عندما لا تجد مرهما يخفف وجعك، يهون عليك حينها رشف السم لرخصه ووفرته، ولانه يضمن انعدام احساسك بالالم، فكيف بك وانت تلمس املا قد يشفيك، كمستشفى الحبوبي في محافظة ذي قار المجهز باحدث الاجهز الطبية، والذي يستقطب المرضى من مركز المحافظة واقضيتها وقراها كونه مستشفى حكومي مجاني يفد اليه الفقراء والمعوزين وما اكثرهم في المحافظة.
بعد سقوط النظام اصبح التوجه نحو فتح مستشفيات اهلية، وهي حالة طبيعية وصحية طالما ظل الأمر اختياريا، فبامكان المريض العلاج في اي منهما بحسب امكانيته المادية، لكن ان يخرج الامر عن الشرعية ويفرق الطبيب بين عمله في المستشفيات الخاصة والحكومية، فهنا يقع المحظور، كما قيل اخيرا عن حادثة غريبة النوع وتكاد تكون الاولى في تنافس اجرامي يتنافى مع الدين والاخلاق والضمير، وهو تلويث اجهزة العملية الجراحية بصورة مقصودة من قبل سماسرة المستشفيات الاهلية راح ضحيتها تسعة ابرياء فقدوا عيونهم بسبب الفايروس الذي خلفه التلوث المتعمد… وفي خطوة لتلافي ما حصل نقل المرضى الى العاصمة بغداد(مستشفى ابن الهيثم المتخصصة في العيون) بعد ان استفحل الفايروس وخلف ما يصعب او يستحيل علاجه، لكنهم عادوا يجرون اذيال الخيبة واليأس، لم يملك محافظ ذي قار السيد طالب الحسن سوى التخفيف المعنوي عن المرضى بعد ان اجرى اتصالا بوزير الصحة لسفرهم الى الخارج لغرض علاجهم على نفقة الدولة، كما اوعز بتعيين شخص لكل مريض على نظام العقود.
اتخطر حادثة جرت في مستشفى الولادة اثناء حضوري عملية ولادة احد اقاربي، بعد دخولها المسشفى من قبل الطبيبة المختصة، كنا ننتظر في الصالة المخصصة للانتظار نسترق اي خبر تخرجه لنا مرافقة المريضة، قلق وذهول وانتظار، خرجت بعدها المرافقة لتقول ان الممرضات يأبن اجراء اللازم الى المريضة، كذلك فان الطبيبات عزفن عن فحصها كون طبيبة المريضة يصادف عملها اليوم في المستشفى الخاص الذي تعمل به، عليه يجب اخذ المريضة الى المستشفى الاهلي والا فستموت!!…وفعلا تموت ولا يرف لاحدهم جفنا، لان سماسرة المستشفيات الاهلية تجارا، طبيب كان او ممرض او قابلة، والتخريجات كثيرة يموت المريض بحجة ارتفاع ضغط ادم! او صعود اليوريا! او غيرها من الاعذار التي قتل العديد من المرضى بسببها، والناس تؤمن بالنهاية ان الله يرد ذلك وهو اجل معلوم اذا جاء لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون…
جميع التشريعات لم تحدد ولم تقنن عمل الاطباء، حتى اصبحت مهنة الطب بعيدة عن الانسانية والرأفة، التي تعد اهم اعمدتها، فالعديد من الاطباء تجار همهم الوحيد كنز المال، ولا تلبي المستشفيات الحكومية هذا الطموح، اتحداك ان تراجع طبيبا ولا تخرج بما يرهق جيبك، والغالبية منهم يأخذ حصة من الصيدلية ومن عيادة الاشعة، ويشترط في جلب العلاج من صيدلية معينة والاشعة من عيادة معينة، ونحن نلتزم بما يقوله مجبرين، حتى كشفية الدخول الى الطبيب يحددها الطبيب وليس القانون، فالى متى نبقى فئران تجارب تدفع المال لتكون كذلك…يا برلماننا بعض الاطباء والممرضين يستهترون بارواحنا، فهل من قانون يرجع لبعض الاطباء انسانيتهم ورحمتهم!!! ثم ما هي الاجراءات الصارمة التي انتظرنا طويلا ليتخذها القائمون فيما يخص الحادث الاليم الذي تتحمله صحة ذي قار حصرا…
ملاحظة: سمعنا الكثير عن هذه الحادثة منها اهمال الطبيب المختص وغيرها، وما ذكرناه انفا كان من ضمن ما سمعنا، وقد رجحه بعض المقربين، لذا فقد اقتضى التويه.
[email protected]