تنقسم نظرة المسلمين للصحابة الى عدة أقسام علما ان الصحابة في مجملهم يختلفون اختلافات شاسعة في قربهم وبعدهم عن النبي ومدة صحبتهم له وحتى طاعته أو الثبات على متابعتهم له بعد موته إضافة إلى أهواء مناصري هذا الصحابي أو ذاك لكن اللافت للنظر هو انقسام المسلمين إلى قسمين رئيسيين في الموقف من الصحابة يرى القسم الأول أن كل من صحب النبي ولو ليوم واحد فهو صحابي جليل يجب احترامه وتبجيله والترضي عليه حتى إذا كان منافقا أو اسلم خوفا أو كان من الطلقاء الذين شهروا السيف وحاربوا النبي واذوه قبل الهجرة وبعدها وتغير موقفهم بعد وفاة النبي في حين يرى القسم الثاني أن الصحابي ليس من صحب النبي يوم أو سنة أو أكثر إنما الصحابي هو من اخلص للنبي وبذل في الله مهجته ولم يتغير موقفه بعد موت النبي ، ومثلما وضع القسم الأول عمر بن الخطاب محورا لحب الصحابة وترضيتهم عليهم وقياسهم بقربهم من عمر والتفافهم حوله وسلوك منهجه اتخذ القسم الثاني علي بن أبي طالب عنوانا لصحبة النبي الحقيقية واسباغها على كل من التف حول علي وناصره منهم وأقر له بقربه من النبي وحقه في خلافته بعد موته
والخلاف والتوادد بين بعض من أسلموا وأصبحوا صحابة لم يكن وليد الإسلام إنما كان في جاهليتهم اساسا لكن اخفوه في حياة النبي وخاف المنافق ومن اسلم خوفا على حياته من الكلام أو التصرف لئلا يفضحه الوحي في حين من حسن اسلامه نسى أحقاد الجاهلية وعاش بروحية المسلم وطبيعة المؤمن ومعلوم أن قريش في جاهليتها كانت مقامات بيوتات في العلى وأخرى في الأسفل وقد بينها أمية بن خلف المخزومي أو ابا جهل يوم أعلن بالقول ( كنا وبنو هاشم كفرسا رهان حتى ظهر منهم نبي ولايستوي هذا الأمر حتى يكون لنا نبي مثله ) ودام الصراع مشتعلا في السنوات المكية من عمر النبوة وبعد الهجرة إلى المدينة تحول الصراع إلى حروب قتل فيها أغلب فرسان قريش الكافرة وكبرائها ولم يوقف هذه الحروب إلا انتصار الدعوة الإسلامية وفتح مكة فرضخت قريش ودخلت في الإسلام كرها وخوفا وبانتهاء المعارك المعلنة بين النبي وقريش بدأت سلسلة المؤامرات بقيادة المنافقين لقتل النبي والقضاء على الدعوة لكن الوحي كان يفضحهم بين الحين والآخر حتى مات النبي مسموما فانقسم المسلمون إلى ثلاثة أقسام انشغل القسم الأول بترتيب الأوضاع وتقاسم السلطة في سقيفة بني ( ساعدة ) وانشغل القسم الثاني بتجهيز النبي ودفنه وأنتظر القسم الثالث الغلبة لمن تكون حتى يضع نفسه تحت سلطته مع أن الجميع كانوا يحملون صفة ( صحابي ) ووجوب الترضي عليهم وبعد صراع سياسي فاز القسم الأول بالسلطة وأبعد القسم الثاني فخضع له القسم الثالث بلا نقاش وبموت النبي وانقطاع الوحي أمن المنافقين من الصحابة الفضيحة فأصبحت التصرفات مكشوفة وانتشرت الأكاذيب عن النبي ووقعت الاختلافات بين الصحابة وتناثرت الاتهامات بالردة حتى تقاتلوا ومات الحاكم الأول وقتل الثاني وثار الصحابة على الثالث وحاصروا بيته حتى قتلوه فقام الرابع بالأمر وانقسم الصحابة مرة أخرى قسم مع الحاكم وقسم ضده فقضى مدة حكمه في حروب بين الصحابة قتل في آخرها فال الحكم للطلقاء الذين اصبحوا صحابة بعد الفتح وبدأ الشتم على المنابر وفي خطب الولاة حتى أصبح سنة وبعد انقضاء حكم الطلقاء بدأ كتاب التاريخ يرسمون قرنا زاهرا عاشه الإسلام في زمن النبي ومن تبعه من الحكام وقرنا زاهيا حكمه الطغاة وقرنا ثالثا ووضعوا من الأحاديث مالا يعقله من بقيت له ثمالة عقل ونسبوها للنبي ورفعوا مقامات الصحابة المتقاتلين على السلطة إلى ما فوق مقامات النبوة وكل حزب بمالديهم فرحون حتى مرت على الإسلام أكثر من أربعة عشر قرن ونصف والمسلمون يزدادون انقساما وتحزبا لصحابة ماتوا قبل ١٤٠٠ عام اليوم يطل علينا قسم من المتحزبين بمسلسل تلفزيوني يذكر ويمجد ماثر قاتل علي الخليفة الرابع ويرد عليه القسم الاخر بفيلم سينمائي يمجد ماثر قاتل عمر الخليفة الثاني وهكذا يزداد المسلمون انقساما وفرقة في مسلسل الانقسامات المبتدأ منذ وفاة النبي حتى مسلسل معاوية بن أبي سفيان وفيلم ابا لؤلؤة فيروز الفارسي
.
وا حسرتاه على الإسلام