9 أبريل، 2024 5:11 ص
Search
Close this search box.

صحة التقليد  أساس لصحة العمل

Facebook
Twitter
LinkedIn

ختم الله جل وعلا أديانه بالإسلام فجعله أتمها وأحسنها بحيث لم يترك صغيرة ولا كبيرة من شؤون الحياة الا تدخل بها وجعل لها احكاما وقوانين وضوابط حدها بالحلال والحرام عندها نزل الامر الرباني بانه لا يمكن لأي احد اتباع دينا غير الاسلام فكان قوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غير الإسلام دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)ال عمران 85 .
والاسلام يمشي مع الانسان حتى قبل ان يولد فجعل الزواج الشرعي سببا لولادته وجعل امورا كثيرة لإتمام هذا الزواج وجعل له حقوقا على والديه ويستمر الامر معه حتى مماته بل حتى بعد مماته . ومن الامور المهمة التي يهتم بها الاسلام هو هداية الانسان وجعله خليفة الله في الارض يعمرها وفق ارادته ليحيى فيها حياة حرة كريمة تليق بخليفة الله , والهداية انما تكون على يدي الانبياء والرسل الذين يبعثهم الله لعباده ليرشدوهم سواء السبيل .. ولان حياة النبي محدودة ربما تكون بالموت على ايدي العتاة الظالمين ممن يريدون ان تبقى الارض مظلمة يغشاها الظلم والجور والفساد اصبح من الضروري وجود اوصياء يكملون مسيرة النبي بعد وفاته فتكون الرسالة محفوظة فيهم حتى يشاء الله . ونبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم بعثه الله للعالمين كافة كون ان رسالته خاتمة الرسالات فكان له من الاعداء الكثرة الكثيرة حتى قال صلى الله عليه واله وسلم ( ما اوذي نبي مثل ما اوذيت ) وحتى ان القران الكريم صرح بذلك فكان قوله عز من قائل (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) المائدة 82

اذن اليهود لهم عداوة ابدية مع الاسلام ونبي الاسلام واوصيائه سلام الله عليهم اجمعين فتتبع ائمة الجور ائمة الهدى سجنا وتشريدا وقتلا بالسيف والسم ولو استمر الامر لكان الاسلام نسيا منسيا فشاء الله ان يطيل عمر اخر الاوصياء عليه السلام ليظهره يوم يشاء ليملأ الارض قسطا وعدلا فكانت الغيبة الصغرى حيث كان الامام يقود اتباعه عن طريق السفراء الاربعة وفي الغيبة الكبرى ( وهنا محور حديثنا ) اصبح العلماء هم نواب الامام عجل الله فرجه الشريف في ادارة الامور امتثالا لأمره عليه السلام (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم ) يقول الشيخ المظفّر في كتاب (عقائدنا) عن المجتهد: (والرادّ عليه رادّ على الإمام،والرادّ على الإمام رادّ على الله تعالى،وهو على حدّ الشرك بالله،كما جاء في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام).وقول الإمام العسكري(عليه السلام): (فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه،حافظاً لدينه،مخالفاً لهواه،مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه) وهنا بدأت اول خطوات المكلفين في طريقهم الطويل نحو الايمان والنجاة فترى أن التقليد أول مسالة في كل الرسائل العملية لعلمائنا قدست أسرار الماضين وحفظ الله الباقين ومد في ظلالهم الوارفة ومن جزئيات التقليد أن يقلد المكلف اعلم الموجودين ولنأخذ مثلا من بعض الرسائل العملية حيث نجد رأي السيد الخوئي قدس سره الشريف في منهاج الصالحين العبادات في التقليد – مسالة 10 ( اذا قلد من ليس أهلا للفتوى وجب العدول عنه الى من هو اهل لها ، وكذا اذا قلد غير الاعلم وجب العدول الى الاعلم مع العلم بالمخالفة بينهما ، وكذا لو قلد الاعلم ثم صار غيره اعلم )  . وهذا ما نجده ايضا في منهاج الصالحين للامام السيستاني دام ظله الوارف ويضيف في المسالة 14 ( لا يجوز العدول من الحي الى الميت الذي قلده اولا ، كما لايجوز العدول من الحي الى الحي الا اذا صار الثاني اعلم او لم يعلم الاختلاف بينهما .) وهذا الامر متكرر في جميع الرسائل العمليه لمن اراد الزيادة في الامر .
اذن المرجع هو نائب الامام لا يفتي الا بأمره وهو من يقود الامة ويحفظها من الظلال والتشتت واليه ترجع الامة في كل امورها فاصبح لزاما على الجميع اتباع هذا الرجل اتباع الفصيل لأمه بل دعونا نقول اتباع العبد لسيده لأن الخروج عن امره والرد عليه كالرد على الحجة المنتظر والرد على الامام المعصوم هو الرد على الله جل وعلا .
وقد قلنا انفا ان عداوة اليهود لا تنتهي فقاموا بحياكة المؤامرات المستمرة لتوهين المذهب الحق واضعافه ومن هذه الحيل ايجاد اشخاص بصفة مراجع بطريقة واخرى ومدهم بكل قوة لسحب العوام اليهم لعزل المرجع الحقيقي عن قواعده وابعاد القاعدة عن قائدها الحقيقي فكان ما كان من تصدي البعض من محبي الظهور والتعالي والابهة الزائفة والاضواء البراقة . من هنا ندعو بعد هذا الشرح اخواننا من توخي الحذر في هذه المسالة والبحث والتدقيق والعودة الى جادة الصواب وعدم الانجرار وراء الالقاب الفارغة المحتوى من الالقاب التي نسمعها وهي تزين ظلما بعض الاشخاص مثل العالم الرباني او المرجع العربي او زعيم الحوزة العلمية والى اخره من الالقاب التي لا تغني ولا تسمن ان لم تكن مضافة الى اسم اضافه صاحب العصر والزمان الى ساحته المقدسة .

الحذر الحذر فالموت اقرب الى الانسان من أي شيء فالاجدر بنا ان نترك الزبد ونتمسك بما ينفع الناس ولا نكون ممن يعضون اصابعهم ندما يوم القيامة ونقول والحسرة تحاصرنا من كل جهة ياليتني لم اتخذ فلان خليلا والحمد لله رب العالمين الذي من علينا وجعلنا من المتمسكين بولاية اهل البيت عليهم السلام عن طريق المرجعية الرشيدة التي هي كبد الحقيقة الشيعية وهي الشمس التي لا يغطيها غربال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب