساعة التاسعة مساء حتى منتصف الليل، إنّ الإنسان المهموم هو كالزهرة الذابلة، التي لا تنتظر شيئاً من الحياة سوى الموت…

ان  العراقيين يعيشون أملاً بأن تكون شاشة الفضائيات ، بعيدة عن القيل والقال ، والأحاديث المتشابهة وسيل التهم من هذه الجهة إلى تلك، وبالعكس، في ضخ إعلامي مؤذٍ تقوده وجوه باتت معروفة، نشاهدهم في اللقاءات بمظهر غير ما يبطنون ويبتسمون ووجدانهم باكٍ ، حتى بات القلق لازمة يومية في سلوكهم، نتيجة تلاطم أمواج الادعاءات التي يرونها متغيرة بتغير الظروف، فاختلط عليهم الخيط الأسود بالخيط الأبيض، وباتوا والخيبة صنوان لا يفترقان، لعدم قدرتهم على إظهار مشاعرهم الداخلية الشخصية أو التعبير عنها صراحة، نتيجة هيمنة منظورة وغير منظورة يخشونها، أبرزها المستقبل غير الواضح في مناحي الوظيفة حيث الحياة، وتقلباتها.

 عزيزتي شاشة الفضائيات إن التمتع بمشاهدتك يكون جميلاً حين نرى البهجة تملأ برامجك التي تتناغم مع أفراح وطموحات الشعب، وبعيدة عن مآلات السياسة وعالمها  المعروف.. لا تجعلونا نكره التلفزيون ، ونفعل ما فعله الصديق ابا فيصل ، بأن نرمي صحن الستالايت الى مكب النفايات !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب