15 نوفمبر، 2024 4:31 م
Search
Close this search box.

صحفيــون … لا مهندســون

صحفيــون … لا مهندســون

من المعتاد ان اية جهة سواء اكانت دول او مؤسسات او افراد عندما تقد م على انشاء مشروع ايا كان نوعه فأنها تعد العدة وتبدأ بوضع كافة الاستعدادات والإجراءات والإمكانات المطلوب توفيرها قبيل البدء بوضع اللبنة الاولى لهذا المشروع .. حيث تبدأ اولا وقبل كل شئ بتوفير التخصيصات المالية اللازمة  ومن ثم وضع التصاميم الخاصة بالمشروع والبحث ثانيا عن الجهة التي تقوم بتنفيذ اعمال ألبناء .. وبما ان هناك شركات ومؤسسات متخصصة بأعمال البناء والمقاولات بعضها صغيرة وأخرى كبيرة بل واغلبها عملاقة تضم اعدادا كبيرة  من الاستشاريين والمهندسين والفنيين وغيرهم فضلا عن اسطول من آليات ضخمة خاصة بأعمال البناء .. وهناك كوادر  هندسية متخصصة في التصاميم والإشراف وتقديم العروض والمواصفات والاستشارات الهندسية لمختلف انواع البناء والى غير ذلك من الامور التي تعتبر من صلب عمل الشركات والتي بدونها لا تستطيع ان تخطو ولو لخطوة واحدة او الاقدام على تبني اي عمل لبناء مؤسسة او دائرة او حتى منزل بسيط ، فأن الدول والمؤسسات والافراد تلجا عادة الى مثل هذه الشركات في تنفيذ اعمالها العمرانية.

الذي دفعني لكتابة هذه المقدمة هو ما جرى عصر يوم السبت 26/10 عندما افتتح مقر نقابة الصحفيين العراقيين بحلته الحضارية المتميزة بعدما اعيد اعماره وانتهى الى الصورة الرائعة التي شاهدها الكثير سواء على عين المكان  من الذين حضروا حفل الافتتاح الذي نظمته النقابة او من مشاهدي القنوات الفضائية التي حرص القائمون عليها على نقل وقائع حفل الافتتاح الرسمي والشعبي لهذا المبنى الجميل ..والذي نهض من بين الانقاض ليصبح صرحا حضاريا لنقابة مهنية يفتقر اليها العراق  تلك المكانة في الوقت الراهن .
فكيف يا ترى جرى اعمار هذا المبنى ؟ وما هي الجهة او الشركة الهندسية او الاستشارية التي نفذت مراحل اعماره المختلفة حيث من المعلوم ان نقابة الصحفيين العراقيين تضم اعلاميين وصحفيين  فقط دون غيرهم … ؟ اي لايوجد في النقابة من هو مهندس او استشاري او فني متخصص بأعمال البناء وهنا اقصد ( التخصص العلمي )..

مراحل اعادة  اعمار المبنى القديم كانت تتطلب :
• وضع تصاميم ومخططات اولية للبناء
• المباشرة بإعمال التنفيذ عن طريق مقاول او تنفيذ مباشر
• تغليف البناية من الداخل والخارج وما هي الطريقة المثلى والعملية لذلك
• انارة البناية
• وضع الديكور لأسيجة النقابة الخارجية ومداخلها
• اختيار الاثاث والقاعات التي من شأنها خدمة الصحفيين وتسهيل عملهم داخل النقابة
• ومن ثم تنظيم الحدائق لتصبح متنزهات لراحة الصحفيين وعوائلهم
كل تلك الاعمال كانت تجري بتخطيط وتنفيذ وإشراف من نقيب الصحفيين العراقيين الزميل مؤيد اللامي الذي اعرفه انه خريج اعلام  وليس مهندس مدني او معماري  الا ان الامر انتهى بالطريقة الرائعة لأعمار مبنى نقابة الصحفيين العراقيين دون اي استشارة او احالة لمكتب هندسي او شركة بناء او مقاولات ..

لقد كان هاجس الزميل نقيب الصحفيين وهو الذي يشغل منصبين مهمين اضافة الى منصبه النقابي في العراق كونه نائب اول لرئيس اتحاد الصحفيين العرب وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين وهذين المنصبين جاءا بانتخابات عربية ودولية .. ولابد للزميل اللامي الذي حضر ويحضر باستمرار اجتماعات ومؤتمرات  عربية وعالمية  فان هاجسه هو ان يحظى صحفيو العراق بمقر متميز لهم ينسجم والدور الكبير الذي تنهض به الاسرة الصحفية العراقية عبر تأريخها العريق وفعلا فقد  حقق هذا الحلم لينعم الصحفيون العراقيون وعلى مر الاجيال القادمة بمقر جميل لنقابتهم وبالتالي ما يدعوهم الى مضاعفة الجهد والإبداع وتأدية رسالتهم المهنية بكل اخلاص ووطنية .
اذن  من يريد ان يعمل ويقدم خدمة لبلده ومجتمعه لا اعتقد ان هناك من يقف في طريقه بل ان الناس ستبارك جهده ودوره وعمله لان( خير الناس من نفع الناس ) ..
فهل يقدم الاخرون على ما اقدمت عليه نقابة الصحفيين  ونبني العراق جميعا بالطريقة التي بني  فيها مقر نقابة الصحفيين العراقيين  ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات